The day Franco Baresi retired from football 🥹 pic.twitter.com/SKSnBdpfRL
— 90s Football (@90sfootball) September 2, 2025
يُعتبر فرانكو باريزي أحد أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم الإيطالية والعالمية، ورمزًا للقيادة والانضباط والولاء، فقد صنع لنفسه مكانة خالدة في ذاكرة الجماهير، ليس فقط بفضل مهاراته الدفاعية الفذة، بل بفضل شخصيته القيادية وروحه القتالية التي ألهمت أجيالا كاملة من اللاعبين.
ويتجلى إرث باريزي في دفاعه الرشيق والذكي ودوره كمنظم دفاعي والتزامه مدى الحياة مع ناد واحد، هو "ميلان" الذي حجب قميصه رقم 6 كعرفان لذلك.
وُلد باريزي في 8 مايو/أيار 1960 في بلدة ترافاجلياتو شمالي إيطاليا، ونشأ شغوفا بكرة القدم رغم رفض إنتر ميلان له في بداياته، قبل أن يجد فرصته الحقيقية في أكاديمية ميلان وهو في 14 من عمره.
وشارك لأول مرة مع الفريق الأول عام 1977 بعمر 17 عاما فقط، وسرعان ما أثبت أنه مختلف عن غيره بقدرته على قراءة اللعب وتمركزه المثالي في الخط الخلفي.
وقضى باريزي كامل مسيرته الاحترافية مع ميلان، مما يعكس ولاءه النادر في عالم كرة القدم الحديثة، فهو لم يترك الفريق حتى في أصعب فتراته عندما هبط إلى الدرجة الثانية، بل بقي قائده ودرعه الواقية حتى عودته إلى القمة.
في عام 1982 تولى شارة القيادة بعمر 22 عامًا فقط، ليقود عملية النهوض الكبرى التي حولت ميلان من نادٍ متعثر إلى قوة أوروبية لا تُقهر.
بلغت مسيرة باريزي ذروتها تحت قيادة المدرب أريغو ساكي في أواخر الثمانينيات عندما قدّم ميلان كرة قدم حديثة قائمة على الضغط الجماعي والدفاع المتقدم، وكان باريزي قلب هذا النظام النابض بتنظيمه وخبرته وتمركزه المثالي.
وقاد الفريق لتحقيق إنجازات تاريخية، أبرزها التتويج بكأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا) 3 مرات، بينها مرتان متتاليتان عامي 1989 و1990، وحقق أيضا 6 ألقاب في الدوري الإيطالي و3 ألقاب بكأس السوبر الأوروبي في فترة وُصفت بأنها "الحقبة الذهبية لميلان".
على الصعيد الدولي، كان باريزي عامود الدفاع الإيطالي لسنوات طويلة، إذ شارك في 3 نسخ من كأس العالم، وقدم أداء استثنائيا في نسخة 1994 رغم إصابته الخطيرة.
كما شكل باريزي جزءا من تشكيلة إيطاليا التي فازت بكأس العالم عام 1982، وقاد المنتخب إلى نهائي عام 1994، قبل أن ينتهى المطاف بالخسارة بركلات الترجيح أمام البرازيل.
لم يكن باريزي مجرد مدافع، بل قائدا بالفطرة وقدرته على تحفيز زملائه واحتوائهم داخل الملعب وخارجه، وكان قدوة حقيقية لنجوم الجيل اللاحق مثل باولو مالديني، وعندما اعتزل عام 1997 قرر ميلان حجب الرقم 6 تكريما لإرثه الكبير، وهي لفتة لا تُمنح إلا للعظماء الذين يصنعون التاريخ.
وبعد اعتزاله، ظل باريزي مرتبطا بميلان من خلال العمل في أكاديمية النادي وسفيرا رسميًا له، كما شارك في مبادرات خيرية لدعم الأطفال والتعليم من خلال الرياضة، وبقي اسمه مرادفًا للولاء والانضباط والاحتراف ورمزًا لروح الدفاع الإيطالي التي لا تنكسر.