اِنتقلت عدوى الخوف من اجتياح تسونامي سواحل شمال إفريقيا إلى الجزائر.
حيث نشر كثيرون مقاطع فيديو لشواطئ من الساحل الجزائري، مؤكدين أن حركتها غير عادية، ما أثار الرعب على وسائل التواصل الاجتماعي.
"تغير مفاجئ لحركة البحر"
وقد أظهر أحد الفيديوهات التي تم تداولها على نطاق واسع شاطئ عين الترك بوهران (420 كيلومتراً غرب العاصمة الجزائر)، قال صاحبه إنّ "حركته غير عادية وأمواجه مرتفعة بشكل غير طبيعي"، ما جعل "جميع المصطافين يغادرونه خوفاً".
فيما أظهر فيديو آخر عاصفة في شاطئ باينام بالعاصمة. كما تم تصوير فيديو من شاطئ بورساي في تلمسان (615 كيلومتراً غرب العاصمة)، يوثق "تغيراً مفاجئاً لحركة البحر وهيجان الأمواج وتخوف المصطافين".
كذلك نشرت عشرات الفيديوهات من شواطئ الجزائر لانحصار مياه البحر.
وربط الجزائريون بين هذه المظاهر، وبين ما يتم تداوله حول اقتراب اجتياح "تسونامي" سواحل شمال إفريقيا.
"مهددون بحدث كبير"
إذ عبّر كثيرون عن تخوفهم من وقوع كارثة في الجزائر، معلقين: "ما يحدث غير عادي على الإطلاق"، و"كل شيء ينبئ بأننا مهددون بحدث كبير. الطبيعة لا تكذب".
غير أن كثيرين وصفوا أصحاب تلك الفيديوهات بالباحثين عن المشاهدات فقط، قائلين: "من يهولون ما يقع من مد وجزر وتغير في المناخ، ليسوا إلا عابثين بمشاعر الجزائريين، ولا يعون حجم الرعب الذي يزرعونه فيهم".
ماذا يقول العلم؟
وتعليقاً على ذلك، أوضح رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، أنه "علمياً لا يمكن وقوع تسونامي في البحر الأبيض المتوسط. كونه ليس شاسعاً لتكون الزلازل عنيفة بقوة 7 أو 8 على سلم ريختر. كما أنه ليس عميقاً ما يكفي، حيث أن تسونامي يحدث بعد أن يقع الزلزال في وسط البحر، وترتفع الموجة بـ3 سنتيمتراً إلى أن تصل إلى 30 متراً فوق المياه وتلزمها لذلك مسافة 14 ألف كيلومتر، في حين أن مسافة المتوسط من الجزائر إلى مرسيليا لا تصل 900 كيلومتر".
كما أضاف في تصريحات لـ"العربية.نت": درسنا حركة البحر الأبيض المتوسط منذ 10 آلاف سنة، ولم يحدث أن وقع تسونامي فيه، لهذا فما يتم تداوله لا أساس علمي ولا تقني له، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بوقوعِ الزلازل".
"مفتعل"؟
فيما نفى سيناريو يتحدث عن إمكانية وقوع "تسونامي مفتعل"، مؤكداً أن "القوة الذرية الموجودة في العالم كله لا يمكنها تشكيل 10% من قوة زلزال تسونامي، وما يتم الحديث عنه لا قاعدة له".
يذكر أن عالم الزلازل الهولندي المثير للجدل، فرانك هوغربيتس، كان توقع حدوث تسونامي في البحر المتوسط، مستنداً في فرضياته بحدوث الزلازل وهندسة وحركة الكواكب، ما جعل توقعاته تثير المخاوف.