آخر الأخبار

هل يمكن للذكاء الاصطناعي اختيار هدايا الأعياد المناسبة؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

يشغلها كثيراً ما يشغل أغلبنا في مثل هذا الوقت من السنة، إذ تحاول جوزي هيوز جاهدة التفكير في الهدايا التي يمكن أن تقدمها للأصدقاء والعائلة.

لكنها قررت الشهر الماضي تجربة طريقة مختلفة للتعامل مع هذه المشكلة.

وبناء على خلفيتها بالذكاء الاصطناعي، بحكم عملها في معهد "أنالاتيكس"، قررت أن تختبر قدرة الذكاء الاصطناعي على إمدادها بأفكار لهدية عيد الميلاد لشقيقها البالغ من العمر تسع سنوات.

وقالت هيوز، التي تعيش في إيستبورن: "أستخدم الذكاء الاصطناعي طوال الوقت في عملي، للمساعدة في كتابة رسائل البريد الإلكتروني، على سبيل المثال، لأنني أعاني من التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ففكرت مع اقتراب عيد الميلاد أن أجرب إمكانية أن يساعدني الذكاء الاصطناعي"، في إشارة إلى عملية اختيار هدايا عيد الميلاد.

وبالفعل طلبت من تطبيق تشات جي بي تي اقتراحات لهدية للطفل ذو التسع سنوات الذي يفضل اللعب في الأماكن المفتوحة.

وقالت: "أوصاني بحبل سلكي - مثل الحبل المشدود - بالإضافة إلى مجموعة أدوات لصيد الأسماك وحقيبة إعاشة للطوارئ. إنه يعيش في منطقة غابات، وأعجبتني اختياراته كثيراً، فلم أفكر فيها من قبل".

وأضافت: "أواجه صعوبة في البحث على الإنترنت. ولا أريد أن أتعرض لهذه الفوضى. وهذه الطريقة توفر عليك الكثير من الوقت كما أنها توفر اقتراحات أفضل من تلك التي يوفرها مجرد البحث على غوغل".

نتيجة لذلك، سوف نغلف له الحبل السلكي في عيد الميلاد.

ومن المتوقع أن ينفق البريطانيون هذا العام أكثر من 36 مليار دولا أمريكي على هدايا عيد الميلاد مقابل حوالي 35 مليار دولار أمريكي أُنفقت العام الماضي، وفقاُ لبحث أجرته منصة المقارنة Finder، بمتوسط إنفاق 760 دولاراً أمريكياُ للفرد.

والآن أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي جزءاً من عملية التسوق مع تزايد أعداد من يستخدمونه للحصول على أفكار لهدايا عيد الميلاد هذا الموسم.

وأشارت نتائج مسح أجرته شركة أكسنتشر في الفترة الأخيرة إلى أن الغالبية العظمى (95 في المئة) من المستهلكين يتفقون على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يساعدهم في العثور على هدايا أفضل، بينما يقدر 90 في المئة منهم التوصيات التي تقدمها هذه التكنولوجيا.

بالصور: هدايا الكريسماس الإلكترونية من الداخل

غوغل تسعى إلى أن تكون في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي

مصدر الصورة

في حين يستخدم الكثيرون تشات جي بي تي من شركة أوبن آي وتطبيق جيميناي الذي تطوره شركة غوغل للحصول على أفكار لهدايا عيد الميلاد، ظهرت أيضاً أدوات ذكاء اصطناعي أخرى صُممت لتوفير اقتراحات لهذه الهدايا للمتسوقين الذين يحتاجون للمساعدة في اختيار هدايا عيد الميلاد هذا العام.

ولدينا موقع "غيفت ليست" الأمريكي الذي يوفر قائمة بهدايا عيد الميلاد مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتضمن مقترحات تقوم على أساس معلومات يدخلها المتسوقون عن الأشخاص الذين يريدون شراء الهدايا لهم مع روابط للمنتجات الموجودة على هذا الموقع بالفعل.

وأطلقت الشركة روبوت متحدث لاختيار الهدايا يعمل بالذكاء الاصطناعي قبل عام، ولكنها مستمرة في تطويره منذ ذلك الحين لتوفير أفضل تجربة محادثة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة جون جاكليتش: "قبل أن يمنحك خمس أفكار، لم يكن شيئاً يمكنك الرجوع إليه والرد عليه. واكتشفنا أن الناس يريدون ذلك".

وتعمل شركة غيفت ليست مع 50,000 متجر من متاجر التجزئة.

ولكن ماذا عمن يرون أن هذه الفكرة مشجعة على الكسل وتجعل عملية تسوق هدايا عيد الميلاد خالية من الطابع الشخصي؟

وأضاف جاكليتش: "لقد صُمم ليكون مساعد ذكاء اصطناعي مفيد، إنه بمثابة لوحة ناطقة".

وقالت ليندا إليت، رئيسة قسم المستهلك والتجزئة في شركة المحاسبة كيه بي إم جي في المملكة المتحدة، إن هذه الخدمات تحاكي ما كان عليه التسوق في الماضي بطريقة ما.

وأضافت: "هكذا كان الحال مع تجار التجزئة في الماضي. اعتدنا أن نذهب إلى المتجر ونطلب منهم النصيحة عندما نبحث عن شيء ما، مثل هدية عيد ميلاد لابنة الأخت. فلم يكن الإنترنت يوفر هذه الخدمات من قبل، وهذا يمنحهم الفرصة للقيام بذلك".

وأشار إلى أن منصات الذكاء الاصطناعي لديها القدرة على إحداث تغيير كبير في طريقة بحثنا عن المنتجات.

وقالت: "إذا أصبحت هذه الطريقة هي القاعدة، فسوف تحدث تغييرات كبيرة في كيفية توجيه المستهلكين إلى مواقع تجار التجزئة، ومن ثم يطرح ذلك أسئلة عديدة عن أشياء مقل تكلفة الإعلانات والروابط الدعائية عبر محركات البحث".

وبالنسبة للبعض، تعتبر تجربة التسوق بالذكاء الاصطناعي حقيبة تسوق متنوعة.


*
هل يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي "إلهاً"؟

*
هل يمكن الاعتماد على القراءات الطبية للساعات والخواتم الإلكترونية؟

*
هل يمكن أن تعلمنا أفلام الخيال العلمي شيئا عن مخاطر الذكاء الاصطناعي؟5 يونيو/ حزيران 2023
مصدر الصورة

وقالت بولي أروزسميث، المقيمة في لندن، إنها تجيد اختيار الهدايا لكن اهتمامها بالتكنولوجيا جعلها متشوقة لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن ينجح الذكاء الاصطناعي في هذه المهمة، وما إذا كان من الممكن أن يتفوق على أفكارها الخاصة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، استخدمت تطبيق تشات جي بي تي لطلب اقتراح هدايا لعدد من أفراد أسرتها، بما في ذلك أختها ووالدها.

وقالت: "أختي تبلغ من العمر 60 سنة وتشغل وظيفة مرهقة، لذلك قلت إنها قد تحب المشي والاسترخاء وشموع نيوم".

وأضافت، متحدثة عن تجربة اختيار الهدايا مع تطبيق الذكاء الاصطناعي: "كانت اقتراحاته غامضة، وعادت بنتائج عامة مثل حقيبة يد ومذكرات وملصقات تحتوي على اقتباسات ملهمة وأشياء قد تعتقد أختي أنني أسأت الاختيار إذا أعطيتها لها. لم يقدم لي منتجات محددة".

الغريب في الأمر كان اختيار أشياء محددة للغاية عندما بدأت تطلب منه اختيار هدية لشريك أختها الذي أضافته إلى التطبيق كرجل، يبلغ من العمر 47 سنة، ويحب التكنولوجيا.

وتابعت: "أدهشني لأنه اختار زوج من سماعات حجب الضوضاء والتي اعتقدت أنها قد تعجبه".

مع ذلك، عندما سألت التطبيق عن أفكار لهدايا تقدمها لوالدها، 83 سنة، الذي يهتم بالمشي والثقافة والقراءة، قالت إن النتائج كانت عامة للغاية.

وأكدت أن التطبيق افترض أن والدها ربما يعجبه "جهاز لتدليك القدمين، أو عصا طبية للمشي ، أو خدمة توصيل الوجبات لأنه ركز على عمره لا على اهتماماته. لقد افترض أنه إذا كان عمره 83 سنة، فيرجح أنه يعاني من تدهور في حالته الصحية. لكن الواقع أنه يتمتع بلياقة بدنية عالية؛ فهو عضو في ناديين للمشي".

بشكل عام، تعتقد أروزسميث أن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة مفيدة لشخص لا يعرف من أين يبدأ.

وأكدت "أنها نقطة بداية جيدة، ولكني أشعر أنك تحتاج إلى معلومات عن الشخص الذي تريد شراء هدية له قبل أي شيء".

فهل هناك أي أسرار لاستخدام الذكاء الاصطناعي بغرض التسوق؟

وقال ديمتري شيفلينكو، كبير مسؤولي الأعمال في شركة بيربليكسيتي، وهي شركة مشغلة لمحرك بحثي يعمل بالذكاء الاصطناعي ومقرها الولايات المتحدة: "كلما كنت أكثر تحديداً في كتابة المعلومات عن الشيء الذي تبحث عنه، كلما كانت اقتراحات التطبيقات أكثر دقة".

وأضاف: "نقترح إضافة تفاصيل مثل من تشتري له وما هي اهتماماته. على سبيل المثال، بدلاً من مجرد السؤال عن "أفضل ماكينة صنع قهوة"، يمكنك أن تسأل "ما هي أفضل ماكينة صنع قهوة إسبريسو بسعر أقل من 500 جنيه إسترليني وبها أيضاً مطحنة للبن؟"

وأكد أن ما يقرب من 10 في المئة من جميع عمليات البحث على بيربليكسيتي في يوم الجمعة السوداء كانت مرتبطة بالتسوق.

وقال: "نتوقع أن يظل هذا المعدل ثابتاً مع اقتراب موسم العطلات نظراً لأن هذه الفترة هي الأكثر إقبالاً على التسوق على مدار العام".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل سوريا روسيا أمريكا

إقرأ أيضا