دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قصرٌ كبير تدور فيه أحداث ملؤها التشويق، وصراع بين أطراف مختلفة من أجل تحقيق مصالحها، وقصص حب، وعلاقات اجتماعية بين مجموعة من الأصدقاء. هذه كلها قد تبدو مشاهد من مسلسل معرّب اعتدنا مشاهدتها خلال السنوات الأخيرة، ولكنها في الحقيقة تعود لمسلسل جديد من إنتاج عربي بالكامل.
بدأ عرض مسلسل "خطيئة أخيرة" عبر منصة "يانغو بلاي"، ويحكي قصة إمبراطورية "صافي"، وهو رجل أعمال شهير ويعمل أيضًا في تجارة المخدرات. ويقدم المسلسل شكلاً للعلاقة الشائكة بينه وبين ابنته "كارما"، التي تحاول التمرد على سلطته وكشف الأسرار التي يخفيها عنها.
في قبو الفندق، أسرارٌ أخرى لم يُكشف عنها، والشخص الوحيد الذي يحاول تعقبها ومواجهة كل الإمبراطورية هو "هشام"، النادل الذي يكسب ثقة "صافي"، ويعمل مع أخيه "حازم" من أجل حل واحد من أصعب الألغاز؛ اختفاء شقيقتهما "بسمة"، التي لا يعرف أحد عنها شيئاً.
ويشارك في المسلسل نجوم من سوريا ولبنان منهم: عمار شلق، وسامر إسماعيل، ورشا بلال، وريمي عقل، وإيلي متري، وكارلوس عازار، وهو من تأليف نور شيشكلي، وإخراج طارق رزق، وإنتاج جمال سنان.
وحول السر في القصة الذي جذب "يانغو بلاي" لعرضه، قال جو الخاوند، مسؤول الأعمال الأصلية في المنصة، إن في النص خطوطاً "تشبه حياتنا اليومية، فهناك علاقات زوجية، وأخرى شبابية. ونحن اليوم نأمل في تقديم محتوى يمكن للمشاهد الاستمتاع به، ومتابعة قصته بشكل يومي متواصل".
هذا العمل قد يشبه في شكله أعمالا معربة كثيرة، ولكن تفاصيله وخطوطه الدرامية تحمل بعداً عربياً لأن كتابته بالأصل عربية، وهو ما أكده المخرج طارق رزق ودَعَمه برؤية فنية متفردة، حيث قال: "منطقتنا مرت بالكثير من الحروب والأوقات الصعبة، لذا من واجبنا أن نقدم عملاً يليق بالمدن التي عانت لسنوات طويلة، فبدأ هذا العمل من مدينة هي بيروت، وهي مدينة تعني الكثير لنا جميعاً، فلم نحاول الهروب بعيداً عن المناطق المختلفة فيها مثل مار مخايل، والأشرفية وغيرها. حاولنا أيضا من خلال اللغة البصرية ملامسة ما يشبهنا، فمثلا من خلال الألوان والأداء التمثيلي وحركة الكاميرا، قدمنا صورة تشبه المدن التي نأتي منها".
ومن جهته، قال المنتج جمال سنان: "لمسني في هذا العمل بطريقة كتابته، فأنا دائما أصر على رأيي في أن العالم العربي قادر على الكتابة وتقديم أعمال بمعايير عالمية. في (خطيئة أخيرة)؛ الإنتاج عربي، والتمثيل والإخراج والكتابة عربية، فأنا شخصياً ضد الأعمال المعرّبة مع كل الاحترام لمن يقدم هذا النوع ، فنحن لدينا مهارات ومواهب قادرة على تعليم كل العالم.. رأي لطالما عبرت عنه دائماً".
أما عن اختيار ريمي عقل لبطولة هذا العمل، فقال المخرج طارق رزق: "كانت أمامنا خيارات أخرى بعيداً عن ريمي. ولكن وجدنا في ريمي اختلافاً وتقارباً كبيراً مع الشخصية المتمردة. فهي قدمت شخصية (كارما) من دون أي مدرب تمثيل بل ساعدتها موهبتها وإيماننا أنها قادرة على تقديم هذه الشخصية بشكل طبيعي".
تبدو الحلقة الأولى من المسلسل غامضة في تفاصيلها، إذ نبدأ بالتعرف إلى الشخصيات المختلفة خارج سياقها الحقيقي، فلا نجد ترابطاً منذ البداية بينها، وبالتالي تبدو ردود أفعالها غير مفهومة أو واضحة في بعض المشاهد بالتحديد، وهذا أمر مرتبط بحبكة المسلسل، التي تمهد شيئاً فشيئاً لما هو قادم.
إلا أن واحداً من أكثر المشاهد الممتعة والمهمة في الحلقة الأولى بالتحديد هو مشهد لقاء الأصدقاء في المطعم، والمداعبات بينهم التي تتصاعد شيئا فشيئا إلى أن نصل إلى ذكر اسم "بسمة"، الذي من الواضح أنه يثير حفيظة الجميع، فتبدأ الأسئلة عن العلاقة ما بين هذه الشخصيات المختلفة.
على الطاولة، نجد تنوعاً في الشخصيات؛ فهناك الأم العزباء التي تواجه صعوبات في التعامل مع ابنتها المراهقة، والزوجة الغيور التي تشك في تصرفات زوجها، والزوج الذي يختبر للمرة الأولى تجربة حمل زوجته، وهناك الشاب الذي يحاول التقرب من فتاة أخرى في المجموعة ولكنه لا يكسب ودها، وغيرها من القصص التي نجدها حولنا في حياتنا اليومية.
شخصية "هشام"، التي يقدمها النجم سامر إسماعيل، تتميز بطبقاتها المتعددة، فهي شخصية تظهر شيئا وتخفي شيئاً آخر. وقال سامر عنها: "طريقة العمل على هذه الشخصية تشبه أعمالاً أخرى، فنحن نبحث عن تفاصيلها وكيفية تحويلها إلى شخصية من لحم ودم. (هشام) يشبه المسلسل الذي يتضمن صراع الخير والشر ولكنه داخلي. فهو يقوم بالأفعال المنافية للأخلاق بإرادته الكاملة، وهو الشخص الذي يحاول قدر المستطاع عدم الانخراط في الشر، ولكنه يجبر في بعض الأحيان على هذا النوع من العمل. بصورة عامة، العمل مختلف عن كل ما عملته سابقاً على صعيدي النص والإخراج".
إحدى الشخصيات في المسلسل هي شخصية "روبي"، وهي شابة ترغب بالإنجاب والبحث عن شريك مناسب لحياتها، وفي الوقت ذاته تبدو محبة للحياة، وتعشق تفاصيل حياتها، وأناقتها، وجاذبيتها. وقالت رشا عنها: " (روبي) واضحة، ولديها حالة من الفقد العاطفي، وتحاول البحث عمّن يعوضها هذا الفقد. سلوكها يتضارب مع دواخلها، وهذا يخلق صراعاً، لذا فهي تحاول إيجاد صلة وصل بين المشتهى والمتمنى".
أحداث كثيرة قادمة ويبدو أن الصراعات ستستمر بالتصاعد، وسنكتشف خلال 45 حلقة ما هي "الخطيئة الأخيرة".