آخر الأخبار

الحرب تترك بصمتها على القطاع الصحي الأوكراني: مستشفيات تحت القصف ونظام صحي ينهار

شارك
هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

منذ اندلاع الحرب بين روسيا واوكرانيا في فبراير / شباط 2022، تعرضت المرافق الصحية في أوكرانيا لهجمات متكررة استهدفت المستشفيات والعيادات وسيارات الإسعاف، وفقًا لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وسط تصعيد مستمر يستهدف البنية التحتية الطبية والطاقة.

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه الهجمات المستمرة جعلت تقديم الرعاية الصحية تحديًا يوميًا، حيث يكافح الأطباء لعلاج المرضى وسط انقطاع الكهرباء ونقص الإمدادات الطبية.

في 8 يوليو الماضي، كانت الدكتورة ليسيا ليسيتسيا تستعد لإجراء جراحة لإزالة سرطان العين لطفل في مستشفى أوخماديت، أكبر مستشفى للأطفال في أوكرانيا، عندما دوّت صفارات الإنذار محذّرة من هجوم جوي روسي.

حاولت ليسيتسيا تجاهل التحذيرات، كما تفعل عادةً، لأن الذهاب إلى الملجأ مع كل إنذار يعني تأجيل علاجات طارئة لا يمكن للمرضى الانتظار للحصول عليها. لكن هذه المرة، وقع الهجوم بالفعل، حيث أصاب صاروخ المستشفى، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، في وقت كان فيه أكثر من 630 طفلًا يتلقون العلاج داخله.

مصدر الصورة تعمل خدمات الطوارئ في موقع مستشفى أوخماديت للأطفال، الذي تعرض لضربة صاروخية روسية في كييف، أوكرانيا، في 8 يوليو/ تموز 2024. Evgeniy Maloletka/AP Photo

وفي ظل هذه الظروف، أصبحت بعض المناطق، خاصة في الشرق والخطوط الأمامية، محرومة تمامًا من الرعاية الصحية.

ويوضح الدكتور تانكرد شتوب من منظمة أطباء بلا حدود: "عند السفر من لفيف إلى كييف، يبدو الأمر كما لو أن البلاد تكيفت مع الحرب، لكن المشهد مختلف تمامًا في المناطق الشرقية". تعاني هذه المناطق، التي تتعرض لقصف مستمر، من نقص حاد في الأطباء والممرضات، مما يضطر المرضى إلى السفر مئات الكيلومترات للحصول على العلاج الأساسي.

مصدر الصورة تبعات الضربة الصاروخية على مستشفى أوخماديت للأطفال في كييف في يوليو/ تموز 2024. Courtesy of Lesia Lysytsia

بالإضافة إلى تأثير الهجمات على البنية التحتية، تعاني أوكرانيا من أزمة متزايدة في الأمراض المعدية والمزمنة.

فقد ارتفعت معدلات الإصابة بالسل المقاوم للأدوية، وتواجه البلاد خطرًا متزايدًا لانتشار فيروس نقص المناعة البشرية، فضلًا عن تزايد الأمراض المرتبطة بالحرب مثل اضطرابات ما بعد الصدمة.

ووفقًا لمسح أجرته جامعة أكسفورد وكلية الاقتصاد في كييف، فإن 16% من الأوكرانيين لا يستطيعون الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب المستشفيات المدمرة أو نقص الطواقم الطبية.

مصدر الصورة تحمل امرأة كيسًا من الأدوية التي تلقتها إلى جانب مواد غذائية وبطانيات كمساعدات إنسانية في قرية بلاحوداتيفكا، أوكرانيا، في 22 فبراير/ شباط 2023. AP Photo/Vadim Ghirda

كما أثرت الحرب بشكل خطير على مرضى الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، إذ تراجعت الفحوصات الدورية والتشخيص المبكر بشكل كبير.

وتقول آنا أوزلوفا، مديرة منظمة لدعم مرضى السرطان: "من المؤسف أن يتم اكتشاف السرطان في مراحله المتأخرة الآن، وهذا يعود بشكل مباشر إلى قلة الفحوصات وانهيار الخدمات الطبية".

مصدر الصورة حاول الطاقم الطبي الحفاظ على مواعيد المرضى بعد أن أصاب صاروخ مستشفى أوخمادت للأطفال في يوليو/ تموز 2024. Courtesy of Lesia Lysytsia

وبينما تتكيف المستشفيات مع الوضع القائم، يلجأ بعضها إلى حلول غير تقليدية. ففي بعض المناطق القريبة من الجبهة، تم إنشاء مستشفيات ميدانية تحت الأرض لتوفير الحماية من القصف، لكن العمل في هذه المنشآت مرهق للأطباء، الذين يواجهون ضغطًا نفسيًا هائلًا واستنزافًا جسديًا.

من جهة أخرى، أدت الحرب إلى نزوح العديد من الأطباء والممرضات، مما أدى إلى تفاقم أزمة نقص الكوادر الصحية. ورغم أن المدن الكبرى مثل كييف لا تزال تحتفظ بعدد كافٍ من الأطباء، فإن المناطق القريبة من الجبهات تعاني نقصًا حادًا في التخصصات الطبية، لا سيما في الجراحة والرعاية الطارئة.

في ظل هذه الأزمة المستمرة، يبقى النظام الصحي الأوكراني تحت ضغط هائل، معتمدًا على دعم المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على استمرارية الرعاية الصحية في بلد يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والطبية في العصر الحديث.

يورو نيوز المصدر: يورو نيوز
شارك

حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار