(CNN)-- كان شعار فيلم سبايك لي الأخير "Highest 2 Lowest"، الذي يؤدي فيه دينزل واشنطن دور قطب موسيقي يُقبض عليه في مؤامرة فدية عشية صفقة تجارية كبيرة، سببًا في استحضار واشنطن، الحائز على جائزتي أوسكار، لوظائفه المالية السابقة في مقابلة مع شبكة CNN.
وتذكّر ما كانت تقول له والدته: "افعل ما يجب عليك فعله، لتتمكن من فعل ما تريد.. ليس العكس"، وأضاف: "عندما رُزقنا بـ 4 أطفال، كنت أفعل أشياءً كان عليّ القيام بها. عد إلى منتصف التسعينيات، لن أذكر أي أفلام، سأقول فقط منتصف التسعينيات، أو ما يقاربها".
سأل جيفري رايت زميل واشنطن في الفيلم: "فيلمان للأطفال؟"
فأجاب واشنطن: "أكثر من فيلمين للأطفال، وللزوجة، وللمنزل، وللبنك، وللجميع".
بنظرة سريعة على أعماله في ذلك الوقت، ستجد بعض الأفلام الفاشلة، بالتأكيد، ولكن هناك أيضًا "Crimson Tide" و"Philadelphia" و"The Pelican Brief" (غالبًا لا يقصد هذه الأفلام).
وفي نهاية التسعينيات، تعاون سبايك لي مع واشنطن في فيلمين، "He Got Game" عام 1998، وتحفتهما الفنية "Malcolm X" في العام التالي.
وكانت مسيرة واشنطن مليئة بالجواهر. أما بالنسبة لأطفاله، فقد أتت وظائفهم المالية بثمارها: جون ديفيد، وأوليفيا ممثلان ناجحان، ومالكولم مخرج، وكاتيا منتجة.
وفيلم "Highest 2 Lowest" هو الفيلم الخامس لسبايك لي مع واشنطن، وهو إعادة تصور لفيلم أكيرا كوروساوا الكلاسيكي "High To Low" عام 1963، والمقتبس بدوره من رواية "King’s Ransom" للكاتب إيفان هانتر الصادرة عام 1959.
ويروي الفيلم قصة تحول مدير تنفيذي ياباني في شركة أحذية إلى عالم الموسيقى في نيويورك، وتبقى العديد من العناصر الرئيسية في الفيلم الأصلي كما هي، يعتقد ديفيد كينغ، المدير التنفيذي لشركة تسجيلات واشنطن، أن ابنه قد اختُطف، ليكتشف أن الخاطف قد اختطف بالخطأ ابن سائقه "بول" .. ويجد نفسه أمام سؤال هل يتوجب عليه دفع الفدية، حتى لو استنزفت حساباته المصرفية، وأفسدت خططه لاستعادة السيطرة على شركته؟
وما كان قرارًا واضحًا عندما ظن أنه من لحمه ودمه، يصبح قرارًا مشوشًا عندما يتعلق الأمر بطفل شخص آخر. من المثير للاهتمام أن البطل "ديفيد" يحمل في طياته الكثير من لمسات سبايك لي.
فكلاهما عملاقان ثقافيان في مرحلة من مسيرتهما الفنية، يُقيّمان فيها إرثهما بشغفٍ لا ينضب للإبداع. وكلاهما يُوازن بين الفن والتجارة، وأفق التكنولوجيا الذي يدفع صناعاتهما نحو اتجاهات جديدة. ويمتلك كلاهما كذلك مجموعات فنية شخصية رائعة في الواقع.
وقال جيفري رايت: "أعتقد أننا سنكون جميعًا أفضل حالًا بدون تلك المواد التي ندمن عليها في حياتنا. لقد وُعِدنا بالانسجام؛ وأن التكنولوجيا ستجعلنا أكثر حكمة، وديمقراطية، وسلامًا. لم يكن الأمر كذلك. بل على العكس تمامًا. أعتقد أنه أمرٌ يجب أن نفكر فيه قليلًا: إلى أين نحن ذاهبون بكل هذا؟"
هل يُشارك واشنطن أيًا من المخاوف نفسها التي تُساوي شخصيته؟ أجاب باختصار: "لا".
وقال مُتأملًا: "إنها لا تُؤثر عليّ بالقدر الذي تُؤثر به على الشخصية، لأنني لا أعتمد على تلك الأشياء في سعادتي أو سلامي. لا أجني المال من هذه الأشياء.. لستُ بحاجة إلى أن أكون معروفًا، أتعلم؟ أنا أحب الهدوء".
وأضاف: "إذا رأوك مجانًا طوال الأسبوع، فلن يدفعوا لك في عطلة نهاية الأسبوع". وهو نفس التحذير الذي قيل إنه وجهه لمايكل ب. جوردان بشأن خطر الظهور المفرط لنجوم السينما.
لذا، لا تبحث عنه على إنستغرام، أو في أي مكان آخر غير الشاشة الكبيرة (أو الصغيرة).. قال واشنطن ببهجة: "كل حسابات إنستغرام المزعومة، إذا كان اسمي مرتبطًا بها، فقد تعرضت للخداع. لقد تم خداعك. خُدعت. خدعت".
وسيُعرض فيلم "Highest 2 Lowest" لأول مرة على Apple TV+ بعد أن تُوزّعه A24 في دور العرض، وسيكون العرض في صالات السينما الأمريكية اعتباراً من 15 أغسطس/ آب الجاري.