آخر الأخبار

"أوبن إيه آي" تعلن تحولها إلى شركة ربحية ما معنى ذلك؟

شارك الخبر

عام 2015، تأسست "أوبن إيه آي"  كمشروع غير ربحي تحت مظلة منظمة "آوفرفيو" (Overview) التي كانت تضم كوكبة من رواد التقنية في العالم مثل إيلون ماسك وسام ألتمان. ولاحقًا عام 2019، توجه نظر مجلس إدارة الشركة بقيادة ألتمان إلى محاولة توليد الأرباح مع الحفاظ على حالتها كمشروع غير ربحي يهدف لتطوير العلم والذكاء الاصطناعي والحماية من مخاطره.

ومؤخرًا، أعلنت الشركة على لسان المدير التنفيذي نيتها التحول إلى حالة الربحية الكاملة فضلًا عن وصفه "أوبن إيه آي" بأنها غير اعتيادية، وهذه الأنباء جاءت بعد الإعلان عن تنحي ميرا موراتي التي كانت تشغل منصب المسؤول عن تكنولوجيا الشركة وتطويرها، وقد لحق بها اثنان آخران من مجلس الإدارة.

وقد أثارت مغادرة موراتي المفاجئة إلى جانب اثنين من أعضاء مجلس الإدارة تساؤلات عدة حول الشركة ومستقبلها والوضع الداخلي بمجلس الإدارة، خاصةً وأن الأخير حاول تنحية ألتمان ودفع موراتي لأخذ مكانه، ولكن سرعان ما عاد ألتمان بفضل ضغط "مايكروسوفت" فضلًا عن ظهور أخبار التحول إلى الربحية والبحث عن التمويلات الإضافية بعد موجة من الانتقادات للشركة متعلقة بأرباحها بسبب تكاليف بناء خوادم الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.

ورغم أن كل هذه الأمور تبدو مصادفة وغير مرتبطة ببعضها البعض، إلا أنها حدثت بشكل متتال يدفع الشركة إلى المكان ذاتها، التحول إلى الربحية والبحث عن الأرباح قبل كل شيء، فماذا يعني ذلك؟ وهل يختلف أسلوب الشركة مستقبلًا؟

التغيرات التي قد تطرأ على "أوبن إيه آي"

هناك بعض الاختلافات الواضحة بين الشركات غير الربحية والربحية، ولكن الاختلاف الأبرز يكمن في سياسة البحث عن الأرباح إلى جانب السيطرة الكلية على الشركة، فبينما لا تبحث الشركات غير الربحية عن الأرباح بشكل مباشر يجعل أعضائها أثرياء، لكنها تحقق بعض الأرباح من تقديم خدماتها المدفوعة والتقنيات التي طورتها، كما أن الشركات غير الربحية في العادة تقع تحت سيطرة مجلس إدارة غير ربحي بشكل مماثل.

كما تضع الشركات غير الربحية حدًا للأرباح التي يمكن أن تحققها والمكافآت والأسهم التي يحصل عليها المستثمرون فيها، وعند التحول إلى حالة الربحية فإن هذه القيود تنتهي تمامًا جاذبةً استثمارات عدة للشركة.

وفي بداية التغيرات التي قد تطرأ على الشركة ستكون إزالة السيطرة من يد مجلس الإدارة غير الربحي لتنتقل إلى مجلس الإدارة المعتاد، ورغم أن الشركة ستبحث عن الأرباح بالطرق المعتادة والمشروعة، فإنها لن تهمل دورها المجتمعي، وذلك عبر الحفاظ على شركة فرعية غير ربحية تحصل على نسبة من أرباح "أوبن إيه آي".

ويكمن أحد الاختلافات الأخرى في نسبة الأسهم التي يحصل عليها ألتمان، وفق تقرير "رويترز" عن الأمر، حيث ترتفع حصته في الشركة بشكل ملحوظ بعد هذا التحول، ويتزامن هذا مع جولة جمع التمويلات التي يقودها هو في محاولة لجمع 6.5 مليارات دولار تقريبًا، مما يضع قيمة الشركة عند 150 مليار دولار تقريبًا، وهو أمر متعلق بقدرة الشركة على تغيير هيكلها الإداري السابق.

مصدر الصورة
حصة ألتمان في "أوبن إيه آي" ترتفع بشكل ملحوظ بعد تحولها لشركة ربحية (أسوشيتد برس)

مخاوف أمنية

تزامن ظهور المخاوف الأمنية مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي من مختلف الشركات، وكانت حالة غير الربحية التي تحظى بها "أوبن إيه آي" بمثابة طوق أمان يمنعها من مطاردة أحلام اليقظة وبناء أنظمة ذكاء اصطناعي واعية.

ولكن مع خسارة طوق الأمان هذا، تعالت الأصوات المهاجمة المتخوفة من التقنية وما قد تؤول إليه مستقبلًا، وهو الأمر الذي عبر عنه ماسك مرارًا وتكرارًا، وبينما لم تصل الشركة بعد إلى هذا النموذج الذي يثير مخاوف العالم، إلا أن مهمتها كما أعلنت سابقًا هي تقديم نموذج ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً من البشر.

من جانب آخر، فإن سعي ألتمان خلف التمويل من الشركات التقنية العملاقة مثل "مايكروسوفت" و"آبل" وغيرها قد يحول أولوية الشركة إلى إرضاء المستثمرين وتقديم نماذج ذكاء اصطناعي لا تهتم كثيرًا بالخصوصية أو أمن البيانات دون وجود رقيب قادر على محاسبتها.

"أوبن إيه آي" تخسر المليارات

تشير التقارير السابقة إلى أن "أوبن إيه آي" قد تخسر هذا العام 5 مليارات دولار، بسبب تكلفة بناء خوادم الذكاء الاصطناعي المرتفعة وتكاليف التشغيل المستمرة لها، وربما كان هذا السبب الرئيسي الذي جعل الشركة تسعى خلف جمع التمويلات التي تتجاوز حاجتها هذا العام وربما تكفي للعام القادم أيضًا.

كما أوضحت التقارير والشائعات، التي ظهرت الأيام الماضية، أن التحول إلى الربحية كان شرطًا أساسيًا من أجل الحصول على التمويلات وإنقاذ الشركة من خسارة الأموال المستمرة، وهذا يتناسب مع تقرير بنك "باركليز" الذي كان يرى أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي مكلف وقد لا يقدم العائد المرجو منه.

مساعٍ أخرى لتوليد الأموال لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا