آخر الأخبار

تنافس على سوق الذكاء الاصطناعي بين شات جي بي تي وجيميناي

شارك
السباق على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي على أشده. صورة من: Alexander Limbach/Zoonar/picture alliance

منافسة محتدمة رأساً برأس: حسب تقارير وسائل الإعلام تخطط أوبن إيه آي (OpenAI) لإصدار نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي والذي يقال إنه يتفوق على جيميناي 3 (Gemini 3) في التقييمات الداخلية. هذا ما أوردته مجلة the decoder الإلكترونية نقلاً عن مصادر مطلعة في القطاع.

في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي قدمت شركة ألفابت (Alphabet) أحدث إصدراتها من الذكاء الاصطناعي . تفوق جيميناي 3 في بعض المجالات على شات جي بي تي، نموذج الذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي، في اختبارات الأداء القياسية المعتادة في هذا القطاع. وكان ذلك بمثابة صدمة لشركة أوبن إيه آي. منذ عام 2022، كانت الشركة تتصدر السباق في مجال الذكاء الاصطناعي بعد أن أذهلت الجمهور في عام 2022 بنموذجها للذكاء الاصطناعي شات جي بي تي. كان ذلك انتصاراً على شركة ألفابت العملاقة، التي كانت تعتبر حتى ذلك الحين رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتبع ذلك سباق على الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي . ولم يعد من الواضح ما إذا كانت أوبن إيه آي لا تزال تتمتع بأي تفوق.

وكانت ردود الفعل في شركة أوبن إيه آي قوية للغاية: وحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن the informant أبلغ سام ألتمان، رئيس أوبن إيه آي، موظفيه في مذكرة داخلية أنه أعلن "الرمز الأحمر". وطلب من الموظفين التركيز على شات جي بي تي على حساب المنتجات الأخرى.

أعلن سام ألتمان حالة "الطوارئ القصوى" لشركته بعد إطلاق Gemini 3صورة من: Rodrigo Reyes Marin/ZUMA Press Wire/picture alliance

ما ميزة جيميناي؟

"لم يعد الأمر يتعلق فقط بتطوير أفضل النماذج، بل أصبح يتعلق أيضاً بالوصول إلى قوة الحوسبة وإمكانية تحقيق الإيرادات"، كما يقول أدريان كوكس، المحلل في وحدة الدراسات السوقية في بنك "دويتشه بنك" الألماني، Deutsche Bank Research. ويضيف: "كانت أوبن إيه آي في الصدارة في البداية لأن الشركة كانت تمتلك أفضل النماذج لمدة عام إلى عامين بعد إطلاق شات جي بي تي".

لكن اليوم هناك نماذج أخرى تلحق بالركب لتنافس وتتمتع بميزة إضافية تتمثل في ارتباطها بشركات كبيرة كما هو الحال مع جيميناي، كما يقول المحلل أدريان كوكس. ويضيف: "لديها إمكانيات توزيع هائلة بفضل قاعدة مستخدمين ضخمة ومتكاملة بالفعل عبر الإنترنت، بالإضافة إلى قدرات حوسبة هائلة من خلال الوصول إلى العديد من مراكز البيانات".

وحسب سام ألتمان، رئيس أوبن إيه آي، لا يزال لدى شات جي بي تي ChatGPT أكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعياً.

في المقابل يمكن لشركة ألفابت استخدام ذكاءها الاصطناعي جيميناي 3 منذ البداية في محرك البحث الذي لا يزال يمثل أكبر مصدر للربح. وحسب ما ذكره سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، يصل عدد مستخدمي تطبيق جيميناي إلى أكثر من 650 مليون مستخدم شهرياً. وأضاف: "يستخدم أكثر من 70 في المائة من عملاء السحابة الذكاء الاصطناعي الخاص بنا وقد عمل 13 مليون مطور مع نماذجنا التوليدية، وهذا مجرد جزء صغير من التأثير الذي نشهده".

بينما تمتلك غوغل العديد من الفرص لجني الأرباح والإيرادات إلى جانب الذكاء الاصطناعي ، ليس لدى أوبن إيه آي غير نماذج الذكاء الاصطناعي لتحقيق الإيرادات.صورة من: Jaque Silva/NurPhoto/picture alliance

أوبن إيه آي والخسائر

بينما تمتلك غوغل العديد من الفرص لجني الأرباح والإيرادات إلى جانب الذكاء الاصطناعي ، ليس لدى أوبن إيه آي غير نماذج الذكاء الاصطناعي لتحقيق الإيرادات. تكسب أوبن إيه آي حالياً من المشتركين الذين يشترون حق الوصول إلى أحدث إصدارات شات جي بي تي كما تدفع الشركات مقابل دمج منتجات أوبن إيه آي (OpenAI) في تطبيقاتها أو شراء حلول جاهزة من الشركة. بالإضافة إلى ذلك تقوم مايكروسوفت (Microsoft) التي استثمرت بكثافة في أوبن إيه آي بدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها. على الرغم من هذه الإيرادات يبدو أن OpenAI لا تحقق الأرباح. على الأقل هذا ما نقلته وسائل الإعلام عن سام ألتمان.

لا تنشر أوبن إيه آي أرقام المبيعات أو الأرباح. لكن في الصيف أعلنت الشركة للمستثمرين أن عام 2030 سيكون أول عام تحقق فيه أرباحاً، كما قال المحلل الاقتصادي أدريان كوكس في حواره مع DW.

يتبنى بنك إتش إس بي سي (HSBC) وجهة نظر أقل تفاؤلاً بشأن الوضع التجاري لشركة أوبن إي آي، كما أوضحت صحيفة Financial Times. وحسب تقرير الصحيفة، قد تصل المبيعات إلى 213 مليار دولار بحلول عام 2030. ولكن حتى لو تمكنت أوبن إي آي من زيادة مبيعاتها فإن التكاليف ترتفع باستمرار، مما سيؤدي في النهاية إلى خسارة تزيد عن 70 مليار دولار، حسب تقديرات بنك إتش إس بي سي (HSBC).

من بين الأشياء المكلفة مراكز البيانات الضخمة اللازمة للذكاء الاصطناعي. ويستفيد من ذلك مصنع رقائق الذكاء الاصطناعي نفيديا.صورة من: La Nacion/ZUMA/picture alliance

استثمارات بمئات المليارات

وهنا تكمن المشكلة. لكي تتصدر السباق نحو القمة يلزم استثمار مئات المليارات، خاصة في مراكز البيانات التي يتم فيها تدريب الذكاء الاصطناعي . في حين أن غوغل يمكنها الاعتماد على إيراداتها من مجالات أخرى، ليس لدى أوبن إي آي هذه الميزة.

في هذا العام وحده تعتزم غوغل استثمار ما يصل إلى 93 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي وحده. ومن المتوقع أن يشهد العام المقبل "زيادة كبيرة" في حجم الاستثمارات. بلغت مبيعات ألفابت (Alphabet)، الشركة الأم لشركة غوغل أكثر من 100 مليار دولار أمريكي في الربع الأخير. وقد جلبت الإعلانات المرتبطة بمحرك البحث الخاص بها الكثير من الأموال. كما أن أعمال السحابة الإلكترونية تسير على ما يرام الآن.

بالإضافة إلى ذلك طورت المجموعة رقائق ذكاء اصطناعي خاصة بها تُستخدم في مراكز بيانات غوغل، مما يجعل تطوير الذكاء الاصطناعي أقل اعتماداً على رقائق شركة نفيديا (Nvidia) باهظة الثمن. علاوة على ذلك من المقرر أن تُطرح هذه الرقائق للبيع خارجياً في المستقبل. ويبدو أن هناك من يهتم بها: حسب تقرير إعلامي تعتزم شركة ميتا استخدام معالجات غوغل في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التي تخطط لإنشائها.

وحسب التوقعات هناك احتمال كبير جداً أن يكون لدى غوغل أفضل نموذج حتى العام المقبل، وليس أوبن إيه آي، حسب أدريان كوكس.

"يتمثل التحدي الكبير الذي يواجه أوبن إيه آي الآن في تطوير نموذج أعمال يدر إيرادات كافية لتمويل مليار مستخدم أسبوعيا قريباً. ولم يتضح بعد كيف سيكون شكل هذا النموذج. تشير بيانات الاشتراكات إلى أن هذا لن يكون كافيا بالضرورة لتغطية التكاليف. ولهذا السبب تدرس أوبن إيه آي بدائل مختلفة"، يقول أدريان كوكس، المحلل في وحدة الدراسات السوقية في بنك "دويتشه بنك" الألماني، Deutsche Bank Research.

منافسون آخرون يدخلون السوق

لكن الصراع على الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الشركتين الأمريكيتين المذكورتين. "مقارنة بعام 2022 هناك منافسة أقوى بكثير بين الشركات الراسخة مثل غوغل والشركات الناشئة الجديدة مثل أنثروبيك Anthropic"، يوضح أدريان كوكس. ويضيف أن هناك منافسة مع شركات من خارج الولايات المتحدة كتلك الموجودة في الصين وأوروبا مثل مسترال أيه آي AI Mistral.

"ومع ذلك هذا يعني أن العملاء اليوم لديهم خيارات واسعة للغاية بين النماذج المتطورة ، والنماذج مفتوحة المصدر الخفيفة والسريعة والمنخفضة التكلفة، التي يمكن استخدامها في مهام معينة غير معقدة"، يشرح الخبير الاقتصادي أدريان كوكس.

في المقابل يمكن لـ ChatGPT-5 القيام بكل شيء تقريباً، ولكنه مكلف في التشغيل ولا يتناسب بشكل خاص مع مجموعات معينة من المستخدمين.

أسس آرثر مينش شركة مسترال أيه آي Mistral AI الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعيصورة من: Blondet Eliot/ABACA/picture alliance

"الصين تتخلف عن أمريكا بفارق نانو ثانية في مجال الذكاء الاصطناعي"

تحرز الصين أيضا تقدما في هذا المجال. قدمت شركة محركات البحث الصينية بايدو (Baidu) نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي ديب سيك DeepSeek. وحسب الشركة فإن أداء هذا النموذج يضاهي أداء جي بي تي 5 (GPT-5) من أوبن إي آي، و وجيميناي 2.5 برو (Gemini 2.5 Pro) من Google .

وتتبع الصين مرة أخرى سياسة إغراق الأسواق الغربية بمنتجاتها بأسعار منخفضة من أجل القضاء على المنافسة هناك. الطاقة الشمسية والصلب والسيارات الكهربائية مجرد أمثلة على مدى نجاح الصين في هذا المجال. في تشرين الثاني/نوفمبر حذر رئيس نيفديا، جنسن هوانغ، على منصة إكس من أن الصين قد تفوز في السباق على الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي : "كما أقول منذ فترة طويلة الصين تتخلف عن أمريكا بفارق نانو ثانية فقط في مجال الذكاء الاصطناعي".

أعده للعربية: م.أ.م

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار