مخرج كبير له بصمة، أفلامه تعبر عن الناس وواقعهم، كرمته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ45 بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وفي حواره مع "العربية.نت" و"الحدث.نت"، تحدث المخرج الكبير يسري نصرالله عن سعادته الكبيرة بعد هذا التكريم والجمهور الذي حضر ندوته وعلاقته بمهرجان القاهرة. كما كشف عن سر اختياره لمجال السينما والإخراج، وكواليس أفلامه والصعوبات التي واجهها مع الرقابة، وسر خلافه مع نقابة المهن التمثيلية بسبب الفنانة عبلة كامل.
كما تحدث نصرالله عن مدرسته التي ينتمي إليها من خلال أفلامه، وأيضا عن حال السينما في مصر الآن، وعلاقته بالمخرج الراحل يوسف شاهين، ونصائحه لطلابه في الورش، وهل صنع أي فيلم في مشواره وهو غير مقتنع به.
بالتأكيد سعادة لا توصف وخاصة عندما رأيت عددا غفيرا من الجمهور في ندوة التكريم باليوم التالي، سواء سينمائيين أو جمهور عادي، التكريم في مهرجان القاهرة له فرحة خاصة.
مهرجان القاهرة السينمائي هو مهرجان عريق وشهد العديد من الأفلام على مدار دوراته الـ 45، لذلك أنا سعيد بتكريمي من خلاله، وأشكر كل القائمين عليه وأيضا كل زملائي في صناعة السينما الذين خضت معهم الرحلة التي ما زالت مستمرة.
تستطيع القول إن الوقت الوحيد الذي كنت أشعر فيه بالأمان والراحة النفسية هو وقت مشاهدة الأفلام، لذلك اخترت دراسة السينما في المعهد واستكمال المشوار، فأنا أعشق السينما ولا نستطيع الحياة بدون وجود هذا الجمال حولنا.
على العكس أنا أرى أن أفلامي ليست سياسية، ولكنها واقعية تعبر عن الناس وما يعيشونه، فأنا أحب أن أعيش مع حكايات البشر وتفاصيلهم، وأصنع أفلاما تعبر عنهم وليس مجرد أشياء وآراء نظرية، ولكن تفاصيل من حياتهم وكل هذه الحكايات كنت شاهدا عليها.
بالطبع أتذكر فيلمي الأول "سرقات صيفية" عام 1988 حين اعترضت الرقابة على الفيلم بسبب ما أسمته أنه ضد سياسات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، غير أن العديد من النجوم رفضوا المشاركة في الفيلم بسبب ما يناقشه، وتم عرض هذا الفيلم في مهرجان كان بفرنسا وقد كان أول مشاركة لعبلة كامل ومحمد هنيدي، وقد حدثت العديد من المشاكل بيني وبين نقابة المهن التمثيلية بسبب إصراري على وجود عبلة كامل لإيماني بموهبتها وملاءمتها للدور، وهم يرون أنها غير نقابية وهناك بديل لها.
مع الأسف نواجه مشكلات كبيرة في صناعة السينما الآن، فالعديد من المنتجين يرفضون الخروج من مناطق راحتهم ليصنعوا أفلاما مختلفة، وقد تخلينا عن العديد من الأشياء التي كانت تميز السينما المصرية، مثل الرقصات والأغاني والاستعراضات، حتى الأكشن أصبح تقليدا للأفلام الأميركية، يجب أن تكون لدينا قدرة على صنع أفلام مختلفة وفتح أسواق جديدة لنا ولكن هناك بعض التجارب في السنوات الأخيرة جيدة ومختلفة بالفعل.
تعلمت الكثير من يوسف شاهين، وأتذكر أن موقع التصوير كان ممتلئا بالبهجة ولم يكن يبخل عليّ بالشرح، فأتذكر أنني اختلفت معه ذات مرة في مسألة حول حدود الممثل وبعدها بأسبوع قام بمناداتي كي يشرح لي مقصده من خلال مشهد لنور الشريف، وقد كان هذا في فيلم "حدوتة مصرية"، كما أنه ساعدني حين فكرت أن أصنع فيلمي الأول "سرقات صيفية" ولم يبخل عليّ بنصائحه.
بالتأكيد، أنصح كل تلاميذي في الورش بأن يصنعوا أفلاما بها روح، عليهم البحث عن تفاصيل الشخصيات وترك مساحة للمتلقين كي يتخيلوا، ويجب أيضا أن تكون المشاهد مكملة لبعضها لأن سرد القصة غير الفيلم.
لا، لم يحدث أبدا أن صنعت فيلما لا أشعر به، لأن هذا ضد مبادئي الفنية.