يقاضي مساهمو "تسلا" -في قضية واحدة مشتركة- المدير التنفيذي للشركة إيلون ماسك بتهمة "إخفاء المخاطر الكبيرة" المتعلقة بالمركبات ذاتية القيادة التي تنتجها الشركة، وهي المخاطر التي ظهرت عقب الإطلاق التجريبي لخدمة "التاكسي ذاتي القيادة".
وتأتي هذه القضية بسبب المخاطر المرورية التي تسببت فيها السيارات التي شاركت في اختبارات التاكسي ذاتي القيادة قرب مقر الشركة بمدينة أوستن عاصمة ولاية تكساس، إذ ظهرت مقاطع فيديو لسيارات وهي تسرع في مناطق سكنية أو تمر فوق الرصيف أو تدخل المسار الخاطئ وتنزل الركاب وسط الطرق متعددة المسارات.
وقالت صحيفة غارديان البريطانية في تقرير نشرته قبل يومين إن هذه المقاطع دفعت الإدارة الوطنية لسلامة النقل على الطرق السريعة الأميركية -وهي السلطة المسؤولة عن سلامة الطرق وخدمات النقل- إلى التحقيق في اختبارات التاكسي ذاتي القيادة.
واتهم المستثمرون المذكورون إيلون ماسك وشركته "تسلا" بالمبالغة مرارا وتكرارا في فاعلية وقدرات منظومة السيارات ذاتية القيادة، مما جعل قيمة أسهم الشركة ترتفع بشكل كبير.
ورغم ارتفاع سعر أسهم "تسلا" مع الإعلان على الإطلاق التجريبي لخدمة التاكسي ذاتي القيادة فإنه انخفض بمقدار 6.1% بعد يومين فقط من بدء الاختبارات، مما أفقد الشركة 68 مليار دولار من قيمتها.
ويشير التقرير إلى أن حملة الأسهم واجهوا ماسك سابقا في أبريل/نيسان الماضي بمخاوفهم بشأن السيارات ذاتية القيادة، ولكنه طمأنهم وأكد أن الاختبارات تبدأ في يونيو/حزيران، وزعمت الشركة أن نهجها في القيادة الذاتية آمن وقابل للتوسع.
وتشمل الدعوى القضائية المدير المالي للشركة فايبهاف تانيجا وخليفته زاكاري كيركهورن، إلى جانب إيلون ماسك، ولم ترد "تسلا" على طلبات من الصحيفة البريطانية للتعليق على هذه القضية.
وتضاف هذه القضية إلى سلسلة المتاعب التي يواجهها ماسك وشركته "تسلا" حاليا، إذ انخفضت مبيعات سياراتها الكهربائية بشكل كبير في الشهور الماضية بفضل اشتداد المنافسة مع الشركات الصينية.
يذكر أن محكمة في ولاية فلوريدا قضت بأن شركة تسلا مسؤولة جزئيا عن حادث سير وقع عام 2019 وأدى إلى وفاة سيدة تبلغ من العمر 22 عاما.
وأجبرت المحكمة الشركة على دفع تعويضات إلى عائلة الضحية بلغت 243 مليون دولار.
ورغم أن الشركة استأنفت الحكم ورفضته فإن هذه القضية سببت لها أزمة إضافية بعد التشكيك في منظومة القيادة الذاتية الخاصة بسياراتها واعتبارها ضمن أسباب الحادث.