آخر الأخبار

شركات التكنولوجيا الكبرى تتهافت على "بيربليكسيتي".. لماذا؟

شارك
شعار شركة بيربلكسيتي (المصدر: رويترز)

كشفت تقارير مؤخرًا عن اهتمام من شركتي " أبل" و" ميتا" في الفترة الماضية بالاستحواذ على شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة بيربلكسيتي (Perplexity)، في وقت حاسم في مشهد الذكاء الاصطناعي سريع التطور.

ما هدف "أبل" و"ميتا"؟

تواجه شركتا "أبل" و"ميتا" تحديات حاليًا في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، فالأولى تأثرت مع تأخر ميزات ذكاء اصطناعي وعدت بها منذ العام الماضي، أبرزها نسخة مُحسنة من مساعدها الرقمي "سيري".

إضافة إلى هذا، تواجه "أبل" دعوى قضائية جماعية رفعها الأسبوع الماضي مساهمون بالشركة، تتهم "أبل" بالاحتيال عن طريق التقليل من المدة التي تحتاجها لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في "سيري"، مما أضر بمبيعات آيفون وسعر سهم الشركة.

أما "ميتا" فتفتقر إلى المواهب اللازمة لكي تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنياته مقارنة بمنافسيها، وتسعى للوصول إلى ما يُعرف باسم "الذكاء الفائق" عبر فريق كونته حديثًا.

وعملت الشركة بشكل حثيث -خاصة رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ- منذ بعض الوقت على جذب مواهب الذكاء الاصطناعي من شركات أخرى -بما في ذلك "OpenAI"- مقدمة عروضًا مالية ضخمة، لكن ذلك لم يفلح كثيرًا.

وأبرمت "ميتا" مؤخرًا صفقة لاستثمار 14.3 مليار دولار في شركة "Scale AI" الناشئة المتخصصة في تصنيف البيانات، حصل منها عملاق التكنولوجيا على حصة 49% في الشركة الناشئة، كما انضم الرئيس التنفيذي لـ"Scale AI" لفريق "ميتا" لـ"الذكاء الفائق".

وقبل هذه الصفقة، أرادت "ميتا" الاستحواذ على "بيربليكسيتي"، وأجرت الشركتان مناقشات حول هذا الأمر لكنهما لم تتوصلا إلى اتفاق وقررتا عدم متابعة الصفقة، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرغ سابقًا.

وفي حالة "أبل"، فقد قيل إن مديريها التنفيذيين أجروا مناقشات داخلية حول إمكانية تقديم عرض لشراء لـ"بيربلكسيتي".

وكانت "أبل" تخطط لدمج قدرات بحث مدعومة بالذكاء الاصطناعي -مثل تلك التي تقدمها "بيربلكسيتي"- في متصفحها "سفاري".

لماذا "بيربلكسيتي"؟

تأسست "بيربلكسيتي" في عام 2022، وبرزت كواحدة من أبرز الشركات الناشئة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإعادة تشكيل واحدة من خدمات الإنترنت الأساسية، وهي البحث.

وتحظى الشركة بدعم مؤسس "أمازون" جيف بيزوس، ورائدة صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي شركة إنفيديا، ومجموعة سوفت بنك.

وتُنافس "بيربلكسيتي" شركة غوغل -التابعة لشركة ألفابت- من خلال تقديم أداة ذكاء اصطناعي تُلخص نتائج البحث، وتُدرج مصادر لإجاباتها، وتساعد المستخدمين على تحسين استفساراتهم للحصول على أفضل النتائج. وتُطور الشركة الناشئة أيضًا متصفح ويب مُدعمًا بالذكاء الاصطناعي.

وعلى عكس محركات البحث التقليدية، يتيح منتج "بيربلكسيتي" للمستخدمين التفاعل بطريقة طبيعية من خلال طرح الأسئلة وتلقي إجابات تتضمن مصادر موثوقة. وقد شكّل هذا النهج تحديًا للمعايير السائدة في مجال البحث، مما جعل "بيربلكسيتي" تمثل تهديدًا متصاعدًا لهيمنة "غوغل" على سوق البحث.

ويُقدِّر المستخدمون الآن قدرة "بيربلكسيتي" على إتاحة الوصول المرن إلى نماذج لغوية متعددة، بالإضافة إلى نموذجها اللغوي الكبير الخاص "Sonar"، وهو نموذج متعدد الوسائط، أي أنه لا يقتصر على المدخلات النصية فقط، بل يشمل أيضًا الاستفسارات الصوتية والمعتمدة على الصور.

وتمكنت "بيربلكسيتي" عبر ابتكارتها هذه من الوصول إلى نحو 15 مليون مستخدم بحلول منتصف عام 2024.

ويعكس اهتمام "أبل" و"ميتا" بـ"بيربلكسيتي" أن هذه الشركة الصغيرة سريعة النمو لديها إجابات لما يبحث عنه عملاقا التكنولوجيا في الوقت الحالي في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويأتي هذا في وقت تمثل فيه "بيربلكسيتي" بديلًا عن نتائج بحث "غوغل" التي تراجعت ثقة المستخدمين فيها بسبب تراجع جودة المحتوى خاصة مع دمج ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الدقة مثل "AI Overviews".

علاوة على ذلك، فإن نظام الروابط الشفاف في أداة "بيربلكسيتي" وتصميمه الأنيق يجعلها أكثر ملاءمة لنظام "iOS"، وهو ما قد يُفسر اهتمام "أبل" المتزايد بها، بحسب تقرير لمجلة "The Technology Express"، اطلعت عليه "العربية Business".

وتقدم أي صفقة مع "بيربلكسيتي" منتجًا جاهزًا للاستخدام وله قاعدة مستخدمين ليست صغيرة، وفريق عمل صغير يسهل دمجه، إذ يبلغ عدد موظفيها حوالي 250 فردًا.

فضلًا عن هذا، فإن تقييم "بيربلكسيتي" بحوالي 14 مليار دولار لن يمثل عبءًا على كاهل شركات التكنولوجيا الكبرى، فعلى سبيل المثال، استثمرت "ميتا" أكثر من هذا المبلغ في "Scale AI" مقابل حصة 49% فقط.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار