بالقرن الماضي.. اغتيل أهم وزير روسي أثناء سماعه للأوبرا

خلال فترة حكم القيصر نيقولا الثاني التي استمرت ما بين عامي 1894 و1917، عاشت الإمبراطورية الروسية على وقع العديد من الاغتيالات التي طالت وزراء ونبلاء وشخصيات أخرى نافذة. وخلال العام 1911، شهدت الإمبراطورية الروسية اغتيال واحد من أهم وزرائها حيث تعرض الوزير الأول بيوتر ستوليبين (Pyotr Stolypin)، الذي عرف بإصلاحاته المختلفة منذ العام 1906، لإطلاق نار أثناء متابعته لأحد عروض الأوبرا ليقتل حينها أمام أعين زملائه والقيصر نيقولا الثاني.

مصدر الصورة

صورة للقيصر نيقولا الثاني

إصلاحات هامة

إلى ذلك، تولى ستوليبين منصب الوزير الأول خلال شهر يوليو (تموز) عام 1906 خلفا لإيفان غوريميكين (Ivan Goremykin) الذي استقال من منصبه. ومنذ البداية، لاحظ ستوليبين تأخرا كبيرا لروسيا بالعديد من المجالات كالتعليم والفلاحة والصحة والقضاء. ومع استلامه لزمام الأمور، اتجه ستوليبين لمعالجة الأسباب التي أدت لاندلاع ثورة العام 1905 التي قمعت بالحديد والدم.

وعلى الصعيد الفلاحي، حاول ستوليبين امتصاص غضب الفلاحين عن طريق إنهاء لحمتهم عبر جعلهم مالكي أراض. وبهذه الطريقة، سعى ستوليبين لخلق طبقة فلاحين موالين للقيصر. وبنفس هذا السياق، سمح ستوليبين للفلاحين بالحصول على قطع أراض صغيرة وأنشأ بنك الفلاحين بهدف منحهم قروضا لشراء الأراضي. أيضا، شجع الوزير الروسي الفلاحين على الهجرة نحو سيبيريا والاستقرار بها واعدا إياهم بمزيد من الأراضي هنالك.

مصدر الصورة

صورة للوزير ستوليبين

وبالنسبة للتعليم، أرسى ستوليبين إصلاحات لدعم التعليم العمومي والمجاني وأمر بإنشاء مزيد من المدارس بالمناطق الفلاحية لزيادة الإنتاجية وخلق فلاحين مثقفين ومتعلمين. وعلى الصعيد الاقتصادي، دعم ستوليبين العديد من الإصلاحات والإستثمارات بالمجالين الفلاحي والصناعي كما ساهم في تطوير البنية التحتية عن طريق دعم مشاريع بناء خطوط السكك الحديدية. وبالنسبة للشأن الداخلي، أنشأ الوزير الأول الروسي محاكم عرفية لمحاكمة المتهمين بالعنف والإرهاب عقب ثورة عام 1905 كما زاد من الرقابة الأمنية.

إلى ذلك، لم يتمكن بيوتر ستوليبين من العيش لرؤية نتائج إصلاحاته. فعام 1911، اغتيل الأخير بقاعة أوبرا كييف.

اغتيال أمام أعين القيصر

ويوم 14 سبتمبر (أيلول) 1911، تواجد ستوليبين رفقة القيصر نيقولا الثاني وعدد من الوزراء داخل مسرح أوبرا كييف لمتابعة عرض أوبرا حكاية القيصر سلطان (The Tale of Tsar Saltan) للملحن ريمسكي كورساكوف.

وبتلك الفترة، تلقى ستوليبين تحذيرات عديدة من الشرطة الروسية بعدم التنقل نحو كييف بسبب وجود مخطط لاغتياله. إلى ذلك، فضل ستوليبين تعزيز الأمن بالمنطقة ومرافقة القيصر نحو كييف التي كانت جزء من الإمبراطورية الروسية حينها.

وداخل قاعة المسرح، تواجد نحو 90 فردا من الحراس بهدف تأمين المكان الذي سيتواجد به القيصر نيقولا الثاني. وأثناء العرض، غادر الحراس الشخصيون لستوليبين المكان بهدف تدخين السجائر خارج القاعة. حينها، استغل اليهودي اليساري ديميتري بوغروف (Dmitry Bogrov) الأمر ليوجه رصاصتين للوزير الروسي الذي أصيب بصدره ويده. وداخل القاعة، حاول القيصر نيقولا الثاني الاقتراب من وزيره لمساعدته سوى أن الأخير أشار للقيصر بيده بالابتعاد حفاظا على سلامته. وعلى الرغم من نقله نحو المستشفى، توفي ستوليبين بعد 4 أيام بسبب تبعات أصابته.

وبعد 10 أيام فقط من واقعة الاغتيال، شنق ديميتري بوغروف بعد صدور قرار من القيصر بوقف التحقيقات. ولهذا السبب، ظهرت بعض الإشاعات حول إمكانية تورط عدد من النبلاء المقربين من القيصر في عملية الاغتيال.

مصدر الصورة

صورة لنقل نعش ستوليبين