آخر الأخبار

"سدايا" ترسم خارطة الطريق لتطوير قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي في السعودية

شارك
شعار الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا

تبوأت السعودية، مكانة رائدة على المستويين الإقليمي والدولي، في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، خلال ستة أعوام بدأت مع نشأة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" عام 2019.

وتسارعت "سدايا" في خطاها من أجل رسم خارطة طريق تطوير قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز تنافسية السعودية عالميًا؛ لتحقيق الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة التي تعد عاملًا رئيسًا في تطوير القدرات البشرية، ودفع عجلة نمو الاقتصاد الوطني بما يُسهم في الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على المعلومات والبيانات والذكاء الاصطناعي.

وتعد "سدايا" الجهة الرئيسة المستضيفة للبيانات الوطنية في السعودية، وتعمل على تحقيق أعلى قيمة ممكنة من هذه البيانات، في تمكين التحول الرقمي الوطني، وتوفير الرؤى والتحليلات اللازمة لاتخاذ القرار وصنع السياسات على المستوى الوطني، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وتعد البيانات من أهم الركائز والممكنات الأساسية للتحول الرقمي على مستوى المملكة وعصب هذا التحول، إضافة إلى كونها البنية التحتية الرقمية، التي تُمكّن الجهات الحكومية من التكامل فيما بينها وصولًا إلى تقديم خدمات حكومية رقمية متميزة تُسهم في رفع جودة الحياة.

ووضعت "سدايا"، بوصفها الجهة المختصة في السعودية بالبيانات والذكاء الاصطناعي، والمرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل.

وتركز "سدايا" اهتمامها في رسم الأطر التنظيمية التي تتطلب العمل بتقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي بشكل متوازن يضمن تطور العمل بهذه التقنيات بشكل مسؤول وفق مبادئ أخلاقيات تحافظ على كرامة الإنسان وخصوصيته من العبث، والمُعلَن عنها في نظام حماية البيانات الشخصية، إذ لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، بل أصبح شريكًا في مختلف مناحي الحياة، وفي إحداث تحول جذري في القطاعات التنموية والحيوية، وتحسين جودة الحياة.

وتأتي هذه الجهود في إطار ما تحظى به الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" من دعم مستمر ومتواصل من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة؛ لتضطلع بدورها في النهوض بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحفيز نموهما وتحقيق الاستفادة منهما لخدمة البشرية.

وتهدف "سدايا" إلى حوكمة البيانات والذكاء الاصطناعي، وتوفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية، وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي صاحبة الاختصاص الأصيل في كل ما يتعلق بالتشغيل والأبحاث والابتكار في قطاعات البيانات والذكاء الاصطناعي.

وحققت خلال مسيرتها منجزات وطنية تجاوزت 70 جائزة وشهادة اعتماد محلية ودولية، وقفزت باسم السعودية إلى أعلى المؤشرات العالمية.

وعملت "سدايا"، على تكثيف الجانب المعرفي والتطويري بالذكاء الاصطناعي واستخداماته، من خلال الاستفادة من التجارب العالمية في ذلك المجال وتبادل الخبرات معها في السعودية، فنظمت ثلاث قمم عالمية للذكاء الاصطناعي خلال أعوام (2020) و(2022) و (2024).

وشارك في هذه القمم أكثر من مئة ألف شخص من مختلف دول العالم من بينهم ممثلون عن الحكومات والمشرعون الحكوميون وكبار الخبراء من المنظمات الدولية، والرؤساء التنفيذيون لشركات التقنية في العالم، وأكاديميون من الجامعات، ومراكز الأبحاث، وحظيت هذه القمم بمشاهدات مليونيّة عبر البث الحي الذي كان من مدينة الرياض.

وخرجت القمم بنتائج جمّة تصب في صالح خدمة المجتمعات البشرية على المستويين الإقليمي والدولي دعمًا لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (2030م)، وفي مقدمة هذه الجهود الإعلان عن مبادرة إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) الذي وافق مجلس الوزراء على إنشائه بمدينة الرياض.

وانعكست جهود "سدايا" الابتكارية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي على رقمنة الخدمات الحكومية؛ لتسهيل تقديمها للمواطنين والمقيمين، وشملت هذه الجهود الإسهام في تمكين الجهات الحكومية رقميًا من خلال خدمات تقنية عدة وفق أعلى معايير الأمن السيبراني.

ونالت "سدايا" شهادات اعتماد دولية متنوعة في مجالات الأمن السيبراني من منظمة (CREST) العالمية، كأول جهة حكومية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وذلك في خطوة تؤكد التزام سدايا بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال الأمن السيبراني.

وقطعت "سدايا" في الجانب المعرفي، شوطًا كبيرًا من خلال أكاديميتها التي قدمت حزمة من البرامج والمعسكرات والدورات المتخصصة بالتعاون مع خبراء عالميين داخل السعودية وخارجها وكبرى الشركات التقنية في العالم للجهات الحكومية والأفراد على حدٍ سواء لتنمية معارفهم بالذكاء الاصطناعي، بالتوازي مع اهتمام "سدايا" بنشر دراسات وأبحاث من مختلف الجامعات العالمية ومراكز البحوث الدولية، تثري فيها ثقافة المجتمع السعودي والمحتوى العربي للمكتبات.

ومن خلال تعاون "سدايا" مع وزارة التعليم، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، جرى إطلاق مبادرة «مليون سعودي للذكاء الاصطناعي – سماي» لتعلّم مبادىء الذكاء الاصطناعي عبر برنامج متخصص يزود المتدربين من مختلف الأعمار بالمهارات اللازمة لمعرفة هذه التقنيات المتقدمة.

وسجلت حتى الآن أكثر من 560 ألف مواطن ومواطنة، إذ تعد فرصة سانحة للدخول في عالم الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات من خلاله.

وأعدت "سدايا" أسسًا راسخة لحوكمة البيانات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تطوير أطر تنظيمية ومبادئ توجيهية شاملة تعزز الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات.

وأسهمت هذه الجهود في ترسيخ الثقة لدى المجتمع والقطاعات المختلفة بفاعلية المنظومة الوطنية، وضمان توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل آمن يواكب متطلبات التنمية المستدامة ويعزز تنافسية المملكة عالميًا، وشملت هذه الأطر تنظيم العلاقة بين الجهات المختلفة ومزودي الحلول التقنية، وتحديد ضوابط واضحة للشفافية والمساءلة والخصوصية.

ولم تكن جهود "سدايا" محصورة في الجهات فحسب، بل وصلت إلى كل مواطن ومقيم عبر المنصات الرقمية التي عززت من جودة الحياة بمختلف خدماتها التي تقدمها من خلال التطبيق الوطني الشامل "توكلنا" الذي تحول إلى منصة وطنية تخدم أكثر من 34 مليون مستخدم وتقدم ألف خدمة متنوعة تسهّل حياتهم اليومية.

وأسهمت "سدايا" في تعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي من خلال ما وفرته من حلول رقمية متقدمة اعتمدت على البيانات والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي مكَّن مختلف الجهات من تحسين إدارة مواردها وتحقيق عوائد ملموسة تدعم الاقتصاد الوطني.

ولم تتوقف هذه الجهود عند ترشيد التكاليف، بل شملت أيضًا بناء منظومة رقمية متكاملة تساعد على رفع مستوى الكفاءة التشغيلية، وتسريع وتيرة اتخاذ القرار، وضمان استدامة الأثر الإيجابي على المدى البعيد؛ لتعزّز جودة الإنفاق بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة (2030).

وعكست الأرقام والإحصائيات ما حقّقته "سدايا" من أثر ملموس يجسّد رحلة ستة أعوام من الريادة والإبتكار، في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، ومن ذلك ما تقوم به "منصة استشراف" من التي قدمت وفورات مالية تجاوزت 51 مليار ريال، ويستفيد منها أكثر من 121 جهة حكومية، و"بحيرة البيانات" التي تدمج أكثر من 400 نظام حكومي في المملكة، إلى جانب ما تقوم به عبر مشروعاتها الأخرى مثل : منصة "بروق"، و"مسرعة غاية"، وسحابة "ديم" .

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار