عمان- تعتبر الجلطات الرئوية من الحالات الطبية الحرجة التي تستدعي التدخل السريع، حيث تحدث نتيجة انسداد الشرايين الرئوية بخثرة دموية، مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى الرئتين.
ويمكن أن تؤدي الجلطات الرئوية إلى مضاعفات خطِرة إذا لم تُشخص وتعالج في الوقت المناسب. وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطرة مثل السمنة، والتدخين، وأمراض القلب، هم الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات الرئوية.
ويقول أستاذ ومستشار الأمراض الصدرية واضطرابات النوم والعناية الحثيثة، الدكتور محمد العكور إن الجلطة الرئوية، أو ما يُعرف طبيا بالانصمام الرئوي، هي حالة طبية طارئة تحدث عندما ينسد أحد الشرايين الرئوية أو أحد فروعها بسبب خثرة دموية تنتقل من أوردة الساقين أو الحوض، وهي حالة تُعرف بالخثار الوريدي العميق (Deep Vein Thrombosis).
ويمكن أن يؤدي هذا الانسداد إلى تعطيل تدفق الدم وتقليل نسبة الأكسجين في الجسم، مما قد يكون مميتا إذا لم يتم التدخل الطبي السريع. في بعض الحالات النادرة، قد يكون الانسداد ناتجا عن فقاعات هواء، أورام، أو دهون من كسر العظام وتَحدُث من تسرب الأنسجة الدهنية من نخاع العظم إلى الدم عندما تكسر عظمة.
ويوضح الدكتور العكور أن الأعراض تتنوع حسب حجم الجلطة ومدى انسداد الشريان، ولكن هناك بعض العلامات التحذيرية التي تستدعي الانتباه، أبرزها:
ويبين الدكتور العكور أن أعراض الجلطة الرئوية تتشابه مع بعض الحالات المرضية الأخرى، مما قد يجعل التشخيص أكثر تعقيدا. ومن الفروق الأساسية:
ما يميز الجلطة الرئوية هو ظهور الأعراض فجأة، مع ألم مرتبط بالتنفس، وغالبا ما يكون هناك تاريخ مرضي لعوامل خطر مثل الجلوس فترات طويلة أو اضطرابات تخثر الدم.
وقال الدكتور العكور إن تشخيص الجلطة يكون باعتماد الأطباء على عدة فحوصات للكشف عن الجلطة الرئوية، ومنها:
وأوضح الدكتور العكور أنه نظرا لخطورة الجلطة الرئوية، فإن الوقاية تلعب دورا أساسيا في الحد من الإصابة بها. وبين بعض النصائح الفعالة:
ويضيف الدكتور العكور أن بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن تقلل كثيرا من خطر الجلطة الرئوية من خلال:
وبيَّن الدكتور العكور أن الجلطة الرئوية حالة خطِرة قد تكون مميتة، لكن الاكتشاف المبكر والعلاج السريع يمكن أن ينقذا الحياة. إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية الفورية. الوقاية خير من العلاج، وأسلوب الحياة الصحي هو المفتاح لتجنب هذه الحالة القاتلة.
ويقول استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة التداخلية، الدكتور منجد عيد أيوب، إن 5 إلى 10% من حالات الجلطات الرئوية الحادة تكون قاتلة خلال الساعة الأولى من ظهور الأعراض. كما أن بعض العلامات مثل انخفاض ضغط الدم، الصدمة القلبية، وضعف القلب الأيمن تعد مؤشرات خطِرة. ويوضح أن استمرار الجلطة قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي المزمن، مما يستدعي التدخل العلاجي الفوري لاستعادة تدفق الدم خلال أول 48 ساعة لتقليل خطر العجز الدائم في وظائف الرئة.
ويشير الدكتور أيوب إلى أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تؤدي إلى الجلطات الرئوية:
ويؤكد الدكتور أيوب أن الدراسات أثبتت وجود طفرات جينية تزيد من احتمال الإصابة بالجلطات الرئوية، مثل طفرة في الجين الذي يتحكم في بروتين يسمى العامل الخامس والذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم وطفرة البروثرومبين G20210A، إضافة إلى نقص بعض البروتينات المسؤولة عن تنظيم تخثر الدم. ويشير إلى أن بعض المرضى قد يحتاجون إلى تناول مميعات الدم مدى الحياة للوقاية من المضاعفات الخطِرة.
ويوضح الدكتور أيوب أن العلاج الأساسي للجلطات الرئوية هو استخدام مضادات التخثر، سواء عن طريق الحقن الوريدي أو الفموي، مثل الوارفارين أو مضادات التخثر المباشرة مثل دواء أبيكسابان (Apixaban) ودواء ريفاروكسابان (Rivaroxaban). ويشير إلى أن مدة العلاج تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، وقد تمتد إلى عام أو مدى الحياة في بعض الحالات.
كما يوصي الدكتور أيوب باستخدام الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي لمرضى السرطان والنساء الحوامل لتجنب المضاعفات المحتملة.