يُلاحظ الكثير من الناس أن أصواتهم تتغير مع الزمن ومرور الوقت، خاصة أولئك الذين يجدون في أرشيفهم الخاص تسجيلات صوتية قديمة ويستطيعون أن يميزوا من خلالها كيف كانت أصواتهم قبل سنوات أو عقود وكيف أصبحت الان، لكن هذه الظاهرة لها تفسير علمي بكل تأكيد.
وبحسب مقال متخصص نشره موقع "بي سايكولوجي توداي" الأميركي فان "أصواتنا ديناميكية حيث تتغير درجة الصوت والجودة مع انتقالنا عبر مراحل مختلفة من الحياة"، مشيراً الى أنَّ "الانسان يتميز بالأصوات عالية النبرة في الطفولة، ثم الأصوات الأكثر عمقاً في مرحلة البلوغ، وأخيراً إلى التحولات الدقيقة التي تأتي مع التقدم في السن، تتطور أحبالنا الصوتية جنباً إلى جنب معنا".
وقالت الدكتورة فاليري فريدلاند، وهي أستاذة علم اللغة في جامعة نيفادا الأميركية، في المقال الذي اطلعت عليه "العربية نت" إن "أصواتنا تتأثر بالتغييرات في الهرمونات وتوتر العضلات وحتى مستويات الترطيب، كما أن فهم سبب تغير أصواتنا يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة حول صحة الصوت وطرق الحفاظ على أصواتنا قوية بمرور الوقت".
وتضيف فريدلاند: "إذا كنتَ قد قضيت وقتاً مع الأطفال، فمن المحتمل أنك لاحظت أن الأولاد والبنات الصغار يميلون إلى أن يكون لديهم أصوات عالية النبرة متشابهة، وذلك لأن مسالكهم الصوتية تكون بنفس الحجم تقريباً قبل البلوغ، ومع ذلك، بمجرد الوصول الى سن البلوغ تتولى الهرمونات زمام الأمور وتسبب تغييرات كبيرة".
وعند الأولاد، يؤدي ارتفاع هرمون التستوستيرون إلى تكثيف وإطالة الحبال الصوتية، مما يبطئ اهتزازها وينتج عنه صوت أعمق بكثير. كما تتغير أصوات الفتيات أيضاً أثناء البلوغ، ولكن بدرجة أقل، ويخفض هرمون الاستروجين نبرتهن قليلاً مما يمنحهن صوتاً أكثر نضجاً، بحسب فريدلاند.
وفي حين تلعب البيولوجيا دوراً رئيسياً في اختلافات نبرة الصوت الذكري والأنثوي، فإن التوقعات الاجتماعية تؤثر أيضاً على كيفية تطور الأصوات، حيث تُظهر الأبحاث أنه في المجتمعات ذات الأدوار الصارمة، تكون الفجوة بين متوسط نبرة الصوت الذكري والأنثوي أكبر من الثقافات ذات المعايير الأكثر مرونة.
وكما تتغير أجسادنا مع تقدم العمر، تتغير أصواتنا أيضاً بحسب ما يؤكد العلماء، حيث بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي فقدان قوة العضلات، والمزيد من الجفاف، وزيادة تصلب الحبال الصوتية إلى إضعافها وجعلها أقل مرونة، فضلاً عن زيادة إجهاد الصوت. ويمكن أن يؤدي هذا إلى صوت أرق وأجش، وقد يلاحظ المغنون أنهم لا يستطيعون الحفاظ على النغمات بسهولة، ويمكن أن تنخفض سعة الرئة أيضاً، مما يجعل من الصعب رفع الصوت.
وتقول فريدلاند إن الهرمونات تلعب دوراً مهماً، حيث عند الرجال يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى ترقق الحبال الصوتية ورفع نبرتها قليلاً، أما عند النساء فيمكن أن يؤدي انخفاض هرمون الاستروجين وارتفاع الأندروجينات إلى سماكة الحبال الصوتية، مما يتسبب في صوت أعمق. ومع ذلك، يمكن للعلاج بالهرمونات البديلة في بعض الأحيان مواجهة هذه التغييرات.
ويقول العلماء إن هناك خطوات يمكن للشخص اتخاذها لحماية صوته في أي عمر، وأهمها الحفاظ على رطوبة الجسم وتجنب التدخين وتجنب الإفراط في تناول الكحوليات ومنح الصوت الراحة المنتظمة.