قبل المباراة بيوم واحد كتبت الصحف الألمانية، غداً سوف نسجل 7 أهداف في العرب🤔
و تفجر الجزائر المفاجأة و تفوز 1/2 على ألمانيا في كأس العالم 1982. https://t.co/LhWzQDTdu1 pic.twitter.com/A7jNcExmbA— حكواتي كووورة (@bolt3456) January 4, 2025
شهدت نهائيات كأس العالم 1982 التي احتضنتها إسبانيا ملحمة كروية عربية لا تزال عالقة بالأذهان حتى الآن عندما فجر المنتخب الجزائري أكبر المفاجآت وهزم حامل اللقب المنتخب الألماني (2-1) في مستهل منافسات المجموعة الثالثة.
ففي 16 يونيو/حزيران 1982، وعلى ملعب مدينة خيخون، حققت الجزائر فوزا تاريخيا على ألمانيا ليكون الانتصار هو الثاني للعرب في تاريخ المونديال بعد فوز تونس على المكسيك في 1978، والأول على منتخب أوروبي متوج باللقب.
وسطع نجم اللاعب الجزائري لخضر بلومي بشكل لافت في مباراة ألمانيا بعد أن صنع الهدف الأول لزميله رابح ماجر وأحرز الهدف الثاني، ليكتب اسمه بأحرف ذهبية ويمنح بلاده شرفا كبيرا كان سيتواصل على امتداد مراحل البطولة لولا المؤامرة التي حبكت خيوطها النمسا وألمانيا لإقصاء الجزائر من الدور الأول.
يعدّ لخضر بلومي المولود في مدينة معسكر يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 1958، أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة الجزائرية والأفريقية، ونحت مسيرة ملهمة للكثير من الأجيال اللاحقة.
لم تكن نشأة بلومي في عائلة بسيطة وبيئة كان والده يشتغل فيها في أعمال الزراعة لتوفر له المناخ المناسب للسير على طريق النجومية، لكن موهبته الكروية بدأت منذ نعومة أظفاره عندما التحق بأشبال أولمبي معسكر في بداية السبعينيات من القرن الماضي.
وفي سن الـ16 وجد بلومي نفسه مع الفريق الأول لنادي معسكر بعد أن انبهر المدرب بإمكانياته الفنية، وقرر منذ ذلك الوقت ضمه للفريق الأول.
بعد ذلك بعام واحد، وفي موسم 1974ـ1975 وقع بلومي أول عقد لاحتراف كرة القدم بعمر 17 عاما، وانضم إلى نادي صفاء الخميس حيث حمل ألوانه لمدة موسم واحد كان كافيا ليتم استدعاؤه لمنتخب الجزائر للشباب.
انضم لخضر بلومي في عام 1977 لنادي غالي معسكر ليذهل المتابعين ويثير أطماع الأندية الكبرى قبل أن يظفر مولودية وهران بخدماته بعد أن أبهر المدرب سعيد عمارة.
كان انتقال النجم الواعد إلى وهران بمثابة المنعرج الفارق في مسيرته آنذاك، إذ توج في موسمه الأول بلقب هداف الدوري الجزائري وحظي بأول دعوة لتعزيز صفوف المنتخب الجزائري الأول وهو لم يتجاوز الـ19 من العمر وذلك عندما أثار إعجاب المدرب الكبير رشيد مخلوفي.
وخاض بلومي أول مباراة بألوان منتخب محاربي الصحراء يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 1978 في مباراة ودية حسمها التعادل (1ـ1) ضد منتخب ملاوي.
واستمرت أسهم نجم الكرة الجزائرية الجديد في الصعود بسرعة، فرغم وجود العديد من الأسماء البارزة في الساحة الكروية مثل محمد قاسي سعيد ورابح ماجر وغيرهما، فإنه استطاع أن يستأثر بالأضواء ويتحول إلى أيقونة الجزائر الأول.
وخاض بلومي الجزء الأكبر من مشواره الاحترافي بين فريقي غالي شباب معسكر ومولودية وهران، ولعب في كلا الفريقين في أكثر من مناسبة، كما حمل ألوان مولودية الجزائر واتحاد بلعباس، قبل أن ينهي مسيرته في نادي معسكر عام 1998 بعمر 39 عاما وبضعة أشهر.
رغم تتويجاته الجماعية والفردية العديدة، بقيت مشاركة لخضر بلومي مع الجزائر في كأس العالم 1982 بإسبانيا الحدث الأعظم والأكثر رسوخا في الأذهان.
كان بلومي في تلك النسخة واحدا من نجوم المونديال دون منازع، واستطاع أن يقود منتخب بلاده للفوز 2ـ1 على ألمانيا حاملة اللقب في مباراة اعتبرها الكثير من الخبراء إحدى المواجهات الراسخة في تاريخ البطولة.
سجل بلومي هدف الانتصار بعد أن كان منح رابح ماجر التقدم للجزائر أمام كارل هاينتس رومينيغه والحارس هارالد شوماخر وبيار ليتبارسكي وبول برايتنر.
وفي حديث سابق للجزيرة نت، كشف بلومي أسرارا من تلك المباراة المشهودة، وقال إن منتخب الجزائر سافر إلى إسبانيا من أجل رفع الراية الوطنية، ولم يكن اللاعبون والمدرب يفكرون على الإطلاق في أسماء المنتخبات التي سيلعبون ضدها مثل ألمانيا والنمسا وتشيلي.
وأضاف "قبل مواجهة ألمانيا في افتتاح مشاركتنا، كانت تحضيراتنا تليق بالمناسبة، لم نترك أمرا للصدفة، الألمان تكلموا كثيرا قبل المباراة وسخروا من منتخبنا وقالوا إنهم سيسجلون الكثير من الأهداف وغيرها، لكن ذلك زاد من رفع معنوياتنا، والحمد لله فزنا عليهم، وكان أول انتصار لمنتخب عربي وأفريقي على بطل للعالم".
ورغم فوز الجزائر على ألمانيا وتشيلي، فإنها غادرت المونديال من الدور الأول بعد مؤامرة مكشوفة قامت بها ألمانيا لمنح النمسا بطاقة الدور الثاني.
وخلال مشواره المذهل، أصبح لخضر بلومي أحد النجوم الذين ابتكروا بعض الحركات الفنية المذهلة، إذ كان أول من صنع التمريرة الخفية (أو التمريرة العمياء) التي تتمثل في تمرير الكرة بشكل دقيق مع النظر عكس اتجاهها لخداع الخصم، ولا يزال الكثير من مشاهير الكرة ينقلونها حتى الآن.
وبعد اعتزاله كرة القدم، خاض غمار التدريب مع مولودية وهران ونادي أم صلال القطري بجانب غالي شباب معسكر الذي كان آخر محطة تدريبية له في 2018.