في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
الانتقائية في الطعام هي سلوك طبيعي يتبعه بعض الأطفال، بحيث يأكلون أنواعاً محددة من الطعام دون غيرها، وغالباً ما يرفضون تجربة أنواع جديدة من الطعام. قد يكون هذا السلوك مرهقاً للآباء، ويحتاج إلى المزيد من الصبر والتفهّم.
انتقاء الطعام أمر طبيعي، وبحسب دراسة بريطانية نشرت في المجلة الطبية لوكالة التأمينات الصحية AOK الألمانية فإن 22 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و30 شهراً انتقائيون في طعامهم.
وانتقاء الطعام ليس اضطراباً بالمعنى الطبي وإنما هو سلوك غذائي مقيّد، ينطوي على اختيار دقيق للأطعمة ورفض تقبّل الأطعمة الجديدة، كما يظهر الطفل الانتقائي علامات أخرى مثل تفضيل قائمة صغيرة من الطعام، والتوقف عن تناول أطعمة كان يحبها فجأة، والحاجة لوقت أطول لإنهاء وجبته.
وهنا لا يجب الخلط بين هذا السلوك الغذائي واضطراب الأكل التجنبي التقييدي ( ARFID ) الذي يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية والوزن .
يمكن أن يصبح الطفل انتقائياً في طعامه إذا عانى من مشاكل في الرضاعة أو تم التأخر بإدخال الأطعمة الصلبة إلى وجباته، وقد يتم تعزيز هذا السلوك من قبل الأهل دون أن يعلموا من خلال قلقهم الزائد على غذائه ومحاولاتهم المفرطة في إقناعه بالأكل.
ولكن هناك سبب نفسي آخر قد ينمّ عن شخصية استقلالية قوية، والحزم في اتخاذ القرار، ففي هذه المرحلة العمرية يحاول الطفل أن يصبح مستقلاً من خلال أن يرفض بعض الأطعمة التي لا تعجبه.
ومن ناحية أخرى يدل تناول نفس الطبق مراراً وتكراراً على شخصية تحب العادات والروتين، وهو ما يجعل الطفل يشعر بالأمان بحسب موقع فاميليه الألماني.
كما أن الطفل الذي يعرف بالضبط ما يريد أن يأكل يمتلك إرادة قوية غالباً. ليس هذا فحسب، بل انتقاء الطعام ينمي مهارات عدة لدى طفلك، فلكي يرفض طفلك وجبة طعام يحتاج إلى التفكير لاختلاق الأعذار، وهو ما ينمي خياله ويجعله قادراً على سرد القصص والإقناع.
إذا كان طفلك انتقائياً في طعامه عليك أن تشجعه على الاستقلالية واحترام اختياراته، وبهذه الحالة يُنصح بتقديم أصناف طعام منوعة له، وبكميات صغيرة ليختار منها ما يشاء.
وحتى لو رفض الطفل طبقاً معيناً يجب على الآباء محاولة تقديمه له بالمرات القادمة، ولكن دون إجباره على تناوله.
ومع أن هذه الفترة صعبة على الوالدين لكن لا داعي للقلق، إذ غالباً ما يختفي هذا السلوك بسرعة بعد سن الأربع سنوات، ولا يعدّ انتقاء الطعام أمراً خطيراً إلا في حال أدى إلى نقص العناصر الغذائية والوزن، وهنا يُنصح باستشارة طبيب الأطفال.
المصدر:
DW