آخر الأخبار

تضليل تكنولوجي.. مهندسون ينتحلون دور روبوت دردشة بشركة تدعمها "مايكروسوفت"

شارك
مصطلح ذكاء اصطناعي بالإنجليزية في خلفية أشخاص يستخدمون أجهزة (المصدر: رويترز)

وعدت شركة ناشئة بأن مساعدها الذكي سيبني للمستخدم تطبيقًا بالذكاء الاصطناعي. لكن في الواقع، كان مهندسون بشريون هم من ينجزون العمل.

قدّمت شركة "Builder.ai"، وهي شركة ناشئة مدعومة من "مايكروسوفت"، نفسها على أنها تقدم طريقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتبسيط تطوير التطبيقات.

وتواصل العملاء مع المساعدة الذكية للمنصة وتُدعى "ناتاشا" (Natasha)، وكان يحصلون على تطبيقات صنعها الذكاء الاصطناعي تعمل جيدًا بناءً على المعلومات التي قدموها.

لكن اتضح أنه بدلًا من استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لتشغيل روبوت الدردشة وإنشاء التطبيق، وظّفت الشركة 700 مهندس في الهند ليقوموا بدور "ناتاشا" في المحادثات مع العملاء، ثم ليقوموا ببرمجة التطبيق، بحسب عدة تقارير.

وعملية تشغيل روبوت الدردشة بواسطة البشر في هذه الشركة هي جزء من مشكلة أوسع في صناعة التكنولوجيا اليوم، تُعرف باسم "غسل الذكاء الاصطناعي" (AI-washing)، وتعني تزييف تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تدّعي شركات التكنولوجيا أن أدواتها تعتمد على الذكاء الاصطناعي بدرجة أكبر بكثير مما هو حقيقي في الواقع.

يحدث هذا مرارًا بشكل ملحوظ، كما حدث عندما زعمت شركة كوكاكولا أن منتجها "Y3000 Zero Sugar" لعام 2023 تم ابتكاره بمساعدة الذكاء الاصطناعي، لكنها لم تقدم أي تفاصيل حول كيفية مشاركة الذكاء الاصطناعي في تطوير المنتج، مما دفع الكثيرين إلى التكهن بأن هذا الادعاء صُمم لجذب المزيد من اهتمام المستهلكين.

ومع تسابق الشركات لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها -أو على الأقل، إعطاء انطباع بأنها فعلت ذلك- قد لا يشارك المستهلكون الحماس الجامح لدى قطاع التكنولوجيا تجاه كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.

وأفاد مركز بيو للأبحاث أن 43% من المشاركين في دراسة يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيضرهم، مقارنة بـ 24% فقط يعتقدون أن التكنولوجيا ستفيدهم.

علاوة على ذلك، يشير تقرير "بيو" إلى أن تفاؤل الجمهور منخفض بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على العمل، بينما يرى 73% من خبراء الذكاء الاصطناعي الذين شملهم الاستطلاع أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير إيجابي بدرجة كبيرة أو جزئيًا على كيفية أداء الناس لوظائفهم خلال السنوات العشرين المقبلة، وتنخفض هذه النسبة إلى 23% بين البالغين في الولايات المتحدة.

وفي دراسة أخرى، قال حوالي نصف المشاركين إنهم يفضلون التحدث إلى شخص حقيقي بدلًا من الذكاء الاصطناعي، مقارنةً بـ 12% فقط ممن فضلوا التحدث مع روبوت دردشة يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

لكن لم يكن تزييف استخدام الذكاء الاصطناعي هو المشكلة التي أوقعت "Builder.ai" في ورطة، بل إن أحد المُقرضين قام بالحجز على 37 مليون دولار من أموال الشركة بعد اكتشاف أنها حققت إيرادات بلغت 50 مليون دولار فقط، أي أقل بنسبة 300% من الإيرادات التي أدعتها والبالغة 220 مليون دولار.

واتهم ليناس بيليوناس من شركة "Zero Hash" المتخصصة في تقديم خدمات الأصول الرقمية "Builder.ai" بالاحتيال في منشور على شبكة لينكدإن، قائلًا: "اتضح أن الشركة لا تمتلك ذكاءً اصطناعيًا، بل كانت مجرد مجموعة من المطورين الهنود يتظاهرون بكتابة برمجيات كما لو كانوا ذكاءً اصطناعيًا".

وأدت عملية تدقيق إلى مصادرة ملايين الدولارات من الشركة. والآن، تدين الشركة لأمازون بـ 85 مليون دولار، ولمايكروسوفت بـ 30 مليون دولار مقابل خدمات سحابية لم تدفع ثمنها قط.

وقدمت الشركة طلب لإعلان إفلاسها في المملكة المتحدة والهند والولايات المتحدة. وفي بيان لها على "لينكدإن"، كتبت "Builder.ai" أنها ستدخل في إجراءات الإفلاس وستُعيّن مسؤولًا إدرايًا لإدارة شؤون الشركة.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار