آخر الأخبار

وصية داخل خيمة مدفونة في الثلوج: "بحق الرب، لا تتخلوا عن أهلنا"!

شارك

جرى مطلع القرن العشرين سباق محموم على القطب الجنوبي بين المستكشفين النرويجي روالد أموندسن والبريطاني روبرت سكوت. التنافس الذي جري عامي 1911 – 1912 تحول إلى قصة مثيرة ومأساوية.

خسر المستكشف النرويجي روالد أموندسن السباق على القطب الشمالي بوصول المستكشفين الأمريكيين فريدريك كوك وروبرت بيري إلى هناك عام 1909. لا يزال الجدل دائرا حول من وصل من هذين الاثنين الأول.

بعد ذلك صمم أموندسن الذي لُقب بـ "نابليون المناطق القطبية" أن يكون أول إنسان يصل القطب الجنوبي وأن يرفرع علم بلاده أولا هناك.

استعد أموندسن لرحلته سرا. أخفى تفاصيل خططه حتى عن حكومة بلاده كي يسبق منافسه البريطاني.

خطط للمغامرة مع زميله المستكشف الشهير فريتيوف نانسين على متن السفينة الشراعية "فرام". اضطر نانسين إلى الانسحاب من البعثة بسبب مرض زوجته.

أصبحت السفينة بعد ذلك تحت إمرة أموندسن. هذا المستكشف العنيد حاول التمويه بالادعاء بأنه يعتزم الإبحار لسنوات عديدة عبر المحيط المتجمد الشمالي.

بعد أن انطلقت السفينة النرويجية، علم المستكشف البريطاني روبرت سكوت بظهور منافس خطير له على القطب الجنوبي. كان الخبر مفاجأة غير سارة إلا أن سكوت صمم على المضي قدما في خططه، وقرر قبول التحدي.

مصدر الصورة المستكشف البريطاني روبرت سكوت

المستكشف البريطاني كان انطلق مبحرا نحو شواطئ القارة القطبية الجنوبية في خريف عام 1910، على متن السفينة البخارية "تيرا نوفا"، مع طاقم من 65 شخصا. وصل ساحل بحر روس في يناير 2011.

منافسه النرويجي وصل مع فريقه في 15 مارس.ورست سفينته على ساحل خليج الحيتان.

معسكرات الفريقين الشتوية كانت على بُعد مماثل تقريبا من القطب. استعدت البعثتان المتنافستان بدقة للتقدم جنوبا. كان نجاحهما وسلامة افرادهما يعتمد بشكل كاملة على دقة الإمدادات اللوجستية.

بعد عمليات استطلاع مطولة للمنطقة، انطلق روالد أموندسن مع أربعة من رفاقه على زلاجة يجرها 52 كلبا إلى القطب في 20 أكتوبر 1911، فيما انطلق منافسه البريطاني سكوت بعد ذلك بقليل، في أوائل نوفمبر.

بعد أيام قليلة، ظهر تفوق النرويجيين. استخدموا في التنقل زلاجات تجرها الكلاب، في حين اعتمد البريطانيون في تنقلهم على زلاجات تجرها خيول منشوريا الصغيرة. هذه الخيول كانت تحتاج إلى الكثير من العلف، وكانت حوافرها تغوص في الثلوج.

نتيجة لذلك، اضطر أفراد الفريق البريطاني في بعض الأحيان إلى السير على الأقدام ودفع الزلاجات بأنفسهم، فيما شقت كلاب الفريق النرويجي طريقها ببطء وبثبات نحو الهدف الصعب.

مصدر الصورة

في أصعب الأوقات تصرف النرويجيون بقلب بارد وحسابات دقيقة. قاموا بقتل عدد من الكلاب للطعام وهم يقتربون من الهدف. من بين 52 كلبا بقي حيا 11 فقط. كسب الفريق النرويجي بذلك شهر كاملا، ونجا جميع أفراده.

الفريق البريطاني بقيادة المستكشف روبرت سكوت وصل إلى القطب الجنوبي في 17 يناير 1912.

على الفور أحس بالصدمة وبخيبة الأمل. كان علم النرويج يرفرف في البعيد عند خط العرض 90 درجة جنوبا. تبين أن الفريق النرويجي سبق البريطانيين بفارق 33 يوما ووصل إلى القطب في 14 ديسمبر 1911.

عثر سكوت وفريقه داخل خيمة تركها النرويجيون خلفهم بجانب علم بلادهم، على رسالة من أموندسن تقول:

عزيزي الكابتن سكوت، نظرا لأنك ستكون على الأرجح أول من يصل إلى هذا المكان بعدنا، أطلب منك إرسال هذه الرسالة إلى الملك (النرويجي) هوكون السابع. إذا كنت بحاجة إلى أي من الأشياء الموجودة في هذه الخيمة، فلا تتردد في استخدامها. أتمنى لكم بكل احترام عودة آمنة. تفضلوا بقبول فائق الاحترام، رولد أموندسن.

النرويجيون استخدموا الكلاب المتبقة في رحلة العودة وسيلة للتنقل والطعام أيضا، وتمكنوا من التغلب على المصاعب. عادوا منتصرين سالمين إلى قاعدتهم الرئيسة في منطقة "فرامهايم" في 25 يناير 1912. كان ذلك بعد 99 يوما فقط من مغادرتهم.

مصدر الصورة

البريطانيون على العكس واجهوا الكثير من المشاق في رحلة العودة. فارق الحياة اثنان من أفراد الفريق، وعاني البقية من البرد القارس والإرهاق وداء الإسقربوط فيما كانوا يحتمون بخيمة مدفونة في ثلوج القطب الجنوبي.

في ذلك الوقت العصيب، كان أقرب مستودع للطعام والوقود يبعد 17 كيلومترا. حاصرت قائد البعثة البريطانية ورفيقيه المتبقين داخل الخيمة عاصفة ثلجية مهولة. مات الثلاثة جوعا.

بعد عدة أشهر، عُثر على جثة سكوت إلى جانب مذكرات البعثة. آخر ما دونه سكوت كان بتاريخ 29 مارس 1912، ونصه يقول:

كنا نعلم أننا نُخاطر. الظروف ضدنا، ولذلك ليس لدينا سبب للشكوى. الموت قريب. بحق الرب، لا تتخلوا عن أهلنا!

المصدر: RT

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار