شهد الظهور الأول ل روبوت شبيه بالبشر طال انتظاره فشلًا سريعًا عندما تعثر الروبوت فور اعتلائه المسرح في معرض للتكنولوجيا بموسكو يوم الثلاثاء.
وعلى أنغام الموسيقى التصويرية لفيلم "روكي"، دخل الروبوت المسرح بصحبة شخصين، أمام قاعة ممتلئة بالصحفيين الذين كانوا ينتظرون بتقرب إلقاء نظرة على ما وصفه المطورون بأنه "أول روبوت بشري الشكل مزود بالذكاء الاصطناعي لروسيا".
لكن أثناء محاولة الروبوت رفع يده اليمنى للتحية، تعثر وتمايل قبل أن يسقط على الأرض ووجهه إلى الأسفل، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، اطلعت عليه "العربية Business".
سارع الرجلان اللذان كانا يرافقان الروبوت لسحبه من على خشبة المسرح، بينما حاول أعضاء آخرون من فريق العمل سحب ستارة سوداء على المسرح لتغطية الخطأ.
ويُعرف الروبوت باسم "AIDOL" (إيدول)، وطورته شركة روسية تحمل الاسم نفسه، والتي تم تسجيلها في أغسطس الماضي.
وقال فلاديمير فيتوكين، الرئيس التنفيذي لشركة إيدول، إن الروبوت المستقل قادر على أداء ثلاث مهام أساسية: الحركة، والتعامل مع الأشياء، والتواصل.
ووفقًا لموقع الشركة الإلكتروني، يزن الروبوت المتحرك 95 كيلوغرامًا ويبلغ طوله 186 سنتيمترًا، وهو قادر على إظهار أكثر من 12 شعورًا أساسيًا، وحمل ما يصل إلى 22 رطلًا من الحمولات، والتحرك بسرعات تصل إلى 3.7 ميل في الساعة.
ويزعم مطورو الروبوت أنه مُضنع محليًا بنسبة 73%، أي أنه مصنوع في الغالب من مكونات روسية.
وأشار فيتوخين إلى أن الروبوت قد خضع للاختبار في ظروف متنوعة قبل إطلاقه، "على الحصى، والسجاد، واللامينيت، والطين الموسع، والأرضيات الزلقة"، وفقًا لصحيفة موسكو تايمز.
وقال إنه يعتقد أن سقوط الروبوت يوم الثلاثاء ربما كان نتيجة تقلبات في الجهد الكهربائي وعوامل بيئية أخرى، بما في ذلك الإضاءة، لكنه أضاف: "بالتأكيد شعر الجميع بالأسف لذلك، وهذه إحدى وظائفه - إثارة التعاطف"، حسبما ذكرت الصحيفة.
يُعد روبوت إيدول المشروع الرئيسي لـ"التحالف التكنولوجي الجديد" في روسيا، وهو تحالف يضم شركات روبوتات وجامعات تقنية تعمل على تطوير روبوتات شبيهه بالبشر.
وقال أليكسي يوزاكوف، رئيس التحالف ومؤسس شركة الروبوتات "Promobot"، لصحيفة الأعمال الروسية "فيدوموستي"، إنه يأمل في جذب استثمارات تصل إلى 50 مليون دولار، من مستثمرين وصناديق استثمارية روسية وأجنبية خاصة، من أجل التطويرات المستقبلية.
كانت الروبوتات الشبيهة بالبشر تُعتبر في السابق ضربًا من الخيال العلمي، مثلها مثل السيارات الطائرة، لكنها أصبحت الآن واقعًا ملموسًا، حيث تستثمر شركات التكنولوجيا الكبرى مبالغ طائلة فيها.
تعمل شركة تسلا التي يقودها إيلون ماسك على بناء روبوتها البشري الخاص المسمّى "أوبتيموس"، وقد قال ماسك إن هذا النوع من الروبوتات سيكون "أكبر منتج في التاريخ على الإطلاق".
وفي الوقت نفسه تعمل شركتا "ميتا" و"غوغل" على دمج تقنياتها وأبحاث الذكاء الاصطناعي في روبوتات شبيهة بالبشر.
وبحسب محللي مورغان ستانلي، يُتوقع أن يكون في الولايات المتحدة نحو 78 مليون روبوت شبيه بالبشر يعمل بحلول عام 2050.
المصدر:
العربيّة