شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي قفزات هائلة في السنوات الأخيرة، ولكن التفاعل مع هذه النماذج ظل محصورًا في نطاق الأوامر النصية والاستجابات المحدودة.
ومع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تسعى الشركات إلى تحسين التفاعل بين المستخدمين والأنظمة الذكية، مما يجعل التجربة أكثر سلاسة وكفاءة.
وتأتي ميزة المهام في " شات جي بي تي " لتحدث تحولًا في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ تتيح للمستخدمين تخصيص التجربة وفقًا لاحتياجاتهم الفعلية، مما يجعلها بمنزلة تغيير جوهري في العلاقة بين الإنسان والآلة.
تتيح ميزة المهام للمستخدمين إنشاء مهام مخصصة تتجاوز المحادثة التقليدية وتخصيص طريقة استجابة الذكاء الاصطناعي بناءً على احتياجات معينة، مثل توليد تقارير مخصصة، أو أداء مهام إدارية، أو تقديم استشارات تقنية، أو حتى تبسيط عمليات معقدة، مثل تحليل البيانات.
وتتيح الميزة جدولة الإجراءات أو التذكيرات أو التحديثات لكي تجري تلقائيًا. وبدلاً من انتظارك حتى تطلب ذلك، يستطيع "شات جي بي تي" الآن إرسال تذكيرات إليك بشكل استباقي أو تنفيذ مهام في أوقات محددة.
وتستطيع إعطاء "شات جي بي تي" مطالبة تحتوي الإجراء الذي تريد أن يتخذه "شات جي بي تي" ومتى تريد حدوثه، وعندما يحين الوقت المحدد، فإن "شات جي بي تي" يولد رسالة جديدة في الدردشة بناءً على مطالبتك.
وعلى سبيل المثال، يمكنك جدولة ذلك لإرسال ملخص يومي للأخبار إليك، أو تذكيرك بالتواريخ المهمة، مثل الاجتماعات أو أعياد الميلاد، أو مساعدتك في ممارسة مهارة جديدة، مثل تعلم لغة.
لا تعد ميزة المهام مجرد أداة للتذكيرات، بل إنها أداة لتعزيز الإنتاجية تتكيف مع احتياجاتك. وتستطيع من خلال الميزة توفير الوقت عبر أتمتة المهام الروتينية، مثل التحديثات اليومية أو التذكيرات المتابعة.
ويمكنك المحافظة على التنظيم وعدم تفويت الأحداث المهمة أو المواعيد النهائية. كما أنها مساعدة استباقية، إذ يعمل "شات جي بي تي" وفقًا لجدولك الزمني، حتى عندما تكون غير متصل بالإنترنت.
وتوفر الميزة استخدامات متعددة، سواء للعمل أو الحياة الشخصية أو التعلم، حيث يمكن لميزة المهام التعامل مع كل ذلك.
أصبح من الممكن الآن أن يعمل "شات جي بي تي" أداة متخصصة تلبي احتياجات المستخدم بطريقة دقيقة. وبفضل هذه الميزة، أصبح من الممكن تلقائيًا تنفيذ المهام المتكررة، مما يقلل الوقت المستغرق في العمليات الروتينية.
وتجعل الميزة الجديدة التفاعل أكثر طبيعية وفعالية، حيث يصبح "شات جي بي تي" قادرًا على فهم سياق المهمة وتنفيذها بناءً على الإعدادات المحددة، دون الحاجة إلى إعادة الشرح أو إعادة ضبط التوجيهات في كل مرة.
وتساعد هذه الميزة في تحسين تجربة المستخدم في التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية، حيث يمكن تهيئة "شات جي بي تي" للعمل مساعدا افتراضيا متخصصا حسب المجال.
الأعمال والإدارة
التعليم والتدريب
التسويق وإنشاء المحتوى
البرمجة وتطوير البرمجيات
الرعاية الصحية والاستشارات الطبية
رغم أن ميزة المهام تقدم مزايا مفيدة، فإن هناك بعض القيود في الوقت الحالي، إذ لا يمكنك استخدام الصوت مع المهام، مما يعني أنه لا يمكنك إنشاء مهمة بمجرد السؤال بصوت عالٍ.
ولا يمكنك أيضًا تحميل أي ملفات، مثل المستندات أو الصور، التي يمكن لميزة المهام الوصول إليها. كما أنه من غير الممكن الوصول إلى أي "جي بي تي" (GPT) مخصصة باستخدام المهام.
ويمكنك إنشاء مهام باستخدام "جي بي تي فور أو" (GPT-4o) فقط، وليس من الممكن حاليًا إنشاء مهمة يمكنها استخدام نموذج آخر لأداء الإجراء المطلوب.
ومع ذلك، فإن أكبر قيد هو أنك مقيد بحد أقصى قدره 10 مهام. وبمجرد الوصول إلى 10 مهام، فإنك بحاجة إلى حذف مهمة قبل أن تتمكن من إنشاء المزيد.
وتتوفر ميزة المهام حاليًا عبر الويب و "آي أو إس" و "أندرويد" و "ماك أو إس"، ولكنها غير متوفرة بعد عبر "ويندوز".
ولا تتكامل ميزة المهام في الوقت الحالي مع التطبيقات الخارجية، مثل "جيميل"، مما يعني أنه يتعين عليك نقل التذكيرات أو المهام يدويًا لتحقيق رؤية على مستوى الفريق.
ولا شك في أن التذكيرات في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية، وإذا واجه خادم "شات جي بي تي" فترة توقف أو إذا كان هناك خلل في تسليم الإشعارات، فقد يعني ذلك تفويت المواعيد النهائية.
وعندما تجدول المهام داخل "شات جي بي تي"، فإنك تشارك التفاصيل الشخصية أو المهنية مع نظام الشركة.
تستطيع ميزة المهام أن تجعل حياتك اليومية أكثر تنظيمًا وإنتاجية. وإليك بعض الطرق العملية لاستخدامها:
الحياة الشخصية
العمل
التعلم
في الختام، تمثل ميزة المهام قفزة نوعية في تفاعل المستخدمين مع الذكاء الاصطناعي، حيث تتيح تجربة أكثر تخصيصًا وكفاءة. ومن زيادة الإنتاجية إلى تحسين خدمات العملاء وتبسيط المهام اليومية، تفتح هذه الميزة آفاقًا جديدة في مختلف المجالات.
ومع ذلك، لا تخلو هذه الميزة من التحديات، مثل الحاجة إلى الضبط الدقيق للمهام ومراعاة قضايا الخصوصية. ومع استمرار تطور هذه الميزة، قد نشهد تفاعلات أكثر تعقيدًا بين البشر والذكاء الاصطناعي، مما يمهد الطريق لنماذج أكثر قدرة على التعلم الذاتي والتكيف مع المستخدمين.