في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في عالم الرياضة، تُكتب أعظم القصص عادة من رحم المعاناة، بينها قصة يوسين بولت ، أسطورة العدو الجامايكي وأسرع رجل في التاريخ. إنها ليست مجرد حكاية عن أرقام قياسية وألقاب أولمبية، بل هي رواية إنسانية ملهمة عن التحدي والانتصار على قيود الجسد.
ولد بولت وهو يعاني من الجنف -انحناء غير طبيعي في العمود الفقري- جعله يعيش مع آلام مزمنة في الظهر منذ مراهقته.
وكانت حالته تجعل إحدى ساقيه تبدو أقصر من الأخرى، وهو ما أثّر على توازنه وخطوته وأدخله في دوامة الإصابات العضلية المتكررة.
وبالنسبة لعدّاء يعتمد على التناغم الجسدي والتماثل في الحركة، كان هذا أشبه بحكم مبكر بالنهاية.
ومع دخوله عالم الاحتراف، تحولت آلام الظهر إلى عائق يومي، وكان يفقد بعض البطولات بسبب الإصابات، ويخوض تدريباته وهو يعرف أن جسده لا يتجاوب مثل الآخرين.
لكن بولت لم يستسلم وقرر أن يجعل من الجنف نقطة انطلاق لا نقطة انهيار، فاختار نهجا مختلفا، يقوم على الذكاء والعلاج المستمر بدلا من القوة الغاشمة.
استعان بولت بفريق طبي متخصص صمم له برنامجا استثنائيا للتعامل مع حالته، شمل:
ومع الوقت، لم يعد الألم هو المسيطر بل أصبح محفزا يدفعه للانضباط والتطوير.
تحول بولت من شاب مهدد بالإصابات والإحباط إلى أسطورة عالمية خالدة، وصعد من معاناة الظهر المزمنة إلى منصات التتويج، ليحصد 8 ميداليات ذهبية أولمبية ويصبح أول عدّاء في التاريخ يحقق ثلاثية ذهبية متتالية في 3 دورات أولمبية (بكين 2008، لندن 2012، ريو 2016).
وإلى جانب ذلك، حطم الأرقام القياسية العالمية في سباقات 100 متر (9.58 ثوان) و200 متر (19.19 ثانية) و4×100 متر، وهي أرقام صمدت أمام أجيال كاملة من العدّائين ولم يقترب منها أحد حتى اليوم.
وبعد اعتزاله، واصل بولت رسالته في الإلهام عبر نشر الوعي بأهمية الرعاية الجسدية والوقاية من الإصابات، والاستماع لرسائل الجسد، وأثبت أن العوائق الجسدية ليست نهاية الطريق فقد تكون نقطة الانطلاق نحو أعظم الإنجازات.