في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
كشفت دراسة علمية حديثة أُجريت في لبنان أن التوازن بين أجزاء الشفاه أهم من حجمها الكلي في تحديد مدى جاذبيتها، مشيرة إلى أن الشفاه العلوية التي يتجاوز ارتفاعها 30 بالمئة من نصف عرض الشفاه الكلي تُعتبر غير جذابة بصريًا. ووفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة Plastic & Reconstructive Surgery – Global Open، فإن النسبة المثالية لارتفاع الشفة العلوية تقع بين 20 بالمئة و25 بالمئة من "نصف عرض الشفاه"، وهو ما يُعرف بالـ"hemi-lip width".
ويُنظر إلى امتلاء الشفاه في علم الجمال كأحد رموز الشباب والحيوية والخصوبة، ويُعتبر معيارًا للجاذبية في كثير من الثقافات، خاصة في وسائل الإعلام والإعلانات. ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن الامتلاء المفرط أو الشفاه الرفيعة جدًا تُعد أقل جاذبية، في حين أن التوازن والاعتدال يُعتبران الأكثر تفضيلًا.
قاد الدراسة البروفيسور بشارة عطيه وفريق من الباحثين الذين استخدموا تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور رقمية لوجه أنثى بيضاء مع تعديلات مختلفة على شكل الشفاه . وقد تم تقديم مجموعتين من الصور للمشاركين: واحدة تحافظ على النسبة المثالية بين الشفة العلوية والسفلية، وأخرى تغيّر كلا من نسبة الامتلاء والنسبة بين الشفتين.
شملت الدراسة 200 مشارك من البالغين، من بينهم 88 رجلاً، 53 منهم كانوا دون سن 25 معظمهم من خريجي الجامعات، و57 بالمئة منهم ذوو خلفيات طبية تشمل طلاب طب ومتخصصين في جراحة التجميل. أكثر من 60 بالمئة أفادوا بمشاهدتهم المتكررة لمحتوى المشاهير وعمليات التجميل على وسائل التواصل الاجتماعي ، إلا أن هذا لم يؤثر بشكل كبير على تفضيلاتهم الجمالية.
وقد أظهرت النتائج أن الصور التي تحتوي على شفاه ممتلئة بشكل مفرط أو تحتوي على شفة علوية أكبر من السفلية (U > L) كانت تُقيّم على أنها أقل جاذبية. وتبيّن أن النسبة الذهبية بين الشفتين إلى جانب امتلاء معتدل كان الخيار الأكثر تفضيلًا لدى المشاركين.
ورغم أن الرجال كانوا أكثر ميلًا قليلاً لتفضيل الشفاه الممتلئة مقارنة بالنساء، فإن الاتجاه العام لدى الجنسين كان نحو التوازن الطبيعي. كما لاحظ الباحثون أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة لم يرتبط بتفضيلات جمالية متطرفة، ما يشير إلى أن عوامل أخرى، مثل الدوافع الشخصية، قد تلعب دورًا أكبر من تأثير المنصات الرقمية وحدها.
وخلصت الدراسة إلى أن "المعايير الذهبية للجمال لا تزال صامدة رغم تغير الاتجاهات"، وأن الطلبات المفرطة التي يطلبها بعض المرضى قد لا تعكس فقط تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، بل ترتبط أيضًا بعوامل نفسية وشخصية إضافية. وأوصى الباحثون بضرورة توعية المرضى بأن نظرة الآخرين إليهم عنصر مهم في تحقيق الرضا عن المظهر الخارجي.
ومع أن الدراسة تقدم رؤى مهمة في علم الجمال، إلا أن استخدامها لصورة واحدة فقط لوجه أنثوي ولعينة مركزة من منطقة الشرق الأوسط قد يحد من قابلية تعميم نتائجها. ودعا الباحثون إلى إجراء دراسات مستقبلية تشمل تنوعًا أكبر في السمات العرقية والثقافية لتوسيع الفهم العلمي لجمال الشفاه عبر الثقافات.