في ظل تصاعد المنافسة العالمية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وجدت شركة هواوي الصينية نفسها مضطرة لتأجيل خططها المتعلقة بإنتاج مسرّعها الجديد، Ascend 910C، بينما تتحرك منافستها الأميركية "إنفيديا" بثقة نحو السوق الصينية رغم القيود المفروضة من واشنطن.
وتُعد "هواوي" اليوم اللاعب الأبرز في سوق مسرّعات الذكاء الاصطناعي داخل الصين، خاصةً بعد أن منعت الحكومة الأميركية "إنفيديا" من تصدير رقائقها المتقدمة مثل H20 إلى السوق الصينية، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business".
وقامت "إنفيديا" بتطوير مُسرّع جديد يُدعى B40، صُمم خصيصًا ليتوافق مع القواعد الأميركية للتصدير، مما يتيح له دخول السوق الصينية دون تجاوز العقوبات.
وسيبدأ إنتاج مُسرّع B40 خلال هذا الشهر، ويعتمد على معمارية "بلاكويل" الجديدة من "إنفيديا"، التي تتيح توازناً بين الأداء العالي والامتثال للوائح التصدير، في وقتٍ يشهد فيه الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصين نمواً هائلاً.
وقد أبلغ بعض العملاء المحليين الشركات المزودة للرقائق بوضوح: "اشترِ مما هو متاح فقط.. وإلا، فلا صفقة".
في المقابل، كانت "هواوي" تعتزم إطلاق الإنتاج الضخم لمعالجها الجديد Ascend 910C خلال يونيو الجاري، إلا أن تغريدة للمُسرّب التقني الشهير @Jukanlosreve كشفت أن الجدول الزمني تأجل حتى نهاية العام الجاري، بسبب صعوبات تقنية ومشاكل في سلسلة التوريد.
ومن المقرر أن تتولى شركة SMIC الصينية تصنيع المعالج باستخدام تقنية تصنيع بدقة 7 نانومتر من الجيل الثاني (N+2).
وعلى النقيض، تستخدم "إنفيديا" شركة TSMC التايوانية، التي لا تخضع للعقوبات الأميركية نفسها، لتصنيع شريحة H20 باستخدام تقنية متقدمة بدقة 4 نانومتر (4N)، ما يمنحها الأفضلية من حيث الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة.
ويكمن جوهر هذه المنافسة في طبيعة مُسرّعات الذكاء الاصطناعي، التي تعتمد على وحدات معالجة الرسومات (GPU) لتشغيل خوارزميات التعلم الآلي بشكل متوازٍ، ما يمنحها تفوقًا ملحوظًا مقارنة بوحدات المعالجة المركزية (CPU) التقليدية، التي تعمل بشكل متسلسل.
في نهاية المطاف، يُظهر هذا التنافس بين "هواوي" و"إنفيديا" مدى حيوية سوق الذكاء الاصطناعي، وعمق تأثير العقوبات الجيوسياسية على ديناميكيات الابتكار التقني، حيث يسعى كل طرف لفرض سيطرته على المستقبل الرقمي من بوابة المعالجات الذكية.