كيف سيتغير السفر الجوي في عام 2026؟ إليك الصيحات المتوقعة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بعد عام من المفاجآت والتقلبات، يأمل قطاع الطيران أن يجلب عام 2026 شيئًا نادرًا، أي فترة من الهدوء النسبي.

يمكن للمسافرين توقع تغييرات كبيرة، بدءًا من ترقية الخدمات المميزة التي طال انتظارها، إلى المزيد من عمليات الدمج التي تعيد تشكيل الصناعة.

إليكم أبرز الاتجاهات التي ستشكل السفر الجوي في عام 2026:

انطلاق "الفخامة المميزة"

مصدر الصورة

عندما يأتي الأمر لتوقعاته لعام 2026، كتب موقع عروض السفر "Going" في موقعه عبر الإنترنت."تجربة الدرجة الممتازة، التي تشمل المنتجات المقدَّمة في المقصورة، وصالات الانتظار الراقية في المطارات، والمسارات المباشرة بشكلٍ أكبر، وصلت لأفضل مستوى لها منذ عقود".

من الخطوط الجوية الأمريكية، إلى خطوط "جيت بلو" الجوية، و خطوط "ساوث ويست" الجوية، من المقرر أن تصبح المنتجات المميزة التي طال انتظارها، من الصالات إلى المقاعد، متاحة على نطاقٍ واسع، بدلاً من توفرها في عدد محدود من الطائرات فحسب.

ستتيح هذه الاستثمارات للمسافرين المستعدين لدفع مبالغ أكبر، أو تحويل النقاط، الحصول على مقاعد فاخرة وأكثر راحة في مقدمة الطائرة.

وفي ديسمبر/كانون الأول الجاري، وصف المدير المالي لشركة الخطوط الجوية الأمريكية، ديفون ماي، عام 2026 بكونه عام "تنفيذ" المبادرات التي كُشف عنها قبل سنوات.

وذكر الاتحاد الدولي للنقل الجوي في توقعاته لديسمبر/كانون الأول وجود "طلب قوي" على السفر الممتاز، لا سيما في آسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية.

كما أشارت بياناته إلى أنّ نمو حركة المسافرين في الدرجة الممتازة تجاوز نمو السفر في الدرجة السياحية باستمرار.

ترقيات المطارات للجميع

مصدر الصورة

يشهد السفر الجوي عصرًا ذهبيًا لصالات المطارات.

تستثمر شركات بطاقات الائتمان بكثافة لجذب عملاء جدد، والنتيجة هي صالات مطارات محسِّنة من ناحية الانتشار وسهولة الوصول.

تتبع المطارات النهج ذاته، إذ أصبحت صالات الانتظار المملة التي تحتوي على متاجر متواضعة شيئًا من الماضي. وحلّت محلها مطاعم ومتاجر محلية، وصالات مزينة بالأعمال الفنية، بها خيارات جلوس متنوعة.

تشير شركة العمارة العالمية "Gensler" إلى هذه الرؤية بعبارة "صالات للجميع".

ويعترف هذا المفهوم بأنّ المسافرين يقضون وقتًا متزايدًا داخل المطارات، مع توفر وسائل راحة محسّنة وتصاميم أفضل، وفرص كبيرة لإنفاق المال بالطبع.

عمليات الاندماج تغيّر مشهد شركات الطيران

مصدر الصورة

تهدف الخطوط الجوية الفرنسية - "كيه إل إم"، ومجموعة "لوفتهانزا" في أوروبا، وشركة كوريا للطيران في آسيا، و خطوط آلاسكا الجوية في الولايات المتحدة إلى الوصول إلى نقطة تحول في خططها للاندماج في عام 2026.

وسيؤدي ذلك إلى تغييرات قد تؤثر بشكلٍ كبير على المسافرين.

تأمل الخطوط الجوية الفرنسية - "كيه إل إم"، ومقرها باريس، في إتمام صفقة للاستحواذ على أغلبية الخطوط الجوية الإسكندنافية العام المقبل.

وفي حال موافقة الجهات التنظيمية الأوروبية، ستتيح هذه الخطوة مزيدًا من التكامل، بما في ذلك إمكانية دمج برنامجي الولاء "EuroBonus" التابع للخطوط الجوية الإسكندنافية و"Flying Blue" التابع للخطوط الجوية الفرنسية - "كيه إل إم"، بالإضافة إلى ضم الخطوط الجوية الإسكندنافية إلى شراكتها عبر المحيط الأطلسي مع خطوط "دلتا" الجوية.

وفي فرانكفورت، تمضي مجموعة "لوفتهانزا" قدمًا في خططها للاندماج مع خطوط "إيتا" الإيطالية.

وتشمل الخطط دمج برنامج ولاء "Volare" الخاص بـ "إيتا" ضمن برنامج "Miles & More" في الربع الأول، وإضافة "إيتا" إلى شراكة "لوفتهانزا" عبر المحيط الأطلسي مع خطوط طيران كندا و خطوط "يونايتد" بحلول نهاية عام 2026.

في آسيا، تهدف خطوط كوريا للطيران إلى إتمام دمجها مع خطوط "آسيانا" الجوية في عام 2026، بما في ذلك دمج برامج الولاء، وتنسيق الجداول، وسحب خطوط "آسيانا" من "تحالف ستار" (Star Alliance).

أمّا في الولايات المتحدة، فتقترب خطوط آلاسكا الجوية من إتمام اندماجها مع خطوط هاواي الجوية.

تأثير المشهد السياسي

مصدر الصورة

ستواصل قرارات قادة العالم تشكيل السفر الجوي في عام 2026. وتشمل أبرز التغييرات برنامج الاتحاد الأوروبي الجديد لتصريح السفر (ETIAS)، المقرر إطلاقه في الربع الأخير من العام.

وسيتعين على المسافرين الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة التسجيل مسبقًا ودفع رسوم قدرها 23 دولارًا تقريبًا.

وفي الولايات المتحدة، قد تشكّل التغييرات المقترحة مخاطر إضافية، إذ اقترحت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلزام المسافرين من الدول المعفاة من التأشيرة بالإفصاح عن سجلاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الخمس السابقة عند التقدّم للحصول على تصريح السفر الإلكتروني (ESTA).

وفي تقريرٍ صدر في ديسمبر/ كانون الأول، أفاد محلِّل خطوط الطيران في شركة "T.D. Cowen"، توم فيتزجيرالد، بأنّ الاقتراح يشكّل خطرًا على السياحة الوافدة، خاصة خلال أحداث كأس العالم".

وعلى الصعيد الدولي، من المرجح أن يستمر الصراع في أوكرانيا والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط في التأثير على مسارات الطيران، ما يزيد ساعات الرحلات الطويلة بين أوروبا وآسيا، ويرفع من استهلاك الوقود وأسعار التذاكر.

تباطؤ نمو شركات الطيران

مصدر الصورة

كل هذه العوامل مجتمعة تعني أنّ شركات الطيران تتوقع قدرًا أقل من النمو في عام 2026.

ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي ارتفاع عدد المسافرين بنسبة 4.9% في 2026، ويشكل ذلك انخفاضًا عن الزيادة المتوقعة التي قُدِّرت بـ 5.2% هذا العام.

هذا لا يعني أنّ شركات الطيران لن تطلق بعض الخطوط الجديدة المثيرة للاهتمام، فستظهر خطوط آلاسكا الجوية في أوروبا لأول مرة برحلات جديدة من سياتل إلى روما في أبريل/نيسان، وأخرى إلى ريكيافيك ولندن في مايو/ أيار.

أمّا خطوط "يونايتد"، التي أضافت مؤخرًا وجهات عطلات غير تقليدية مثل غرينلاند ومنغوليا إلى خريطتها في 2025، فتخطط لإضافة وجهات مثل سانتياغو دي كومبوستيلا في إسبانيا، وسبليت في كرواتيا خلال الصيف المقبل.