آخر الأخبار

انتحار أم جريمة مدبرة؟ تسلسل الأحداث الغامضة في موت المجرم الجنسي جيفري إبستين (فيديو + صور)

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

توفي المجرم الجنسي جيفري إبستين قبل ست سنوات في زنزانة بسجن ميتروبوليتان الإصلاحي في مانهاتن السفلى بمدينة نيويورك الأمريكية، والذي تم هدمه لاحقا، فيما لا يزال موته محط جدل كبير.

جيفري إبستين وشريكته غيسلين ماكسويل - صورة أرشيفية / Gettyimages.ru

ومنذ اللحظة التي عُثر فيها على جثة "الممول المشين" معلقة بحبل حول عنقه من السرير السفلي في زنزانته، بدأت نظريات المؤامرة بالظهور، مشككة في أنه بكل بساطة لم ينتحر.

وقد زادت الشكوك نتيجة ما وصفه المدعي العام السابق بيل بار بـ"عاصفة مثالية من الإخفاقات" تلك الليلة: لم يكن لإبستين رفيق في الزنزانة، والحارسان المكلفان بمراقبة وحدة السكن الآمن ناما ولم يقوما بجولات المراقبة، وكانت هناك كاميرا واحدة فقط تعمل في طابق الوحدة.

الإفراج الأخير عن 11 ساعة كاملة من لقطات تلك الكاميرا كان من المفترض أن يدعم رواية الحكومة — أن الإهمال وسوء الإدارة ساهما في انتحار أشهر سجين في البلاد — لكنه زاد الغموض بدلا من توضيح الأمور.

وفيما يلي، أبرز النقاط المتعلقة بوفاة إبستين، والإجابات المتوفرة حتى الآن، وفق صحيفة "نيويورك بوست":

الفيديو الجديد — وما ينقصه

يقول المنتقدون إن الفيديو الذي يمتد لـ11 ساعة ليس كاملا، وإن الطوابع الزمنية تُظهر أن ما يقارب ثلاث دقائق مفقودة. مع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن شيئا ما تم التلاعب به عمدا.

ويناقض تحليل أجرته شبكة "CBS News" للفيديو ادعاء بيل بار بأن اللقطات تُظهر بوضوح أن أحدا لم يدخل إلى المنطقة القريبة من زنزانة إبستين قبل وفاته.

في الفيديو، يظهر جزء صغير فقط من السلم المؤدي إلى جناح إبستين. وقبيل الساعة 10:40 مساء في 9 أغسطس 2019، ليلة وفاة إبستين، شوهد جسم برتقالي يتحرك صعودا على السلم نحو منطقة إبستين.

التقرير الذي صدر عام 2023 عن مكتب المفتش العام خلص إلى أن هذا الجسم هو حارس سجن يوزع أغطية السرير.

لكن خبراء في تحليل الفيديو راجعوا اللقطات لصالح "CBS" واعتقدوا أن الشكل قد يكون لسجين يرتدي زيا برتقاليا يصعد السلم نحو جناح إبستين.

العثور على الجثة

عُثر على إبستين في زنزانته الساعة 6:33 صباحا يوم 10 أغسطس 2019، وكان هناك حبل برتقالي مصنوع من شرشف ملفوف حول عنقه، وفقا للتقارير.

كان إبستين بانتظار محاكمته بتهم فدرالية تتعلق بالاتجار الجنسي، بينما طريقة انتحاره لطالما حيّرت الكثيرين.

تفيد التقارير بأنه ربط الحبل في أعلى سلم السرير، ووضع الحلقة حول عنقه، ثم جثا على ركبتيه. وقد وُجد في وضعية انحناء إلى الأمام، بحيث سحب وزن جسده الحبل بقوة.

هذه الطريقة ممكنة وتُشبه انتحار لورين سكوت، عارضة الأزياء وصديقة ميك جاغر السابقة، التي وُجدت مشنوقة من مقبض باب في شقتها بنيويورك عام 2014 باستخدام وشاح أسود من الساتان.

وتُظهر صور الأدلة في الزنزانة شرائط ممزقة من الشراشف البرتقالية في فتحات مختلفة بإطار السرير. كما تم العثور على شرشف ملفوف حول أحد درجات سلم السرير ومربوط عاليًا قرب السقف على شبكة معدنية تغطي نافذة الزنزانة. ما قد يشير إلى محاولات سابقة للانتحار في نفس الليلة.

مصدر الصورة الحبل الذي استخدمه إبستين لشنق نفسه. / CBS 60 Minutes

تلف الأدلة

عند العثور على إبستين، قام الحارس مايكل توماس بقطع الحبل ورفعه من تحت ذراعيه ووضعه على أرض الزنزانة. ورغم أنه كان واضحا أنه فارق الحياة، إلا أن توماس حاول إنعاشه باستخدام الإنعاش القلبي. ووفقًا لتقرير مكتب المفتش العام، قال توماس: "تنفّس، إبستين، تنفّس"، مضيفا: "سنقع في مشكلة كبيرة".

لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مسرح الوفاة. نُقلت جثة إبستين من قبل موظفي السجن، ولم تُلتقط أي صور للجثة داخل الزنزانة أو لوضعيتها عند الوفاة، ودخل عدة أشخاص الزنزانة، من بينهم مسعفون.

مصدر الصورة زنزانة إبستين بعد العثور عليه ميتا. / CBS 60 Minutes

داخل الزنزانة، وُجد جهاز "CPAP"، المستخدم عادة لعلاج انقطاع النفس أثناء النوم، وعدة شراشف إضافية، وحبل ثانٍ لم يكن حول عنقه. وقد تم تسجيل هذا الحبل كدليل.

وقد أشار البعض إلى أن خرطوم جهاز "CPAP" كان سيُشكّل وسيلة أفضل للشنق من الشرشف.

الذهاب إلى المستشفى

رغم وفاته أثناء الليل، استُدعيت فرق الطوارئ ونُقل إبستين إلى المستشفى. وتُظهر صورة التُقطت له يوم 10 أغسطس 2019 من قبل مصور صحيفة "نيويورك بوست" ويليام فارينغتون، إبستين وهو على نقالة يُنقل إلى مستشفى نيويورك داونتاون من قبل عناصر الطوارئ، ويبدو أنهم كانوا يحاولون إنعاشه في تلك اللحظة.

مصدر الصورة التقط مصور صحيفة نيويورك بوست ويليام فارينجتون الصورة الأخيرة لجيفري إبستين أثناء نقله على سرير متحرك إلى مستشفى وسط مدينة نيويورك. / William Farrington for NY Post

التشريح

أُجري التشريح الأولي من قبل مكتب الطب الشرعي في نيويورك بإشراف الطبيب الشرعي مايكل بادِن، بناءً على طلب شقيقه مارك إبستين.

ورأت الطبيبة الشرعية باربرا سامبسون أن الوفاة ناتجة عن انتحار شنقا. لكن بادِن قال إنه فوجئ بالنتيجة، مدعيا أنه هو والطبيب الشرعي الرسمي اتفقا على أن النتيجة غير حاسمة.

مصدر الصورة جثة إبستين على نقالة. / CBS 60 Minutes جثة إبستين قبل التشريح. / CBS 60 Minutes

كما قدم صورة تُظهر أن إبستين أصيب بثلاث كسور في الرقبة — إصابات يقول إنها تتماشى أكثر مع القتل منها مع الانتحار.

أعد فريق من ستة أطباء شرعيين كبار تقريرًا حصريا في عام 2024 لصالح صحيفة "نيويورك بوست"، حيث أعادوا فحص التشريح الكامل، وصور مسرح الجريمة، وجميع المعلومات المتاحة، بقيادة البروفيسور ويليام آر. أوليفر من ولاية تينيسي.

أربعة من أعضاء الفريق صنفوا القضية على أنها انتحار، بينما رأى اثنان أنها غير محددة بناء على المواد التي راجعوها.

جروح في رقبة إبستين بعد انتحاره. / CBS 60 Minutes

ومع ذلك، عبّر الفريق عن وجود العديد من الأسئلة التي لم تجد إجابة، منها: لماذا لم تُجرَ تحاليل سموم أو فحص الحمض النووي داخل زنزانة إبستين؟ كما أشار الفريق إلى أن تقييمهم تأثر بغياب أدلة حاسمة، مثل صور الجثة في موقع الوفاة.

ساقا جيفري إبستين على طاولة التشريح. / CBS 60 Minutes

ما بعد الحادثة

الحارسان توا نُويل ومايكل توماس — المكلّفان بمراقبة إبستين في تلك الليلة — قاما بتزوير سجلات تفيد بأنهما قاما بجولات المراقبة طوال الليل.

وقد وُجهت إليهما اتهامات جنائية، لكن بعد تعاونهما مع التحقيق، خُففت التهم إلى مخالفات بسيطة. ولم يتحدث أي منهما علنا عما حدث تلك الليلة. ولم يُكشف حتى الآن كيف حصل إبستين على الشراشف الإضافية أو من أعطاها له.

الجدول الزمني

- 9 أغسطس:


*

8 صباحا: يُنقل زميل زنزانة إبستين في عملية نقل مُعدة مسبقا. ولا يُخصص سجين بديل.


*

12 ظهرا: تُفرج المحكمة عن مئات الصفحات من الوثائق الفدرالية في قضية تشهير تتهم إبستين وغيسلين ماكسويل بالاعتداء الجنسي.


*

4 مساء: تبدأ توفا نُويل نوبتها الأولى من مناوبتين متتاليتين في وحدة السكن الخاصة التي يُحتجز فيها إبستين.


*

7:49 مساء: يعود إبستين إلى زنزانته بعد زيارة مع محاميه، برفقة نُويل وحارس آخر.


*

10 مساء: يُقفل السجناء داخل زنزاناتهم.


*

10:40 مساءً: يظهر شكل برتقالي غير محدد، ربما شخص أو جسم يحمل شراشف، في الفيديو — وهي آخر حركة مسجلة قبل العثور على جثة إبستين.

- 10 أغسطس:


*

12 ليلا: يبدأ مايكل توماس نوبته الليلية مع نُويل. لم يتحقق أي منهما من إبستين، رغم تزويرهما لسجلات تفيد بالعكس.


*

6:33 صباحا: ينطلق الإنذار في وحدة السكن الخاصة بعد أن يجد نُويل وتوماس إبستين معلقًا. يحاول توماس إنعاشه باستخدام الإنعاش القلبي، فيما يصل طاقم السجن لنقله من الزنزانة.

جيفري إبستين هو ممول أمريكي ثري ونافذ، اتُّهم بالاتجار الجنسي بالقاصرات وتكوين شبكة لاستغلالهن لصالح شخصيات بارزة. أُلقي القبض عليه مرتين، الأولى في 2008 بعقوبة مخففة، والثانية في 2019 قبل أن يُعثر عليه ميتا في زنزانته بظروف غامضة. جرائمه شملت استدراج واستغلال فتيات قاصرات وإدخالهن في دائرة نخبوية من الزبائن.

المصدر: "نيويورك بوست" + RT

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار