حذرت جهات صحية وطبية من مخاطر استخدام بعض سيرومات تكثيف الرموش المتوفرة تجاريًا، مشيرة إلى احتواء عددٍ غير قليل منها على مكونات دوائية خفية قد تُسبب آثارًا جانبية خطيرة على العين ومحية الوجه .
وبحسب موقع "Medical Press" فقد أظهر تحقيق أجرته سلطات رقابية في المملكة المتحدة أن نحو ربع منتجات سيرومات الرموش المُباعة في الأسواق تحتوي على مركبات تُعرف باسم "المساكنات الشبيهة بالبروستاجلاندين" (Prostaglandin Analogs)، مثل "إيزوبروبيل كلوبروستينات"، وهي مواد لم تُعتمد لعلاج تساقط الرموش، لكنها تُستخدم في أدوية العيون لعلاج الجلوكوما.
وكان الدواء المعروف باسم "بيماتوبروست" (Bimatoprost)، الذي يُباع تجاريًا تحت اسم "لاتيسيس" (Latisse)، قد حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عام 2008 لعلاج "نقص الرموش"، بعد ملاحظة نمو كثيف للرموش كأثر جانبي لدى مرضى الجلوكوما المعروف بـ"الماء الأزرق".
وأثبتت الدراسات أن المادة الفعالة تمدد المرحلة النشطة لدورة نمو الرموش (المرحلة الأناجينية)، ما يؤدي إلى رموش أطول وأكثف بعد 16 أسبوعًا من الاستخدام اليومي. لكن النتائج مؤقتة، وتتراجع بعد التوقف عن الاستخدام.
في المقابل، سُجّلت آثار جانبية غير مرغوبة، تشمل تهيج العين، وجفاف الجفون، وتغميق الجلد حول العين، وفقدان الدهون تحت العين ما يسبب مظهرًا مجوفًا، وتغيرًا دائمًا في لون القزحية، ونمو شعر في مناطق غير مستهدفة، إضافة إلى حالات نادرة من ترهل الجفن العلوي يتطلب تصحيحها تدخلًا جراحيًا.
وفي حين يُصنف "البيماتوبروست" في بريطانيا دواءً يُصرف بوصفة طبية فقط، فإن انتشار السيرومات "التجميلية" عبر الإنترنت رفع منسوب القلق، خصوصًا مع تضمين بعضها مواد فعالة مشابهة دون الإفصاح عنها بوضوح.
وتشير الـ FDA إلى أن أي منتج يحتوي على هذه المكونات ويُروج له كمُحفز لنمو الرموش يجب اعتباره دواءً، وبالتالي يخضع للرقابة الصارمة. وفي هذا السياق، حظرت السويد استخدام هذه المركبات في سيرومات الرموش منذ 2013، فيما تمنع كندا استخدامها في جميع المنتجات التجميلية.
ويحذر خبراء، وفق ما نقله موقع Medical Press، من أن عبارات مثل "طبيعي" أو "خالٍ من PGA" قد تكون مضللة، ويشددون على ضرورة فحص قائمة المكونات بدقة، خصوصًا المركبات التي تنتهي باسم "بروست"، والتي تشير إلى انتمائها إلى هذه الفئة الدوائية.
أما بالنسبة للبدائل، مثل السيرومات القائمة على الببتيدات أو الزيوت النباتية، فيبقى الدليل العلمي على فعاليتها ضعيفًا، ويعتمد غالبًا على شهادات شخصية غير مؤكدة.
ويُشدّد أطباء العيون، بحسب التقرير المنشور على Medical Press، على أهمية الحذر، قائلين: "العين لا تُستبدل، وجمال الرموش لا ينبغي أن يُقاس بثمن الرؤية". ويدعون إلى الاستشارة الطبية قبل استخدام أي منتج محفز للنمو، والتحقق من المكونات، وتجنب المنتجات التي تقدم وعودًا غير مدعومة بدراسات علمية.