في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مع مواصلة الشرطة الفرنسية بحثها عن منفذي عملية السرقة التي طالت متحف اللوفر الشهير أمس الأحد، كشف فيديو جديد بثته وسائل إعلام محلية، أحد اللصوص وهو ينفذ سطوه.
فقد ظهر اللص الذي شارك مع 3 آخرين في تلك العملية التي هزت الرأي العام الفرنسي، مرتدياً سترة صفراء شبيهة بما يرتديه العمال في المتحف.
Les images du cambriolage du Louvre (document BFMTV) pic.twitter.com/FciPpaXTMA
— BFMTV (@BFMTV) October 19, 2025
كما بدا وهو يقص زجاج إحدى الواجهات التي حفظت فيها "مجوهرات مجموعة الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث" في قاعة أبولون، والتي أكدت السلطات الفرنسية أنها لا تقدر بثمن.
وكانت تلك السرقة التي تحمل بصمة جماعات الجريمة المنظمة، وقعت أمس في وضح النهار في أكبر متحف في العالم، والذي يستقبل سنويا نحو تسعة ملايين زائر، ويضم 35 ألف عمل فني على مساحة 73 ألف متر مربع.
كما نفذت عملية السطو بواسطة شاحنة مجهزة برافعة ركنت لجهة رصيف نهر السين. وقد صعد اللصوص بواسطة الرافعة إلى مستوى نافذة الطابق الأول وقاموا بتحطيمها بواسطة جهاز قص محمول.
ثم دخلوا إلى قاعة أبولون التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي وهشموا واجهتين تحظيان بحماية عالية كانت الحلى فيهما.
في حين كشف وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز أن عملية السرقة استمرت "سبع دقائق"، وأن منفذيها لصوص "متمرّسون" قد يكونون "أجانب" و"ربما" عرف عنهم ارتكابهم وقائع مشابهة.
بينما أشارت وزارة الثقافة إلى أن سرعة تدخل موظفي المتحف دفعت اللصوص "إلى الفرار تاركين معداتهم خلفهم".
فيما لقيت هذه العملية اهتماما واسعا عالميا، وأثارت جدلا سياسيا في فرنسا، وأعادت فتح النقاش حول أمن المتاحف التي تواجه "ضعفا كبيرا"، بحسب ما قال نونيز.
ويتابع القضية الآن نحو 60 محققا من فرقة مكافحة الجريمة (BRB) التابعة للشرطة القضائية في باريس، والمكتب المركزي لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية.
يشار إلى أن وزارة الثقافة الفرنسية كانت أوضحت أن اللصوص سرقوا ثماني حلي "لا تقدر بثمن على الصعيد التراثي"، مشيرة إلى أن قطعة تاسعة هي تاج الإمبراطورة أوجيني زوجة نابوليون الثالث (الذي كان إمبراطورا بين العامين 1852 و1870) أسقطها اللصوص خلال فرارهم. وقالت المدعية العامة للجمهورية الفرنسية في باريس لور بيكو إن الرجال الأربعة كانوا "ملثمين" وفروا على درجات نارية والبحث جار عنهم.
ومن بين الحلي الثماني المسروقة والعائدة كلها إلى القرن التاسع عشر، عقد من الياقوت عائد للملكة ماري-إميلي زوجة الملك لوي-فيليب الأول المؤلف من ثمانية أحجار ياقوت و631 ماسة بحسب موقع اللوفر الإلكتروني.
كما سرق اللصوص أيضا عقدا من الزمرد من طقم عائد للزوجة الثالثة لنابوليون الأول، ماري لويز المؤلف من 32 حجر زمرد و1138 ماسة. أما تاج الإمبراطورة أوجيني فيحمل حوالي ألفي ماسة.
لكن نظرا إلى أنه من شبه المستحيل بيع الحلي المسروقة كما هي، رجحت المدعية العامة بيكو فرضيتين، إحداهما أن يكون اللصوص تصرفوا "لصالح جهة معينة"، أو أرادوا سرقة أحجار كريمة "للقيام بعمليات غسل الأموال".
فيما أعادت العملية، وهي السرقة الأولى في اللوفر منذ العام 1998، فتح النقاش في فرنسا بشأن أمن المتاحف التي أصبحت هدفا للمجموعات الإجرامية لما تحويه من كنوز فنية، ولكونها تحظى بإجراءات حماية أقل من مؤسسات أخرى مثل المصارف. لا سيما أن متاحف فرنسية عدة تعرضت في الآونة الأخيرة لعمليات سرقة وسطو، ما يسلط الضوء على عيوب محتملة في أنظمة الحماية والمراقبة.
ففي منتصف سبتمبر، سُرقت عينات من الذهب من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس الذي قدّر قيمتها بنحو 600 ألف يورو.
كما تعرض متحف في ليموج بوسط فرنسا، وهو أحد المتاحف الرائدة في مجال الخزف، في سبتمبر أيضاً للسرقة، وقدرت الخسارة بنحو 6,5 ملايين يورو.