في غرب إفريقيا يفسر غالبية الناس ما يتعرضون له من صعوبات حياتية وأمراض يستعصي علاجها بالإصابة بالعين الشريرة، في طريقة العلاج التي يختارونها وفي أحاديثهم وأسلوب حياتهم الكثير من المخاوف المرتبطة بالإصابة بالعين الشريرة وقدرتها على قلب حياة الشخص رأسا على عقب.
وحسب المعتقدات الشعبية الخاصة بمنطقة غرب إفريقيا فإن الإصابة بالعين الشريرة تتم بعد الالتقاء بمن يملك قدرات خاصة للإصابة بالعين الشريرة والحاسدة، ممن يسمون بالعيانين الذين يتقصدون بإلحاق الأذى بالناس وبأبنائهم وأرزاقهم، ويبقى هؤلاء العيانون منبوذين في المجتمع الكل يخشى التعامل معهم ويخفي أبناءه ويجحد النعم التي يتمتع بها أمامهم.
تربط المعتقدات الشعبية بين تدهور الأحوال المادية والصحية والاجتماعية للبعض وبين إصابته بالعين الشريرة، وأول تفسير يقدمه المحيطون بشخص يعاني صحيا أو تدهورت أحواله المعيشية هو الإصابة بالعين الشريرة.
في هذا الصدد تقول هاوا غاي (ربة بيت) "في الواقع العين الشريرة هي التفسير الوحيد لصعوبات الحياة والأمراض التي تصيبنا بلا سبب.. فهناك من يراقبك فقط ليؤذيك.. وهذا ليس بالخرافة بل إن للعين الشريرة قوة مدمرة وقادرة على قتل الشخص".
وتضيف في حديثها لـ"العربية نت": "العين الشريرة تؤثر على حيوية الشخص ونجاحه وصحته.. كأن يتأثر محصوله الزراعي أو تصاب تجارته بالكساد أو ينقطع الحليب من ثدي الأم المرضعة أو يصاب الطفل بالهزال الشديد دون سبب".
ترى هاوا أن قوة النظرة الشريرة يمكن أن تؤدي إلى انهيار الزواج وفقدان الوظيفة، وأن أكثر أعراض الإصابة بالعين الشريرة انتشارا هو النعاس المفرط أو التثاؤب وعدم التركيز، أما عن أكثر الأشخاص عرضة للعين الشريرة فهم حسب هاو "الأشخاص الأصحاء أو الذين يتمتعون بجمال وأيضا الأثرياء والأطفال والنساء الحوامل".
تستخدم شعوب غرب إفريقيا أساليب متعددة لدرء العين الشريرة، أهمها الحناء والكحل بالنسبة للنساء، والخرز الزجاجي الأزرق المزين بنقطة بيضاء ونقطة سوداء صغيرة في المنتصف، كما أنهم يستعملون البخور بكثرة ويرتدون بعض التمائم حول الرقبة والصدر للحماية من قوة العين.