آخر الأخبار

بسبب الحرب والمجاعة.. أصبح اللفت غذاء الألمان في هذا العام

شارك
جنود ألمان في الحرب العالمية الأولى

مع بداية الحرب العالمية الأولى، اتجه الألمان للاعتماد على خطة شليفن (Schlieffen) التي وضعها، على مدار سنوات، المارشال ألفرد فون شليفن (Alfred von Schlieffen) والجنرال هلموت فون مولتكه الأصغر (Helmuth von Moltke the Younger).

المارشال ألفرد فون شليفن

وبهذه الخطة، تحدث الألمان عن إنهاء الحرب بشكل سريع عن طريق مهاجمة فرنسا بشكل خاطف عبر الأراضي البلجيكية وإجبارها على الاستسلام قبل نقل الجيش نحو الجبهة الشرقية للتفرغ للإمبراطورية الروسية.

الجنرال هلموت فون مولتكه الأصغر

إلى ذلك، أثبتت الخطة الألمانية فشلها حيث عجز الألمان عن هزيمة الفرنسيين لتستمر بذلك الحرب لسنوات واجهت خلالها ألمانيا، وحلفاؤها، ويلات المجاعة والخسائر الفادحة على جبهات القتال.

الحصار البريطاني

كرد على الحملات العسكرية المبكرة التي شنها الألمان ضد فرنسا، ردت البحرية الملكية البريطانية بإجراءات بحرية عن طريق شن حصار على المداخل الشمالية لبحر الشمال متسببة بذلك في قطع الإمدادات عن كل من ألمانيا والنمسا – المجر. ومع احتدام المعارك على الجبهة الشرقية أيضاً، واجه الألمان مشاكل هامة في الإمدادات وهو ما هدد بإمكانية تفشي المجاعة بالبلاد.

إلى ذلك، أظهرت هذه الظروف عيوب النظام الألماني. فعلى الرغم من نجاحه الصناعي والعسكري، عجز النظام عن توفير ما يكفي من الغذاء لشعبه. وبحلول شتاء العام 1916 – 1917، بلغ نقص الغذاء مستويات قياسية ضمن فترة لقبت حينها، بشكل ساخر، بشتاء اللفت (Steckrübenwinter) نسبة للمواد الغذائية التي اضطر الألمان لتناولها لسد رمقهم ومقاومة الجوع.

جنود ألمان خلال معركة المارن

الاعتماد على اللفت كمصدر غذاء

تميز شتاء اللفت بنقص حاد في المواد الغذائية. فبسبب الظروف المناخية السيئة، انخفضت محاصيل الحبوب بشكل كبير. فضلاً عن ذلك، أدى الحصار البحري البريطاني لحرمان ألمانيا من نحو ثلث مواردها الغذائية كما شهدت نفس الفترة نقصاً فادحاً باليد العاملة الفلاحية بسبب عمليات التجنيد التي طالت عدداً كبيراً من سكان المناطق الفلاحية. أيضاً، عمد الجيش الألماني للاستيلاء على خيول الفلاحين الذين اعتمدوا على هذه الحيوانات لحراثة الأرض ونقل المحاصيل كما لجأ الجيش في الآن ذاته لمصادرة الأسمدة بهدف استخدامها في صناعة المتفجرات.

(تعبيرية من آيستوك)

أملاً في مواجهة أزمة الغذاء التي لاحت بالأفق، أسست الحكومة الألمانية مكتب الغذاء الحربي خلال مايو 1916. وفي صيف 1917، وفر هذا المكتب ما قدره 1560 سعرة حرارية من الغذاء لكل ألماني. وبحلول الشتاء، انخفضت هذه الحصة لتبلغ حوالي 1000 سعرة حرارية فقط وهو ما مثل حصة غذائية هزيلة حيث وضعت وزارة الصحة الألمانية حينها برنامجاً أكدت من خلاله على حاجة الرجل السليم البالغ لحوالي 3000 سعرة حرارية يومياً.

إلى ذلك، لجأت الحكومة الألمانية لإجراءات فريدة من نوعها لمواجهة نقص الحبوب حيث عمدت لصنع الخبز اعتماداً على البطاطس. ومع بداية ظهور أزمة بطاطس بالبلاد، لم تتردد السلطات الألمانية سنة 1916 في تعويض البطاطس باللفت. كما حصل الجنود الألمان على الجبهة على وجبات غذائية هزيلة ارتكزت في البداية على البطاطس التي تم تعويضها فيما بعد باللفت.

أسفر نقص المواد الغذائية عن ظهور حالة من الاضطرابات داخل البلاد حيث انتشرت عمليات النهب والسرقة التي قادها الأطفال ضد المزارع ومخازن الغذاء. وتزامناً مع ارتفاع معدلات الجريمة حينها، تحدثت مصادر الصحة الألمانية عن وفاة ما لا يقل عن 80 ألف طفل ألماني بسبب الجوع بين عامي 1916 و1917.

من جهة أخرى، أثّر تغيير النظام الغذائي بشكل كبير على مردود الجنود على الجبهة. فبسبب ارتكاز طعامهم على اللفت، عانى العديد من الجنود من مشاكل بالجهاز الهضمي واضطروا لقضاء فترات طويلة بالمستوصفات العسكرية. فضلاً عن ذلك، تسبب هذا النظام الغذائي في نقص فادح بالفيتامينات لدى الجنود وهو ما أثر لاحقاً على مردودهم.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا