بعد أقل من شهر من تمديد الموعد النهائي لحظر تطبيق تيك توك للمرة الثالثة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين في وقت متأخر من ليلة الجمعة: "لدينا تقريبًا صفقة" بشأن "تيك توك"، لكنه لم يُقدّم أي تفاصيل.
ولم تتضح تفاصيل وتوقيت الاتفاق المُحتمل.
وقال جيريمي غولدمان، المحلل في شركة إي ماركتير لأبحاث السوق، إنه في حين أن منصة تيك توك "تُخطط، على ما يُقال"، لإطلاق نسخة أميركية من تطبيقها للامتثال للقيود القانونية، فإن المنصة إذا أُطلقت بدون خوارزمية "تيك توك" الأصلية "تُخاطر بفقدان عنصر التخصيص الذي يُحفّز تفاعل المستخدمين".
وبعبارة أخرى، "تيك توك" لن يكون "تيك توك" بدون خوارزميته، بحسب تقرير لوكالة أوسوشيد برس.
وأضاف غولدمان: "وحمل ملايين الأشخاص على تنزيل تطبيق جديد ليس بالأمر الهين، على أقل تقدير".
على الرغم من عدم وجود أساس قانوني واضح لديه للقيام بذلك، واصل الرئيس ترامب تمديد المهلة الممنوحة لـ "تيك توك" لتجنب حظره في الولايات المتحدة. وهذا يمنح إدارته مزيدًا من الوقت للتوصل إلى اتفاق لجعل منصة التواصل الاجتماعي تحت ملكية الأميركية.
ولا يتضح عدد المرات التي يمكن لترامب -أو سيستمر- فيها تمديد الحظر، في ظل استمرار الحكومة في محاولة التفاوض على صفقة لتيك توك، المملوكة لشركة بايت دانس الصينية.
ورغم عدم وجود أساس قانوني واضح للتمديدات، لم تُرفع أي طعون قانونية ضد الإدارة حتى الآن. وقد حصد ترامب أكثر من 15 مليون متابع على "تيك توك" منذ انضمامه العام الماضي، وقد أشاد بالمنصة الرائدة في مجالها لمساعدته على اكتساب شعبية بين الناخبين الشباب.
في الوقت الحالي، لا يزال "تيك توك" يعمل لدى 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة. وقد أُقنعت شركات التكنولوجيا العملاقة، "أبل" و"غوغل" و"أوراكل"، بمواصلة توفير التطبيق ودعمه، بناءً على وعد من وزارة العدل الأميركية بعدم استخدام القانون لفرض غرامات باهظة عليها.
ويسود انقسام أكبر بين الأميركيين بشأن ما يجب فعله بشأن "تيك توك" مقارنةً بما كانوا عليه قبل عامين.
وأظهر استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث أن حوالي ثلث الأميركيين قالوا إنهم يدعمون حظر "تيك توك"، بانخفاض عن 50% في مارس 2023. وقال حوالي الثلث إنهم سيعارضون الحظر، وقالت نسبة مماثلة إنها غير متأكدة من موقفها.
ووفقًا للاستطلاع، أرجع حوالي 8 من كل 10 ممن أيدوا حظر "تيك توك" موقفهم إلى مخاوف بشأن تعرض بيانات المستخدمين للخطر بوصفها عامل رئيسي في قرارهم.
وقال ترامب يوم الجمعة إن الولايات المتحدة ستطرح الاقتراح على الرئيس الصيني شي جين بينغ أو أحد ممثليه يوم الاثنين أو الثلاثاء. وقال الرئيس إنه يعتقد أنهم "على الأرجح" بحاجة إلى موافقة الصين.
وعندما سُئل عما إذا كان واثقًا من موافقة الصين على الصفقة، قال ترامب: "لست واثقًا، لكنني أعتقد ذلك"، مضيفًا أنه بالنسبة للولايات المتحدة "سنجني الكثير من المال إذا مُررت الصفقة".
وقالت السفارة الصينية في واشنطن، في بيان، إنها لا تملك معلومات جديدة لمشاركتها، وإن "الصين أكدت موقفها المبدئي في مناسبات عديدة، وستتعامل مع القضايا ذات الصلة وفقًا للقوانين واللوائح الصينية".
على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت "بايت دانس" تخطط لبيع "تيك توك"، فقد قدم العديد من المشترين المحتملين عروضًا في الأشهر القليلة الماضية.
وتواصل مساعدو نائب الرئيس جيه دي فانس، الذي اختير للإشراف على صفقة محتملة، مع بعض الأطراف، مثل شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة "بيربلكسيتي إيه آي"، للحصول على تفاصيل إضافية حول عروضهم، وفقًا لشخص مطلع على الأمر.
وفي يناير، قدمت "بيربلكسيتي" لشركة "بايت دانس" عرض من شأنه أن يدمج أعمال "بيربلكسيتي" مع عمليات "تيك توك" في الولايات المتحدة.
ومن بين مقدمي العروض المحتملين الآخرين تحالفٌ نظمه الملياردير فرانك ماكورت. ويقول مستثمرو التحالف إنهم عرضوا على "بايت دانس" 20 مليار دولار نقدًا مقابل أعمال "تيك توك" في الولايات المتحدة. وفي حال نجاحهم، يخططون لإعادة تصميم التطبيق بتقنية البلوكتشين، التي يقولون إنها ستوفر للمستخدمين تحكمًا أكبر في بياناتهم على الإنترنت.
ومن بين المستثمرين المحتملين الآخرين شركة البرمجيات أوراكل وشركة الاستثمار بلاكستون.