أعلنت شركة ASML الهولندية، الرائدة عالميًا في صناعة معدات أشباه الموصلات، عن نتائج مالية مخيبة للآمال في الربع الأول من عام 2025، وسط حالة من عدم اليقين المتصاعدة بفعل القيود التجارية الأميركية الجديدة، التي تهدد مستقبل الطلب على معداتها المتطورة لصناعة الرقائق.
ورغم تحقيق الشركة صافي مبيعات بقيمة 7.74 مليار يورو، وهو رقم قريب من التوقعات البالغة 7.8 مليار يورو، فإن المؤشر الأهم للطلب، وهو صافي الحجوزات، جاء عند مستوى 3.94 مليار يورو، متراجعًا عن توقعات المحللين البالغة 4.89 مليار يورو، مما دفع أسهم الشركة للتراجع بنسبة 5% صباح الأربعاء.
وفي تصريحاته، أكد الرئيس التنفيذي كريستوف فوكيه أن الطلب لا يزال قويًا، مدعومًا بالتوسع المستمر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير نشره موقع "CNBC" واطلعت عليه "العربية Business".
لكنه أقر في الوقت نفسه بأن حالة عدم اليقين لدى بعض العملاء قد تدفع "ASML" إلى الحد الأدنى من توقعاتها لإيرادات العام بأكمله، والتي تتراوح بين 30 و35 مليار يورو.
وسلط فوكيه الضوء على المخاوف المتزايدة من أثر الرسوم الجمركية الأميركية، واصفًا إياها بأنها "تخلق واقعًا جديدًا من عدم اليقين" سواء على مستوى الاقتصاد الكلي أو في ما يتعلق باحتياجات السوق المستقبلي.
وأضاف: "إنها ديناميكية يجب مراقبتها بعناية شديدة".
في السياق نفسه، أشار بن بارينجر، محلل الأسهم في شركة كويلتر شيفيوت، إلى أن تأثير هذه الرسوم على "ASML" قد يكون واسع النطاق، إلا أنه أكد أن الوقت لا يزال مبكرًا لتحديد المسار الذي ستسلكه الشركة.
وقال: "ASML، مثل عملائها الكبار وعلى رأسهم TSMC، تسعى للحفاظ على علاقتها بجميع الأسواق العالمية. فهي تزود الجميع بالمعدات".
وتأتي نتائج "ASML" وسط تراجع عام في أداء أسهم شركات الرقائق على مستوى العالم خلال الأسبوعين الماضيين، بفعل مخاوف متزايدة من تداعيات الرسوم الجمركية التي يلوّح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي قد تعصف بسلسلة الإمداد العالمية في قطاع أشباه الموصلات.
وفي ظل هذه الأجواء المضطربة، أعلنت الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي إعفاءً مؤقتًا لبعض السلع، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحواسيب، من الرسوم الجمركية، لكن سرعان ما عاد الجدل بعد تصريحات متضاربة حول ما إذا كانت هذه الإعفاءات ستبقى سارية.
يُذكر أن وزارة التجارة الأميركية أعلنت هذا الأسبوع عن فتح تحقيق لأسباب تتعلق بالأمن القومي حول واردات تكنولوجيا أشباه الموصلات، وهو ما قد يمهّد لفرض تدابير تجارية إضافية.
كما كشفت شركة إنفيديا عن أنها قد تواجه رسوماً ربع سنوية تصل إلى 5.5 مليار دولار بسبب القيود الأميركية المفروضة على صادرات معالجاتها الرسومية H20 إلى الصين ودول أخرى.