عادة ما تكون مرائب السيارات في مراكز تدريب أندية أوروبا الكبرى لكرة القدم مليئة بالسيارات الفارهة، لكن لاعب أرسنال وبرشلونة السابق هيكتور بيلرين يفضل استخدام الدراجات على السيارات ذات الأربع عجلات.
ويختار الإسباني بيلرين، الذي يلعب الآن في ريال بيتيس حاليا، الذهاب للنادي بالدراجة أو استخدام وسائل النقل العامة وهو ما يشكل جزءا من عزمه على تجنب المادية واستخدام مكانته الرياضية لتعزيز الاستدامة.
وقال بيلرين، الذي تم اختياره، الاثنين، بطلا عالميا في جوائز هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) للرياضة الخضراء: سيكون
من الأسهل ركوب سيارة أجرة. أعلم أنني أملك أفضلية ومزية، لكن نحن بحاجة إلى مدن أكثر خضرة بعدد أقل من السيارات.
ولا يمثل هذا اللاعب الإسباني (30 عاما) لاعب كرة القدم التقليدي. إذ أنه يستغل متابعيه الكُثر على مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على تأثير تغير المناخ على الرياضة، ويحاول تشجيع متابعيه على أن يكونوا مستهلكين أكثر التزاما بالأخلاق.
وأبلغ (بي.بي.سي): أشعر أن السلطة تصاحبها مسؤولية. في كل مرة يضع أحدهم ميكروفونا بجانبك، تُتاح لك فرصة للتحدث عن القضايا وإثارة حوار.
وتربى بيلرين، المولود على ساحل برشلونة، على الشغف بالبيئة منذ صغره وينسجم أسلوب حياته مع قيمه. فهو نباتي حتى أنه يشتري ملابسه من متاجر الملابس المستعملة.
وقال: الأمر يتعلق بمنح ما تستهلكه حياة جيدة وعند الانتهاء منه أمنحه حياة أخرى. نتعرض باستمرار لوابل من الإعلانات التي تُولد شعورا زائفا بالحاجة.
وانضم بيلرين إلى أكاديمية أرسنال وعمره 16 عاما تحت أعين الفرنسي أرسين فينغر - المدرب الذي يقول إنه ساعده في غرس قيم جيدة.
وقال عن فينغر: تعلمت الكثير منه - لم أركز على الاستدامة في حد ذاتها لأنني أشعر أن هذه الكلمة في الوقت الحاضر لها دلالات واضحة للغاية، لكن أكثر حول طريقة شمولية للحياة، وأعتقد أن الاستدامة تأتي في هذا السياق.
وقد تتعارض طريقة تفكيره في كثير من الأحيان مع العديد من الأشخاص في صناعة غير مرتبطة بالنشاط البيئي، لكن بدلا من الوعظ وإلقاء الخطب، يفضل بيلرين إجراء مناقشات جادة.
وقال عن محادثاته المفعمة بالحيوية مع زملائه: أنا شخص يضيف شيئا مختلفا للطاولة. نجري نقاشات وأحيانا أغضب. لكنهم يحترمونني وينصتون إليّ. أتعلم منهم أيضا. خاصة عندما يفكر الناس بطريقة مختلفة تماما عني، يساعدني ذلك على رؤية العالم بطرق جديدة.
ويقول بيلرين إن انضمامه إلى ريال بيتيس كان خيارا طبيعيا، إذ تعمل مؤسسة "فوريفر جرين" التابعة للنادي على تعزيز المبادرات الصديقة للبيئة. فقميص النادي مصنوع من الطحالب ولب الخشب والبلاستيك المُعاد تدويره بينما تُستخدم شباك الصيد المُهملة في بناء مقاعد المدرجات.
وأضاف اللاعب الإسباني: بيتيس ليس مجرد ناد لكرة القدم بل مساحة يزدهر فيها الناس ويحصلون على الدعم ويشعرون أنهم جزء من كيان أكبر. إن الانتماء إلى هذا الكيان يُعد إنجازا رائعا بشكل لا يُصدق.