في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في زمن امتلأ بالمواهب الهجومية والنجوم اللامعين كان هناك مدافع لا يبحث عن الأضواء، بل يصنع المجد من الظل، إنه الصربي نيمانيا فيديتش القائد الذي حوّل الصلابة إلى فن والخشونة إلى رمز للشجاعة.
وُلد فيديتش في مدينة أوزيتشي بيوغسلافيا السابقة عام 1981 في فترة صعبة عاشتها بلاده تحت وطأة الحرب، وسط تلك الظروف القاسية وجد الطفل الهادئ عزاءه في كرة القدم، فانضم إلى ريد ستار بلغراد ليبدأ رحلة المجد من هناك.
وفي الـ14 من عمره لفت فيديتش الأنظار بصلابته الدفاعية وقوته البدنية، ليصعد بسرعة في فئات النادي السنية، لكن مسيرته كادت تتوقف مبكرا بعد وفاة زميله وصديقه المقرب فلاديمير ديميتريفيتش أمام عينيه خلال حصة تدريبية عام 2001، حادثة هزته بشدة وجعلته يفكر في اعتزال كرة القدم.
لكنه حوّل حزنه إلى دافع للاستمرار، وتجاوز المأساة ليقود فريقه نحو لقب كأس يوغسلافيا، ثم إلى الثنائية المحلية، مرتديا شارة القيادة ومثبتا أنه وُلد ليكون قائدا.
بعد تألقه مع ريد ستار انتقل فيديتش إلى سبارتاك موسكو عام 2004 في صفقة جعلته أغلى مدافع في تاريخ الدوري الروسي الممتاز، لكنه لم يبق طويلا هناك، إذ لفت أنظار السير أليكس فيرغسون الذي ضمه إلى مانشستر يونايتد في ديسمبر/كانون الأول 2005 مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني، متفوقا على ليفربول غريمه التقليدي في سباق التوقيع معه.
لكن بداية المدافع الصلب في إنجلترا كانت صعبة، إذ احتاج إلى بعض الوقت للتأقلم مع سرعة الدوري الإنجليزي، لكنه سرعان ما أصبح إحدى أهم ركائز الفريق الدفاعية.
مع وصوله إلى مانشستر بدأت شراكة دفاعية تُعد من الأفضل في تاريخ الدوري الإنجليزي بينه فيديتش وريو فرديناند، كان الأخير الأنيق بالكرة، في حين فيديتش هو الصخرة التي لا تهتز، وكوّن الاثنان معا جدارا منيعا لا يمكن تجاوزه.
وبفضل هذه الثنائية عاش مانشستر يونايتد واحدة من أزهى فتراته محققا 5 ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا عام 2008، إلى جانب بطولات محلية وأوروبية أخرى.
وفي عام 2010 تولى فيديتش شارة قيادة مانشستر يونايتد، وعُرف عنه الحزم والانضباط والروح القتالية، وكان مثالا للمدافع القائد الذي لا يساوم داخل الملعب.
وشارك فيديتش في 211 مباراة بالدوري الإنجليزي، وحافظ على نظافة شباكه في 95 منها، ليبقى رمزا للانضباط والقوة الدفاعية التي لا تُنسى.
بعد 8 سنوات من المجد رحل فيديتش عن مانشستر يونايتد عام 2014، منتقلا إلى إنتر ميلان في تجربة قصيرة، قبل أن يعلن اعتزاله في عام 2016.
وعند إعلان رحيله قال المدافع الصربي "النادي الوحيد الذي تمنيت اللعب له في إنجلترا هو مانشستر يونايتد".
نيمانيا فيديتش لم يكن مجرد مدافع، بل روحا قتالية تجسدت في جسد لاعب كرة بصرامته وجرأته وقدرته على تحويل الألم إلى طاقة وانتصار، وأصبح رمزا في أولد ترافورد واسمه محفورا في ذاكرة الجماهير الحمراء إلى الأبد.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة