يمكن أن يتعرض الشخص لإصابة طفيفة خلال ممارسة أي لعبة رياضية أو نشاط بدني. إن هناك خطوات شائعة يتم اتباعها لسرعة التخلص من هذه الإصابة الطفيفة. إن التصرف الشائع هو الراحة والثلج والضغط والرفع لمدة يومين إلى ثلاثة أيام، أي وضع الثلج على المنطقة المصابة، لفها بضمادة طبية مرنة وإبقاء الجزء المصاب مرفوعًا مع الالتزام بالراحة، بما يمكن أن يساعد في تقليل التورم والألم.
لكن، بحسب ما نشرته "وول ستريت جورنال"، تشير الدراسات الأحدث إلى أن هذا البروتوكول القديم يمكن أن يؤخر الشفاء. وبدلاً من ذلك، يتجه الأطباء والمعالجون الفيزيائيون إلى الأساليب التي تركز على الحركة المتحكم فيها والتمارين اللطيفة للعودة تدريجيًا إلى النشاط الكامل والسماح للجسم بالتحرك من خلال عملية الشفاء الطبيعية.
تقول ميليكا ماكدويل، أخصائية علاج طبيعي واختصاصية فسيولوجيا التمارين الرياضية في بوزيمان بولاية مونتانا، إنه في حالة الإصابات المفاجئة أو العرضية للأنسجة الرخوة مثل الالتواءات والإجهادات والكدمات، فإن النهج الأكثر فعالية يتضمن إزالة عناصر معينة من بروتوكول الراحة والثلج والضغط والرفع "RICE" وتعديل عناصر أخرى.
ثبت أن أجزاء الراحة والثلج من البروتوكول تبطئ أحيانًا عملية التعافي، حتى إن دكتور غاب ميركين، الذي قدم بروتوكول "RICE" القديم الشائع في عام 1978، قال منذ ذلك الحين إن الثلج يمكن أن يؤخر الشفاء.
يقول دكتور كاران راي، اختصاصي في الطب الرياضي في بلومنغتون بولاية إلينوي، إن الراحة لا تزال جزءًا قيمًا من المعادلة، وخاصة في الفترة من 12 إلى 24 ساعة بعد الإصابة.
بمجرد انتهاء فترة الراحة، من المهم التركيز على الحركة، وتحريك المنطقة المصابة في أسرع وقت ممكن. ويضيف أن "البدء مبكرًا بالحركة الخفيفة المعدلة، باستخدام الدعامات المناسبة للدعم، يقلل من التصلب ويسمح بالعودة التدريجية إلى النشاط الكامل".
في غضون ذلك، يقول دكتور جيسي شو، اختصاصي في الطب الرياضي وأستاذ مشارك في جامعة ويسترن ستيتس، إن الثلج مفيد فقط لبعض الإصابات، موضحًا أن "الثلج لا يزال خيارًا جيدًا لتسكين الألم وربما للمساعدة في تقليل التورم، [الذي يمثل] علامة على الالتهاب".
ولكن مع الإصابات الطفيفة، لا يكون الالتهاب هو المشكلة غالبًا، إنما يكون جزءا أساسيا من آلية الجسم المدمجة لشفاء الأنسجة المصابة. يقول دكتور شو إن وضع الثلج على المنطقة يتداخل مع هذه الاستجابة الطبيعية، مما يقلل من تدفق الدم إلى المنطقة المصابة ويبطئ عملية الشفاء.
وتشرح دكتورة ماكدويل أنه إذا كان المصاب يستخدم الثلج بمفرده - بدون ضغط - لتقليل الألم وبعض التورم، فيجب أن يحرص على أن يكون ذلك لفترة وجيزة تقدر بحوالي "ثماني إلى اثنتي عشرة دقيقة. ومن الأفضل وضع الثلج خلال أول ست ساعات من الإصابة". بعد مرور 12 ساعة، يمكن أن تتحول أي مكاسب محتملة إلى خسائر. أظهرت الدراسات على الحيوانات أن فترات طويلة من وضع الثلج يمكن أن تعيق عملية شفاء الأنسجة.
مع الأبحاث الأحدث تأتي خيارات أكثر دقة لبروتوكولات التعافي - مع المزيد من الاختصارات. تستمر قائمة بدائل "RICE"، وهي اختصار بروتوكول الراحة والثلج والضغط والتمدد، في النمو، مع وصول القليل منها إلى قمة قوائم توصيات الأطباء والمعالجين الفيزيائيين. يأتي في المرتبة الأولى بروتوكول "MEAT"، كاختصار للحركة والتمارين الرياضية ومسكنات الألم والعلاج.
يقول دكتور راي إنه يوصي بالنسبة لمعظم مرضاه باتباع بروتوكول "MEAT لكن يعتمد ذلك على درجة الألم ومستوى النشاط السابق"، شارحًا أن الحركة ينبغي أن تكون خفيفة وخالية من الألم وتركز على الحفاظ على نطاق الحركة. ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف معالج أو مدرب رياضي، خشية أن "يكون خطر الإصابة مرة أخرى أو تفاقم الحالة أعلى خلال المرحلة الأولية، عندما يتم إعادة إدخال الحركة".
ويضيف دكتور راي أن الشق الخاص بالعلاج في إطار بروتوكول "MEAT" يخرج من مجال المنزل ليشمل الرعاية المهنية مثل العلاج الطبيعي أو الوخز بالإبر للتعافي من الإصابة على المدى الطويل.
وفيما يتعلق بالمسكنات، يجب استشارة الطبيب أولاً، إذ ربما لا ينبغي إضافة أدوية مضادة للالتهابات إلى برنامج التعافي تجنبًا لأي مشاكل محتملة في الكلى أو الجهاز الهضمي، جنبًا إلى جنب وأهمية دعم الاستجابة الفسيولوجية الطبيعية للإصابة.
يقول أليكس روثستين، منسق برنامج علوم التمارين الرياضية في معهد نيويورك للتكنولوجيا، إذا المصاب لا يحبذ فكرة مسكنات الألم، فيمكنه اختيار بروتوكول "PEACE"، وهو اختصار للحماية والرفع وتجنب مضادات الالتهاب والضغط والتعليم. لكن يجب البدء ببروتوكول "PEACE" في موعد لا يتجاوز ثلاثة أيام بعد الإصابة.
يضيف روثستين أن "الحماية هنا تعني ببساطة عدم القيام بالكثير في وقت مبكر للغاية، ولكن أيضًا عدم الشعور بالراحة في الجلوس"، موضحًا أن "الأمر يتعلق بإيجاد التوازن المريح باستخدام حركة لطيفة ووظيفية تركز على الحفاظ على نطاق الحركة". ويقول إنه من المهم إبقاء الحركة والتمارين غير محملة، مما يعني استخدام وزن أو ضغط أقل على المنطقة المصابة.
يركز هذا النهج على التعليم، استنادًا إلى فكرة مفادها أنه كلما زادت معرفة الشخص بإصابته، أو كيف ينبغي أن يشعر، كلما أصبح أكثر استعدادًا لفهم وإدارة عملية التعافي.
يوصي خبراء الطب وعلم التمارين الرياضية في نيويورك باستخدام بعض الأساليب معًا. إن أحد هذه الأساليب هو "PEACE"، يليه بروتوكول "LOVE"، أي زيادة الحمل تدريجيًا والتفاؤل وتنشيط الأوعية الدموية والتمارين الرياضية، بعد حوالي أربعة أو خمسة أيام من الإصابة.
يقول دكتور راج داسغوبتا، أخصائي الطب الباطني في لوس أنجلوس، إن بروتوكول "LOVE" يتضمن زيادة الحمل تدريجيًا، أو مقدار الوزن الذي يتم تحميله على المنطقة المصابة. وفي الوقت نفسه، يستمر المصاب في ممارسة التمارين اللطيفة وأنشطته اليومية العادية.
يضيف دكتور داسغوبتا أنه يمكن تنشيط الأوعية الدموية من خلال القيام بتمارين القلب والأوعية الدموية (كارديو) البسيطة مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات.
ويؤكد دكتور داسغوبتا على "حقيقة أن العقلية مهمة" في هذه المرحلة وبالتالي يعد التفاؤل في الواقع عنصرًا مهمًا، موضحًا أنه إذا كان الشخص قلقًا بشأن إصابته أو يخشى ألا يتعافى، فربما لن يثق في العملية وتنتهي إلى اختصار الزوايا في خطة التعافي، بخاصة وأن "[بروتوكول LOVE] يتبنى نهجًا أكثر شمولية، وهذا النهج مفيد لكل من الجسم والعقل".