يع د النخاع الشوكي/ الحبل الشوكي جزءًا مركزيًا في الجهاز العصبي لدى الإنسان، وهو عبارة عن حزمة طويلة ومعقدة من الأعصاب تربط أسفل الظهر بالدماغ ، وتعمل كساعي بريد لنقل الأوامر العصبية من أجل تنفيذها، وهو مسؤول عن الحركة والإحساس وردود الفعل.
وعلى عكس الأعضاء الأخرى، لا يستطيع الجسم أن يعالج الإصابات في النخاع الشوكي، لذلك فإن التلف في خلاياه غالبًا ما يتسبب بضرر دائم لدى المريض.
حاليا، يقتصر علاج إصابات النخاع الشوكي على جعل الحالة مستقرة، ومنع تفاقم الضرر، وتحقيق أقصى استفادة من الوظائف المتبقية.
وغالبا ما تشمل الرعاية الطارئة تثبيت العمود الفقري، وتقليل الالتهاب، وأحيانًا إجراء جراحة لإصلاح الكسور أو تخفيف الضغط، بالإضافة إلى برامج التأهيل الطبيعي والمهني.
وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 15 مليون شخص حول العالم يعيشون مع إصابات في الحبل الشوكي، وغالبية هذه الإصابات ناتجة عن أسباب صادمة مثل السقوط وحوادث الطرق والعنف.
وفي تغطيتها للخبر، تنقل صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية عن البروفيسور تال دفير، رئيس مركز ساغول للتكنولوجيا الحيوية التجديدية ومركز النانو بجامعة تل أبيب والقائد الرئيسي لمشروع الزراعة قوله: "ينقل الحبل الشوكي الإشارات الكهربائية من الدماغ إلى جميع أنحاء الجسم. عندما ينقطع بسبب صدمة—مثل حادث سيارة، أو سقوط، أو إصابة قتالية—يُقطع الاتصال. تخيلوا كابلًا كهربائيًا مقطوعًا: عندما لا يلتقي طرفاه، لا يمكن للإشارة المرور، ويظل المريض مشلولًا تحت مستوى الإصابة".
ويشرح دفير: "على عكس الأنسجة الأخرى، لا يمكن للخلايا العصبية في الحبل الشوكي أن تتجدد طبيعيًا، ومع مرور الوقت تحجب الأنسجة المصابة الإشارات المتبقية."
يضيف الطبيب أن: "عملية الزراعة التي نرمي إليها تهدف إلى استبدال الجزء التالف بحبل شوكي مُصنع مختبريًا يندمج مع النسيج السليم أعلى وأسفل الإصابة".
ويستعد الأطباء في إسرائيل لإجراء هذه التجربة بعد أن أظهرت الدراسات الحيوانية على الفئران قبل ثلاث سنوات نتائج مذهلة، حيث استعاد الحيوان القدرة على المشي بشكل طبيعي.
وقد حصل الفريق الإسرائيلي قبل عدة أشهر على موافقة أولية من وزارة الصحة لإجراء تجارب "الاستخدام الرحيم"، أي اختبار العلاج أو الدواء على مرضى محددين قبل أن يُستخدم رسميًا، شملت ثمانية مرضى، مما يجعل إسرائيل أول دولة تقود هذا الابتكار الطبي.
ويتابع رئيس المشروع: "لا شك أن هذا مصدر فخر وطني. تم تطوير التقنية هنا في إسرائيل، في جامعة تل أبيب، ومن البداية كان واضحًا أن أول عملية جراحية ستُجرى في إسرائيل، على مريض إسرائيلي".
ويردف: "هدفنا هو مساعدة المرضى المشلولين على النهوض من كراسيهم المتحركة. أظهرت التجارب على النماذج الحيوانية نجاحًا استثنائيًا، ونحن متفائلون بأن النتائج في البشر ستكون واعدة بالمثل".