أثار إلغاء تأشيرة دراسة لطالب دكتوراه في الذكاء الاصطناعي بولاية كاليفورنيا جدلاً واسعًا، بعد أن أُبلغ بأن سجله الأكاديمي في نظام SEVIS – الذي يُعدّ إثباتًا لصحة التأشيرة – قد أُلغي، مما يُعرض وضعه القانوني في أميركا للخطر.
الطالب، الذي رفض الكشف عن هويته لموقع "تك كرانش" خوفًا من تبعات الأمر، قال إن الإلغاء جاء نتيجة فحص جنائي قديم، رغم أنه لا يحمل أي سجل جنائي.
وأضاف أنه يعيش في أميركا منذ نحو عشر سنوات، وبدأ رحلته الأكاديمية من مرحلة البكالوريوس.
وقال: "الأرجح أن السبب تفاعل بسيط مع الشرطة قبل سنوات، حتى قبل بدء دراساتي العليا. كنت أعمل على مشروع بحثي في مجال الذكاء الاصطناعي، وأخطط لمواصلة عملي البحثي بعد التخرج".
في الأشهر الأخيرة، بدأت وزارة الخارجية الأميركية، بالتعاون مع وكالة الهجرة والجمارك، مراجعة صارمة لوضع مئات الطلاب الدوليين، أفضت إلى إلغاء تأشيرات أكثر من ألف طالب، وفقًا لتقارير متعددة.
وفي كثير من الحالات، لم تتلقَ الجامعات أي إشعار رسمي، مما وضع الطلاب في مواجهة مصير مجهول دون سابق إنذار.
وصف الأستاذ ييسونغ يو، المتخصص في التعلم الآلي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، هذه السياسات بأنها "مُدمّرة لمسار المواهب"، موضحًا أن مثل هذه الإجراءات قد تُعيق التقدم في مشاريع بحثية تمتد لسنوات، خاصةً في مجالات متقدمة كالذكاء الاصطناعي.
تتراوح أسباب الإلغاء بين مخالفات قانونية بسيطة، مثل مخالفات السير، واتهامات بدعم جماعات فلسطينية أو الانخراط في أنشطة اعتُبرت "معادية للسامية".
كما أشارت تقارير إلى أن بعض حالات الإلغاء كانت نتيجة أخطاء في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم لمراجعة بيانات الطلاب، من دون تحقق بشري.
وكان أحد الطلاب، وهو سوغورو أوندا من جامعة بريغهام يونغ، قد استعاد تأشيرته بعد تدخل قانوني، ما يعكس هشاشة القرارات المتخذة.
وفي سابقة قضائية، أمر قاضٍ في ولاية جورجيا مؤخرًا بإعادة الوضع القانوني لحوالي 100 طالب تضرروا من قرارات مماثلة، في حين ما زال المئات يواجهون مصيرًا مجهولاً.
ساهم الطلاب الدوليون، بحسب جمعية NAFSA التعليمية، بما يناهز 43.8 مليار دولار للاقتصاد الأميركي خلال العام الدراسي الماضي، ودعموا أكثر من 378 ألف وظيفة. ويُخشى الآن من أن تؤدي هذه السياسات إلى هجرة المواهب العلمية إلى دول أخرى.
وأشار يو إلى أن بعض أكبر الابتكارات في الذكاء الاصطناعي – مثل نموذج "المحوّل" الذي يُشكّل أساس تقنيات "تشات جي بي تي"– جاءت من طلاب دوليين، من بينهم أشيش فاسواني وفويتشيك زاريمبا، مؤسس "OpenAI".
وحذّر يو من أن العديد من الباحثين والأكاديميين باتوا يُعيدون التفكير في بقائهم في أميركا، بما في ذلك باحثون في مؤسسات مرموقة مثل "غوغل" و"OpenAI".