في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
لم تكن مسيرة أليكس دي سوزا مجرد رحلة لاعب موهوب عبر المستطيل الأخضر، بل كانت قصة صراع متواصل بين العبقرية الكروية والخيانات، وإنجازات صنعت التاريخ، وتجاهل صادر حقه في التكريم، ليبقى واحدا من أكثر النجوم تعرضا للظلم في كرة القدم الحديثة.
وُلد أليكس دي سوزا في 14 سبتمبر/أيلول 1977 بمدينة كوريتيبا البرازيلية، ونشأ بين الأزقة الشعبية حيث بدأت موهبته تتفتح سريعا مع الكرة. ولم يكن مجرد لاعب وسط عادي، بل كان عقلا كرويا متّقدا جمع بين الرؤية الإبداعية واللمسة الحاسمة أمام المرمى.
ومنذ بداياته مع كوريتيبا ثم بالميراس، ظهرت موهبته الاستثنائية التي جعلت الصحافة البرازيلية تصفه بأنه "العقل المدبر الجديد" لكرة السامبا.
انتقل أليكس في أوج عطائه إلى بارما الإيطالي، لكنه وجد نفسه في مواجهة نزاعات قانونية غامضة انتهت بحرمانه من اللعب، وكأن مسيرته قد توقفت قبل أن تبدأ.
ومع أن ذكاءه أنقذه مؤقتا بخدعة قانونية فضحت النادي، إلا أن قضية بارما طاردته طويلا، حتى وصلت إلى حد تزوير توقيعه لمنعه من ممارسة كرة القدم.
وسط الظلام، ولد الأمل من جديد وعاد أليكس إلى كروزيرو البرازيلي، ليكتب الفصل الأجمل في مسيرته. ففي عام 2003، قاد الفريق لثلاثية تاريخية (الدوري البرازيلي، كأس البرازيل، بطولة مينيرو) مسجلا 39 هدفا ومقدما 40 تمريرة حاسمة في موسم واحد. وهذه الأرقام جعلت منه أحد أبرز لاعبي الوسط في العالم، لكن غياب التقدير الدولي حرمه من أي ترشيح للكرة الذهبية.
انتقل أليكس إلى تركيا ليكتب فصلا خالدا مع فنربخشة، وقاده إلى ألقاب الدوري والكأس، وسجّل أهدافا حاسمة جعلته ثاني أفضل هداف في تاريخ النادي وأفضل صانع أهداف على الإطلاق.
وحظي بحب جماهيري لا يُضاهى تُرجم إلى تمثال نُصب أمام ملعب النادي، لكنه غادر بعد خلافات إدارية مؤلمة أنهت مسيرته مع الفريق رغم كل إنجازاته.
رغم موهبة أليكس، لم تُنصفه مسيرته الدولية فاكتفى بخوض 47 مباراة وسجل 12 هدفا بقميص السامبا، وكان أحد أفراد منتخب البرازيل المتوّج بكوبا أميركا 1999.
ولكن صدمته الكبرى جاءت عندما استبعده المدرب لويز فيليبي سكولاري من قائمة كأس العالم 2002، وهو القرار الذي حرمه من المشاركة في أكبر محفل كروي رغم جاهزيته وتألقه ليبقى هذا الغياب الجرح الأكبر في مسيرته، وظل يلاحقه حتى بعد اعتزاله.
وعقب الاعتزال، اتجه أليكس إلى مجال التدريب والتحليل الكروي، محاولا نقل خبراته ورؤيته الفنية إلى الأجيال الجديدة.
ورغم أن الألقاب الفردية لم تنصف أليكس دي سوزا، لكن إرثه ظل حاضرا لدى الجماهير التي شاهدت سحره في الملعب، سواء في البرازيل أو تركيا.