تترقب الأسواق العالمية هذا الأسبوع سلسلة من التطورات الاقتصادية والسياسية التي يُرجّح أن تؤثر بعمق على حركة الأسهم والعملات وأسعار السلع، في مقدمتها بوادر التهدئة في الحرب التجارية بين أميركا والصين، إلى جانب موسم أرباح حافل تقوده شركات التكنولوجيا الكبرى مثل تسلا ونتفليكس، فضلا عن بيانات التضخم الأميركية التي طال انتظارها بعد تأجيلها بسبب إغلاق الحكومة الفيدرالية .
تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب هذا الأسبوع بين وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ، في محاولة -كما قال بيسنت- "لمنع أي تصعيد جديد في الرسوم الجمركية".
وأشارت وسائل إعلام صينية رسمية إلى أن الجانبين أجريا "محادثات بنّاءة" واتفقا على استئناف المفاوضات التجارية في أقرب وقت.
وفي المقابل، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن فرض رسوم بنسبة ثلاثية الأرقام على الصين "غير مستدام"، لكنه أكد أن اللقاء المرتقب مع نظيره شي جين بينغ في كوريا الجنوبية "سيجري كما هو مخطط له"، مضيفا أن "أميركا ستكون بخير مع الصين".
ورغم هذه التصريحات، لا تزال الرسوم الجمركية أحد أهم أدوات الضغط لدى البيت الأبيض، إذ توعّد ترامب بالإبقاء على رسوم "ضخمة" على الهند حتى توقف استيراد النفط الروسي، كما هدّد بفرض ضرائب جديدة على كولومبيا بسبب خلافات تجارية مرتبطة بالمخدرات.
ويأتي ذلك في وقت قفز فيه مؤشر التقلبات "فيكس" إلى أعلى مستوياته منذ 6 أشهر، مما يعكس قلق المستثمرين من عودة التوتر التجاري.
تتسارع وتيرة موسم الأرباح هذا الأسبوع بعد النتائج القوية للبنوك الأميركية الكبرى، وستعلن نتفليكس نتائجها مساء غد الثلاثاء، بعد أن ارتفعت أسهمها بأكثر من 35% منذ بداية العام بفضل توسّعها في الإعلانات وتحقيقها نموا مستمرا في المشتركين.
لكن الأسواق تترقب تأثير الدعوات التي أطلقها إيلون ماسك لمقاطعة المنصة بسبب خلاف حول أحد البرامج.
أما تسلا ، التي سجّلت رقما قياسيا في تسليم السيارات خلال الربع الثالث، فتواجه مخاوف تتعلق بانتهاء الإعفاء الضريبي الأميركي على السيارات الكهربائية.
ويرى محللو "فايتال نولدج" أن نتائج الشركة "شبه غير مهمة"، لأن "قيمة السهم تستند أساسا إلى الوعود المستقبلية، وليس إلى الأداء التشغيلي الحالي".
وتتجه الأضواء أيضا إلى شركة إنتل التي ستعلن نتائجها الخميس المقبل، وارتفع سهم الشركة في الأسابيع الأخيرة عقب ضخ استثمارات جديدة من إنفيديا وسوفت بنك، إضافة إلى إعلان ترامب في أغسطس/آب الماضي أن الحكومة الأميركية ستشتري حصة بنسبة 10% في الشركة.
ويتوقع محللون أن تُسجّل إنتل إيرادات قدرها 13.1 مليار دولار مع تراجع مبيعات قسم الذكاء الاصطناعي بنسبة 1.2%، وسط صعوبات مستمرة في منافسة تي إس إم سي التايوانية.
وبعد تأجيلها 9 أيام بسبب الإغلاق الحكومي ، من المقرر أن تصدر يوم الجمعة المقبل بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي لشهر سبتمبر/أيلول المنصرم.
وتأتي هذه البيانات قبل أيام من اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي ، الذي خفّض الشهر الماضي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لدعم سوق العمل.
ويرى محللون أن التقرير المرتقب سيحدد اتجاه السياسة النقدية المقبلة، وسط مخاوف من بقاء التضخم "لزجًا" رغم تباطؤ النمو .
وفي آسيا، من المتوقع أن يصوّت البرلمان الياباني غدا الثلاثاء على تولي سناء تاكايشي رئاسة الوزراء، لتصبح أول امرأة تتولى المنصب في تاريخ البلاد.
وبحسب إنفستنغ دوت كوم، يُتوقع أن تتبنى تاكايشي سياسات مالية توسعية وأن تعارض رفع الفائدة مجددا من قبل بنك اليابان، مما انعكس فورا على الأسواق.
فقد قفز مؤشر نيكاي 225 بنسبة 3.47% متجاوزا حاجز 49 ألف نقطة، في حين ارتفع توبكس بأكثر من 2.46% مسجلا مستويات قياسية جديدة.
ويخلص تحليل إنفستنغ دوت كوم إلى أن الأسبوع الجاري سيكون "حاسما للأسواق العالمية"، إذ يجمع بين التحولات الجيوسياسية، والقرارات النقدية المنتظرة، ونتائج شركات التكنولوجيا العملاقة، مما يجعل المستثمرين على موعد مع أسبوع متقلب قد يحدد اتجاه الأسواق حتى نهاية العام.