آخر الأخبار

متلازمة "خفية" تصيب ملايين النساء بعد انقطاع الطمث.. ماذا نعرف عنها؟

شارك

قد تستمر بعض أعراض انقطاع الطمث لسنوات بعد توقف الدورة الشهرية، ليس فقط بسبب التغيرات الهرمونية، بل نتيجة متلازمة "خفية" وغير شائعة، تصيب ملايين النساء وتؤثر في حياتهن اليومية والجنسية، وقد تقود أحيانًا إلى مضاعفات خطيرة.

ما يُعرف طبيًا بـ "متلازمة الجهاز البولي التناسلي لسن اليأس" (GSM)، هي حالة تصيب ما بين 27 و84 في المئة من النساء بعد انقطاع الطمث، لكن القليل منهن سمعن بها أو تلقين تشخيصًا صحيحًا.

في حديث لـ"ناشونال جيوغرافيك"، تقول الدكتورة لورين سترايشر، المديرة الطبية لمركز نورثويسترن للطب الجنسي وانقطاع الطمث : "لا يخطر ببال النساء أبدًا أن هذا جزء من انقطاع الطمث، إنهن يعتقدن أنه مجرد أمر طبيعي مع التقدم في العمر".

تتمثل أعراض المتلازمة بجفاف المهبل وحكّة وتهيج في الأعضاء التناسلية، وانخفاض الرغبة والترطيب، وألم أثناء الجماع، وصعوبات بولية كالحرقان وتكرار التبول، إضافةً إلى زيادة احتمالات الإصابة بالتهابات المسالك البولية.

واللافت أن هذه الأعراض لا تتحسن مع الوقت، بل تزداد سوءًا كلما تقدمت المرأة في العمر.

من "ضمور" إلى متلازمة شاملة

قبل نحو عقد، كان يُطلق على هذه الحالة "ضمور الفرج والمهبل"، لكن مجموعة من الخبراء أعادت تسميتها إلى GSM، في محاولة لتسليط الضوء على الأعراض الأوسع المرتبطة بها. تقول ستيفاني فوبيون، المديرة الطبية لجمعية انقطاع الطمث في أمريكا الشمالية: " كان الرهان أن تنظر النساء إلى هذه الأعراض كحالة صحية يمكن علاجها، زليس قَدَرًا محتوماً".

ويقف انخفاض هرمون الإستروجين وراء معظم التغييرات. هذا الهرمون مسؤول عن ترطيب المهبل ومرونة أنسجته، كما أنه موجود أيضًا في المثانة والإحليل. ومع تراجع مستوياته، تتغير البيئة الداخلية للجهاز البولي التناسلي، ما يسمح بتكاثر البكتيريا الضارة ويزيد من مخاطر الالتهابات. يوضح الدكتور جيمس سيمون، أستاذ أمراض النساء في جامعة جورج واشنطن، أن هذه التغيرات "تجعل المرأة أكثر عرضة للتهيّج والعدوى".

مصدر الصورة الصورة تُظهر مجسّمًا ورقيًا ملوّنًا للرحم والمبيضين بجانبه فوطة صحية وكأس حيض وردي. Canva

ولا تقتصر آثار GSM على الصحة الجنسية، فقد وجدت دراسة عام 2013 أن ربع النساء بعد سن اليأس يعانين من ألم متكرر أثناء الجماع. تقول الباحثة شيريل كينغسبيرغ: "المشكلة لا تتعلق فقط بالألم، بل بالخوف من ممارسة الجنس، ما يؤدي أحيانًا إلى تقلص عضلات قاع الحوض وتفاقم الأعراض".

ويؤكد الخبراء أن المتلازمة تنعكس أيضًا على الحياة اليومية: ارتداء الجينز أو ركوب الدراجة أو حتى استخدام ورق التواليت قد يتحول إلى تجربة مؤلمة. في إحدى الدراسات ، نقلت بعض النساء معاناتهن من جفاف وحكّة شديدة حالت دون قدرتهنّ على النوم أو ممارسة التمارين. فيما عزت أخريات تدهور علاقاتهنّ الزوجية إلى المشكلات الجنسية التي سببتها المتلازمة.

تشخيص ناقص وعلاجات فعّالة

على الرغم من شيوع الحالة، لا يتم تشخيصها بدقة دائمًا، والكثير من الأطباء يخلطون بين أعراضها والتهابات المسالك البولية، فيصفون مضادات حيوية لا تعالج السبب الحقيقي. تقول كينغسبيرغ: "الأعراض متشابهة، لكن السبب مختلف". وقد تصل المضاعفات، في حالات نادرة، إلى التهابات خطيرة مثل تعفن الدم .

لكن الخبر السار، بحسب فوبيون، أن العلاجات متاحة وفعالة. البداية تكون عادةً باستخدام مرطبات ومزلقات مهبلية تباع من دون وصفة طبية، شرط تجنب الأنواع ذات "الأسمولية" العالية التي تزيد الجفاف. وفي حال عدم التحسن، أو في حال وجود أعراض بولية، يُنصح باللجوء إلى الطبيب.

العلاج الهرموني الموضعي، عبر كريمات أو أقراص أو حلقات مهبلية تحتوي على الإستروجين، يعدّ الأكثر فعالية، إذ يعيد التوازن البكتيري ويمنع العدوى ويخفف الألم. أبحاث حديثة نشرت في مجلة Urology أظهرت أن النساء اللواتي استخدمن الإستروجين المهبلي سجلن معدلات أقل بكثير من التهابات المسالك البولية والمضاعفات.

كما أقرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أدوية جديدة مثل هرمون DHEA ودواء أوسبيميفين لعلاج GSM. أما النساء اللواتي أصبن بتشنج عضلات قاع الحوض، فقد يستفدن من العلاج الطبيعي أو استخدام موسعات مهبلية.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار