آخر الأخبار

إضراب رقمي عن الطعام.. حملة لصناع المحتوى والمطاعم المصرية تضامنا مع غزة

شارك

في خطوة تعبّر عن تضامن إنساني عميق، أعلن عدد من صناع محتوى الطبخ توقفهم مؤقتا عن نشر وصفات الطعام ومقاطع الطهو خلال الفترة الحالية، دعما لسكان قطاع غزة الذين يواجهون مجاعة حقيقية في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

في الوقت نفسه، أعلنت مجموعة من المطاعم المصرية الكبرى عن حجب صور المأكولات من منشوراتها عند توجيه المحتوى للجمهور داخل فلسطين، في خطوة تضامنية مع سكان قطاع غزة الذين يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية ومجاعة متفاقمة.

فقد بادر صانع المحتوى الفلسطيني الشهير "أبو جوليا" إلى تعليق نشر محتوى الطهو مؤقتا على منصاته، تضامنا مع أهالي قطاع غزة الذين يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية ومجاعة متفاقمة. وكتب في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "أقف مكتوف الأيدي مثلي مثلكم أمام عشرات الشهداء من أبناء عائلة أمي والعشرات من الشهداء والمصابين من عائلة أبي، وأمام 3 أخوات وأخوين لي في غزة متزوجين ولديهم أطفال ولا يجدون الأكل والشرب. فإحدى أخواتي وزوجها و5 بنات لديهم في هذه اللحظة فقط كيلو من الطحين ونصف كيلو من العدس. ولا أستطيع إدخال غرام واحد لهم!!".

وأكد أبو جوليا أنه قرر التوقف عن نشر وصفات الطعام احتراما لجراح أحبائه هناك، قائلا: "سأتوقف مؤقتا حتى يجد أهلنا في غزة لقمة يسدون بها جوعهم وملعقة حليب تنقذ أطفالهم".

وفي ختام منشوره، أشار إلى أنه سيعود لاحقا مضطرا إلى الظهور من جديد من أجل تأمين رزقه والوفاء بالتزاماته.

من جهته، انضم صانع المحتوى وصاحب صفحة "عمر في المطبخ" إلى هذه الخطوة التضامنية، واعتذر لمتابعيه على "فيسبوك" عن عدم نشر وصفة جديدة، قائلا إن قراره جاء تعبيرا عن تضامنه مع سكان غزة الذين يعيشون تحت سياسة تجويع ممنهجة يفرضها الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر.

ونشر الزوجان سهر ومروان مقطع فيديو بعنوان "أشهر مشروب الفترة دي"، سلّطا فيه الضوء على مشروب الماء والملح، مشيرين إلى أنه أصبح شائع الاستخدام في غزة كوسيلة لتحمّل الجوع وتعويض الجسم عن المعادن التي يفقدها يوميا. وأكدا في المقطع أن ما يحدث في القطاع لا يندرج تحت وصف "مجاعة" فحسب، بل هو "تجويع متعمد" ممنهج يُفرض على السكان.

إعلان

حجب صور الطعام احتراما لمشاعر أهل غزة

من جانبه، أعلن مطعم "حجوجة" المصري عن تعليق ظهوره على منصات التواصل الاجتماعي داخل الأراضي الفلسطينية، مع استمرار نشاطه في مصر وبقية الدول العربية، مشيرًا إلى أن قرار حجب صور الطعام مؤقت وجاء "احتراما لمشاعر أهل غزة" في ظل ما يمرون به من معاناة إنسانية شديدة.

وأوضحت إدارة المطعم أن هذه الخطوة تأتي دعما للشعب الفلسطيني في ظل الحرب التي يتعرض لها من الاحتلال الإسرائيلي، قائلة: "هذا أقصى ما يمكننا فعله الآن".

ودعت الصفحة جميع المطاعم وصفحات الطعام وصناع المحتوى الغذائي إلى اتخاذ الخطوة نفسها، مضيفة: "هذا أقل ما يمكن تقديمه في الوقت الحالي".

وكذلك أعلن مطعم "الأكابر"، أحد المطاعم المصرية المعروفة، اتخاذ قرار بحجب صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن الظهور داخل الأراضي الفلسطينية، وذلك تضامنًا مع غزة والشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت وطأة المجاعة والقصف والحصار المتواصل.

وجاء في بيان المطعم عبر صفحته الرسمية: "قررنا نحجب صفحتنا عن الظهور داخل أرض فلسطين الحبيبة.. وده أقل حاجة ممكن نعملها دلوقتي، لأن القلب مش قادر يتعامل مع الوجع والظروف اللي عايشينها أهلنا هناك".

وشهد التضامن مع غزة بالإضراب الرمزي عن الطعام مشاركة عربية واسعة من ناشطين وحقوقيين.

وأعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية بمصر، بدء إضرابه الكامل عن الطعام اعتبارًا من 20 يوليو/تموز، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال الذين يموتون جوعًا، قائلًا: "لن أتذوق الطعام حتى يتذوقه أبناء شعبي، وحتى تدخل المساعدات بطريقة إنسانية تحترم البشر"، وفق الأناضول.

كما وجّه الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي دعوة عاجلة إلى الشعوب العربية والرأي العام العالمي للإضراب عن الطعام تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني من حصار خانق ومجاعة متفاقمة منذ أكثر من 21 شهرا.

ومن داخل غزة، أعلن عدد من الصحفيين إضرابهم المفتوح عن الطعام عبر منصة إنستغرام، مؤكدين في منشور جماعي: "نحن في إضراب مفتوح عن الطعام حتى يجد أصغر طفل في غزة قوت يومه". وبهذا، أطلقوا ما سموه "حركة الأمعاء الخاوية"، في تعبير رمزي عن التضامن مع سكان القطاع الذين يواجهون المجاعة تحت الحصار.

وتهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على المجاعة المتصاعدة التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني، نتيجة سياسة التجويع الممنهجة ومنع دخول المساعدات منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. ودعا المشاركون في الحملة كل أحرار العالم إلى الانضمام إليهم، تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه الإبادة الجماعية والتجويع القسري في ظل صمت دولي متواصل.

وقد انضم إلى هذه المبادرة عدد من أفراد الدفاع المدني، في مؤشر على اتساع نطاق الحملة محليا. وتصف وزارة الصحة في غزة ما يحدث بأنه "مجزرة صامتة"، مشيرة في بيان لها إلى أن المجاعة أودت بحياة 86 فلسطينيا، بينهم 76 طفلًا، بسبب الجوع وسوء التغذية الناتجين عن الحصار الإسرائيلي المشدد.

إعلان

وأكدت الوزارة أنها سجلت 18 حالة وفاة خلال 24 ساعة فقط جراء الجوع، محملة إسرائيل والمجتمع الدولي المسؤولية المباشرة، ومطالبة بفتح المعابر بشكل فوري لإدخال الغذاء والدواء.

ومنذ 2 مارس/آذار 2025، تواصل إسرائيل إغلاق جميع المعابر مع قطاع غزة، وتمنع دخول أي مساعدات إنسانية، مما تسبب في تفشي المجاعة. وتخوض إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربًا شاملة على غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، في تجاهل تام للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الجرائم.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار