آخر الأخبار

العلاقة الخفية بين صحة الفم والإصابات الرياضية

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

ألم الأسنان وأمراض اللثة قد تؤثر على أداء الرياضيينصورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose

قد تلعب صحة الفم دورا محوريا في نجاح الرياضيين من عدمه. ألم الأسنان والتهابات اللثة لا تؤثر على الأسنان فقط، بل تمتد آثارها إلى العضلات والجهاز الدوري والجهاز التنفسي. هذه المشاكل تجعل العضلات أقل قدرة على التحمل وأكثر عرضة للإصابات مثل الشد أو التمزق. الالتهابات المزمنة تؤثر على سرعة شفاء الإصابات وتزيد من معدل التنفس أثناء الجهد البدني. حتى التركيز البصري والقدرة على اتخاذ القرارات السريعة أثناء اللعب تتأثر سلبًا بسبب تأثير سموم البكتيريا على الأعصاب والعين. في هذا المقال سنكشف عن العلاقة الخفية بين صحة الفم والإصابات الرياضية، ونقدم خطوات عملية للوقاية وتحسين الأداء.

العلاقة بين أمراض الأسنان والإصابات الرياضية

رغم وعي البعض من الرياضيين مازال الكثيرون من المحيطين بعالم الرياضة يجهلون أهمية صحة الفم، غير مدركين أن ألم الأسنان وأمراض اللثة لا تؤثر فقط على الأسنان نفسها، بل على الجسم بأكمله. وأظهرت الدراسات الحديثة أن التهابات الأسنان واللثة لا تقتصر آثارها على الأنسجة المحيطة بالأسنان، بل يمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز الدوري، الجهاز العضلي، الجهاز التنفسي ، والجهاز العصبي، مما يؤثر بشكل مباشر على الأداء الرياضي ويزيد من احتمال حدوث الإصابات.

وقد أظهرت دراسة ألمانية حديثة أجرتها جهة بحثية أكاديمية مرتبطة بجامعة في ألمانيا ونشرت في قسم الرياضات و العلوم MDPI/Sports ، والتي تناولت صحة الفم والأسنان لدى لاعبي كرة القدم المحترفين في الدوري الألماني الثالث، أظهرت أن متوسط مؤشر التسوس/الفقد/العلاج (DMFT) لدى فئة من لاعبي البوندسليغا 3 يتراوح بين 3.4 و 3.6، بينما كان معدل نزيف اللثة 18%، ما يشير إلى أن غالبية اللاعبين يعانون بعض المشكلات التي أبلغ عنها 15% منهم، و لكن هذا لا ينفي انهم يتمتعون بصحة فموية جيدة.


تأثيرات بالجملة.. من الفم إلى الجسم


اصابة اللثة و الأسنان يزيد في احتمالية اللإصابات مثل الشد العضلي أو التمزق. صورة من: JACOPIN/BSIP/picture alliance

أظهرت الدراسات أن تدفق البكتيريا من الأسنان واللثة المصابة إلى الدم يسبب تلاصق الصفائح الدموية داخل الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تضييق الشرايين وتقليل تدفق الدم الغني بالأكسجين والمواد الغذائية إلى العضلات. هذا النقص في التغذية يضعف العضلات ويجعلها أكثر عرضة للإصابات مثل الشد العضلي أو التمزق. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الالتهاب المزمن على سرعة شفاء الإصابات؛ فالرياضي الذي يعاني من مشاكل الفم قد تتأخر عملية تعافي مفصل الركبة أو أي إصابة أخرى مقارنة بزملائه الذين يتمتعون بصحة فموية سليمة. كما أن انتقال البكتيريا إلى الدم والرئتين يزيد من احتمالية إصابة الرياضي بعدوى الجهاز التنفسي، كما أن ضيق الأوعية الدموية يقلل من كمية الأوكسجين المتاحة، ما يرفع معدل التنفس ويزيد من إجهاد الرياضي.

علاوة على ذلك، تؤثر التهابات الفم على الأعصاب القريبة من الفك، مسببة صداعًا شديدًا يشتت التركيز، وقد تتأثر العين أيضًا نتيجة سموم البكتيريا، مما يقلل من حدة الرؤية والقدرة على تقييم المواقف واتخاذ القرارات السريعة أثناء المباريات.

ضرس قد يهدد مسيرة رياضي

وتظهر الدراسات والأبحاث الحديثة أن مشاكل الأسنان والتهابات اللثة في عالم الرياضيين المحترفين، قد تؤثر بشكل ملموس على أدائهم ومستوى لياقتهم البدنية. كما سبق وذكرنا بأن دراسة شملت لاعبين ألمان أفادت أن الكثير منهم يعانون من مشاكل الأسنان والتسوس.

و في وقت سابق أظهرت الفحوصات خلال دورة الألعاب الأولمبية أن نسبة كبيرة من الرياضيين في رياضات مختلفة كانوا مصابين بالتهابات اللثة وتسوس الأسنان رغم التزامهم بالنظافة الفموية الجيدة، وفيهم من تحدث أن صحة الفم أثرت سلبًا على تدريبه وأدائه. ومن بين الرياضيين الذين تحدثوا عن تجربتهم كانت العداءة الفنلندية أولمبية في حواجز 100 متر أنيماري كورتي، والتي قالت :" صحة الفم هامة و تؤثر على الأداء الرياضي، غريب عدم اهتمام الهيئات الرياضية بهذا الجانب". وفي ألمانيا عانى جمال موسيالا لاعب كرة القدم الدولي الألماني ونجم بايرن ميونيخ من إصابات عضلية متكررة، تبيّن لاحقًا أنها كانت مرتبطة بعدوى في ضرس العقل.

توضح هذه النتائج أن صحة الفم ليست مجرد مسألة تجميلية، بل عامل أساسي في الأداء الرياضي وسلامة الرياضيين، وأن إهمال علاج مشاكل الأسنان واللثة قد يؤدي إلى إصابات متكررة وتأثير سلبي على القدرة البدنية والفنية، مما يجعل الفم نقطة أساسية في استراتيجية الوقاية والتدريب لدى الرياضيين المحترفين. الحفاظ على صحة الأسنان واللثة من خلال التنظيف المنتظم وزيارات الطبيب، بالإضافة إلى التغذية السليمة، يعد من العوامل المهمة للحفاظ على أداء الرياضيين وتقليل الإصابات.

تحرير: ع.ج.م

DW المصدر: DW
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا