آخر الأخبار

علاقات غامضة... لماذا نتمسك بعلاقات بلا مستقبل واضح؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

تؤكد الدراسة أن الرضا لا يتوقف على الالتزام الرسمي، بل على شعور الشخص بأن العلاقة تحمل قيمة عاطفية، وربما أملًا بمستقبل مشترك.صورة من: Pond5 Images/IMAGO

في زمنٍ تتبدل فيه مفاهيم العلاقات العاطفية وتتحكم فيه تطبيقات المواعدة والخيارات اللامحدودة، برزت ظاهرة جديدة تُعرف باسم "اللا-علاقات" أو Situationships، وهي علاقات عاطفية تتضمن مشاعر وقرب وربما حتى تواصلًا جسديًا، لكنها تفتقر إلى التزام واضح أو تعريف رسمي.

رغم أن الدراسات السابقة بيّنت أن هذا النوع من العلاقات عادةً ما يكون أقل إرضاءً، وأقل احتمالًا لأن يتطور إلى علاقة جدية، فإن الكثير من الشباب يختارون البقاء فيها. فما الذي يدفعهم لذلك؟

هذا ما حاولت الإجابة عنه دراسة جديدة نُشرت في مجلة Sexuality & Culture بتاريخ 4 آب/أغسطس 2025، أعدها فريق بحثي بقيادة الدكتور ميكي لانغليه من كلية العلوم الصحية بجامعة بايلور الأمريكية .

ما الفئة الاجتماعية الأكثر استعدادا لـ"الوقوع" في الحب؟

مشاعر معقّدة وراء قرارات بسيطة

اعتمدت الدراسة على منهج مزدوج: مقابلات متعمقة مع عشرة مشاركين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، واستطلاع إلكتروني شمل 89 طالبًا جامعيًا أبلغوا عن 109 تجارب لعلاقات غير مصنفة.

ومن خلال تحليل المقابلات، استخلص الباحثون سبعة محاور عاطفية رئيسية تدفع الأفراد للبقاء في هذه العلاقات، وهي:

الاستثمار العاطفي، تلبية الاحتياجات، الأمل في المستقبل، الحصرية، التواصل، بذل الجهد، والثقة.

أحد المشاركين ذكر أنه يشعر بأن العلاقة "حصرية" رغم عدم وجود نقاش رسمي حول ذلك. آخرون قالوا إنهم استثمروا وقتًا ومشاعر، ويأملون أن تتحول العلاقة إلى شيء أكثر وضوحًا. البعض أكد أن احتياجاته العاطفية تُلبّى بشكل كافٍ ليبقى، حتى وإن لم تكن العلاقة مثالية.

رغم أنها غير واضحة ولا تُرضي بالكامل، يختار كثير من الشباب البقاء في علاقات غامضة بلا التزام رسمي. دراسة جديدة تسلط الضوء على الأسباب العاطفية والنفسية وراء تمسكهم بـ"اللا-علاقات" أو ما يُعرف بـ Situationships.صورة من: ZDF

نتائج كمية تعزز الفرضيات

عندما أُجري الاستطلاع لاحقًا، أظهرت النتائج أن العوامل الأكثر ارتباطًا بالرضا والالتزام كانت: الاستثمار العاطفي ، الحديث عن المستقبل، وإعطاء العلاقة الأولوية.

المثير أن بعض العوامل التي يُفترض أنها مهمة، مثل "الجهد المبذول من الطرف الآخر"، لم تكن مؤثرة بالشكل المتوقع. أما تلبية الاحتياجات العاطفية، كالشعور بالاهتمام أو الفهم، فكانت ذات تأثير واضح ومباشر.

يقول د. لانغليه: "توقعنا أن يكون السبب جنسيًا أو نابعًا من الخوف من الالتزام، لكن الحقيقة أن كثيرين يرون في هذه العلاقات مرحلة انتقالية نحو علاقة رسمية. كأنها مساحة مؤقتة لاختبار المشاعر قبل اتخاذ القرار".

نظريات تفسر الظاهرة

استندت الدراسة إلى نظريتين:

نظرية التبادل الاجتماعي: والتي تفيد بأن الأفراد يبقون في العلاقات عندما تفوق المنافع التكاليف.

نظرية الاستثمار: التي تضيف أن مقدار ما تم استثماره في العلاقة، وتوفّر بدائل محتملة، يؤثران في قرار الاستمرار.

في ظل الغموض والضبابية، قد تبدو "اللا-علاقة" حلًا وسطًا، خاصة عندما لا يكون البديل أفضل أو أوضح.

للعشاق.. هذا ما يحدث للجسم بعد توتر العلاقة

ماذا بعد؟

رغم محدودية العينة، تؤكد الدراسة أن الرضا لا يتوقف على الالتزام الرسمي، بل على شعور الشخص بأن العلاقة تحمل قيمة عاطفية، وربما أملًا بمستقبل مشترك.

يُخطط الفريق الآن لإجراء دراسة تكميلية تركز على الذكور فقط، لتحديد ما إذا كانت الدوافع نفسها تنطبق على الجنسين.

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار