آخر الأخبار

"وثيقة كوبا".. تسببت بفضيحة في أميركا وزعزعت الاستقرار

شارك
كاريكاتير ساخر حول "بيان أوستند"

مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فقدت إسبانيا أغلب مستعمراتها السابقة التي هيمنت عليها لقرون في أميركا اللاتينية.

فتزامناً مع انهيارها أمام قوات نابليون بونابرت وتراجع هيبتها، شهدت المستعمرات الإسبانية في القارة الأميركية موجة ثورات طالب من خلالها السكان بالاستقلال والانفصال نهائياً عن التاج الإسباني.

ومع نجاح هذه الثورات، احتفظت إسبانيا بمستعمرات صغيرة مثل كوبا وبورتو ريكو.

في حين مثلت كوبا أهم مستعمرة متبقية لدى الإسبان، حيث وفرت الأخيرة العديد من المنتجات الثمينة، كالقهوة والسكر، لمدريد. ولهذا السبب، وضع الإسبان عدداً كبيراً من الجنود بهذه المستعمرة لمنع ظهور أي تمرد بها. في المقابل، أثارت كوبا شهية عدد من السياسيين الأميركيين الذين اتجهوا لوضع خطة لانتزاعها من إسبانيا.

فكرة ضم كوبا

عقب سنوات من الخلاف، تمكن الجنوبيون، المؤيدون للعبودية، والشماليون، المناهضون للعبودية، من إيجاد نوع من التوازن داخل الكونغرس عقب تقسيم المقاعد بين ولايات تعتمد العبودية وأخرى ترفضها.

في حين خطط عدد من السياسيين الجنوبيين للسيطرة على مناطق جديدة وضمها لأميركا كولايات تطبق العبودية لأغراض تجارية وأخرى سياسية يحصل على إثرها مساندو العبودية على أغلبية بالكونغرس.

إلى ذلك، مثلت كوبا أهم المناطق التي جذبت اهتمام الجنوبيين حيث امتلكت تجارة مزدهرة تزامناً مع تواصل تطبيق نظام العبودية بها. وأملاً في السيطرة عليها، اتجه سياسيون ودبلوماسيون أميركيون في أوروبا لوضع خطة وعرضها على الحكومة الأميركية لتحقيق هذا المشروع.

"بيان أوستند"

في مدينة أوستند (Ostend) البلجيكية، اجتمع بشكل سري كل من السفير الأميركي في فرنسا جون ماسون (John Y. Mason) والسفير الأميركي في بريطانيا جيمس بوكانان (James Buchanan) والسفير الأميركي في إسبانيا بيار سولي (Pierre Soulé).

وخلال اللقاء، حرر السفراء "بيان أوستند" الذي أرسل خلال أكتوبر (تشرين الأول) 1854 لوزير الخارجية الأميركي وليام مارسي (William Marcy). إذ حثوا في الوثيقة على اعتماد خطة لشراء كوبا من إسبانيا مقابل مبلغ مالي قد يبلغ 120 مليون دولار. وفي حال رفض إسبانيا لهذا العرض، اقترح السفراء السيطرة على كوبا بالقوة وإعلان الحرب على إسبانيا إن لزم الأمر.

وليام مارسي

ولتبرير موقفهم، اعتمد هؤلاء الدبلوماسيون على دافع استراتيجي تحدثوا من خلاله عن إمكانية استخدام قوى أوروبية معادية لكوبا كقاعدة عسكرية متقدمة وقريبة من الأراضي الأميركية.

خلاف وانقسام

يأتي ذلك فيما كان من المقرر أن تظل الوثيقة سرية. لكن تحت وطأة ضغوط داخلية، وافقت إدارة الرئيس الأميركي فرانكلن بيرس (Franklin Pierce) على عرضها على الكونغرس الذي لم يتردد بدوره في كشفها وعرضها على عامة الناس.

فرانكلن بيرس

بينما أثارت تلك الخطوة فضيحة في الولايات إذ تفاقمت حدة الخلاف بين مؤيدي ومعارضي العبودية عقب حديث الشماليين عن محاولة الجنوبيين زعزعة الاستقرار بالكونغرس وانتهاك الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين.

من ناحية أخرى، أحدث الكشف عن الوثيقة حالة من الانقسام بالحزب الديمقراطي كما أدى لتراجع كبير بشعبية الرئيس فرانكلين بيرس. أما على الصعيد الدولي، فأثار قلقاً لدى القوى الأوروبية التي تخوفت من الأطماع التوسعية للأميركيين. كذلك ساهم في تدهور كبير بالعلاقات بين مدريد وواشنطن حينها.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار