حذّرت شركة الأمن السيبراني "Trellix" من حملة تصيد إلكترونية متطورة تستهدف المديرين الماليين في شركات كبرى بمجالات البنوك والطاقة والتأمين والاستثمار، منتشرة في ست مناطق حول العالم، من بينها أوروبا والشرق الأوسط وكندا.
وفي التفاصيل، كشفت الباحثة الأمنية سريني سيثاباثي أن المهاجمين يستخدمون أداة "NetBird"، وهي أداة مشروعة للاتصال عن بُعد، لتنفيذ هجمات خفية يصعب اكتشافها.
الحملة التي ظهرت أولى مؤشراتها في مايو 2025 تبدأ برسالة بريد إلكتروني مزيفة تنتحل صفة مسؤول توظيف من شركة روتشيلد وشركاه، وتعرض "فرصة استراتيجية مغرية"، بحسب تقرير نشره موقع "thehackernews" واطلعت عليه "العربية Business".
لكن الرابط المرفق في الرسالة يقود الضحية إلى موقع احتيالي مخفي، لا يُمكن الوصول إليه إلا بعد اجتياز اختبار CAPTCHA، حيث يبدأ بعدها تحميل ملف خبيث يفتح الباب أمام سلسلة من الأوامر البرمجية المعقدة التي تنتهي بتثبيت أداة NetBird وإنشاء حساب مخفي يمنح المهاجمين تحكماً كاملاً بالجهاز المصاب.
ويؤكد الباحثون أن هذا النوع من الهجمات لم يُنسب بعد إلى جهة معروفة، لكنه يُظهر تطورًا ملحوظًا في أساليب الهندسة الاجتماعية والاحتيال السيبراني.
يأتي هذا الكشف بالتزامن مع تصاعد الهجمات التي تعتمد على البريد الإلكتروني كوسيلة رئيسية لاختراق الأنظمة، إذ رُصدت حملات احتيالية تستخدم نطاقات موثوقة، مثل البريد الإلكتروني "company@nifty[.]com"، لتجاوز أنظمة التحقق.
كما استُغلت أدوات مثل "Google Apps Script" و"Notion" و"Microsoft Office" القديمة لنشر صفحات تسجيل دخول مزيفة وسرقة بيانات المستخدمين، مع تسجيل محاولات احتيال تطال خدمات مثل "أبل باي" و "ياهو ميل".
ويبدو أن المهاجمين باتوا يعتمدون على خدمات تصيد احتيالي متطورة تُعرف باسم "التصيد كخدمة" (PhaaS)، مثل أداة "Tycoon2FA" و"Darcula" و"Haozi"، الأخيرة تُدار كمنصة اشتراك سنوي بواجهة استخدام سهلة، وتُسوق عبر قناة دعم مخصصة على تطبيق "تيليغرام" للمساعدة في تحسين حملات الاحتيال.
وحذرت "مايكروسوفت" من تطور تقنيات التصيد التي تستهدف تجاوز المصادقة متعددة العوامل (MFA)، عبر وسائل مثل رموز الجهاز وموافقات OAuth، وحتى دعوات الاجتماعات الخبيثة.
وقال إيغور سخنوف، نائب رئيس أمن الهوية في "مايكروسوفت": "الهجمات الحالية تستغل الجانب الأضعف في أي نظام أمني، وهو المستخدم البشري.
وتابع: "لذا، فإن الوعي والتدريب على تقنيات الاحتيال الحديثة يمثلان خط الدفاع الأول ضد هذه التهديدات."