شهد تطبيق المراسلة المشفر Signal قفزة هائلة في معدلات التنزيل بهولندا، متربعًا على عرش التطبيقات الأكثر تحميلًا على iOS وأندرويد خلال الأشهر الماضية.
هذه الطفرة غير المسبوقة تأتي في ظل تنامي المخاوف بشأن الخصوصية الرقمية، وسط تغيرات سياسية واقتصادية عالمية أثارت قلق المستخدمين الأوروبيين.
التطبيق، الذي اشتهر بتقديمه تجربة مراسلة آمنة دون تتبع البيانات، حقق خلال الأشهر الماضية نموًا غير مسبوق في هولندا تحديدًا، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
فبحسب بيانات منصة "AppFigures"، ارتفعت عمليات التنزيل من 22,000 في ديسمبر 2024 إلى 233,000 بحلول فبراير 2025، أي بزيادة 958%.
هذا الارتفاع اللافت يفوق بكثير ما شهدته دول أوروبية أخرى مثل بلجيكا أو السويد، ما يطرح تساؤلات حول أسباب الإقبال الهولندي تحديدًا.
تشير ميريديث ويتاكر، رئيسة شركة Signal، إلى أن الوعي المتزايد بأهمية الخصوصية الرقمية، إلى جانب انعدام الثقة في شركات التكنولوجيا الكبرى، كانا من العوامل الرئيسية وراء هذا النمو.
فمع إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأميركا، وتصاعد نفوذ شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى في السياسة، بدأت الأصوات الأوروبية تتعالى حول مخاطر الاعتماد على أنظمة اتصالات تسيطر عليها تلك الشركات.
يؤكد الخبراء أن المخاوف من تجسس الحكومات على البيانات لعبت دورًا كبيرًا في هذا التحول.
فبحسب ريجو زينجر، المستشار السياسي في مؤسسة "بتس أوف فريدوم"، فإن النقاش حول أمان المراسلات لم يعد مجرد حديث تقني، بل أصبح قضية سياسية كبرى.
وأضاف: "لم يعد الأمر متعلقًا فقط بأي تطبيق يجب أن نستخدم، بل بات السؤال: كيف نكسر هيمنة الشركات الأمريكية على بياناتنا؟".
يبدو أن التحول في هولندا قد يكون مقدمة لموجة أوسع في أوروبا.
فمع فرض الحكومات تشريعات جديدة تتعلق بالخصوصية، مثل إجبار "أبل" على إزالة التشفير التام من iCloud في المملكة المتحدة، تزداد الحاجة إلى بدائل أكثر أمانًا.
من جهتها، أكدت "Signal" أنها لن تتراجع عن موقفها، حتى لو اضطرت إلى مغادرة الأسواق التي تفرض قوانين تهدد خصوصية المستخدمين، كما صرحت ويتاكر مؤخرًا في مؤتمر RightsCon 25 في تايوان.
مع استمرار الجدل حول الخصوصية الرقمية، قد تكون هولندا مجرد البداية لموجة أوسع من التحول نحو التطبيقات التي تحترم بيانات المستخدمين.