أثار قرار منصة "إكس" بإضافة تفاصيل جديدة حول حسابات المستخدمين النشطين لديها، بما في ذلك تاريخ الانضمام والموقع الجغرافي وعدد مرات تغيير اسم الحساب، جدلاً واسعًا في الفضاء الرقمي خلال عطلة نهاية الأسبوع، خاصة بعد الإشكالات التي رافقت تنفيذه.
وكانت "إكس" قد أوضحت أن هذه الخطوة جاءت في إطار سعيها إلى زيادة الشفافية، وكتب رئيس قسم المنتجات في المنصة، نيكيتا بير: "هذه خطوة أولى مهمة لضمان نزاهة الساحة العامة العالمية. ونحن نخطط لتوفير العديد من الأدوات الأخرى للمستخدمين للتحقق من صحة المحتوى الذي يرونه على المنصة".
ومع ذلك، أعرب بعض المستخدمين عن تحفظهم، مؤكدين أن الكشف عن موقع الحسابات قد يعرّض من يعيشون تحت أنظمة قمعية للخطر ويقيد حرية التعبير. واعتبر آخرون القرار نوعًا من "كشف المعلومات القسري"، بينما أشار بعضهم إلى إمكانية التحايل على الميزة باستخدام VPN عبر دول أخرى.
من جهة أخرى، كشفت الميزة، وبشكل صادم، عن أن عشرات الحسابات النشطة لا يتطابق موقعها الفعلي مع هويتها المعلنة.
وقد تحولت سريعًا إلى أداة حرب بين الأطراف المعادية، من أحزاب ودول وحكومات، التي استغلتها لـ"تعرية" خصومها وتقاذف الاتهامات حول استخدام "الذباب الإلكتروني" لنشر الدعايات أو البروباغندا.
تكشف التحقيقات أن العديد من الحسابات التي تروّج لشعار " اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا " (MAGA) المرتبط بالرئيس دونالد ترامب، تُدار من خارج الولايات المتحدة.
فقد تبيّن أن حساب "MAGA NATION"، الذي يصف نفسه بأنه مناصر لـ"أمريكا أولًا" ويحظى بحوالي 400 ألف متابع، يعمل من دولة في شرق أوروبا تقع خارج نطاق الاتحاد الأوروبي.
كما أظهرت الميزة أن حساب "America First"، الذي أُنشئ في مارس ويضم نحو 70 ألف متابع، يُدار من بنغلاديش.
وفي سياق متصل، أشارت تقارير لصحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن العديد من الصفحات والحسابات التي تنشر محتوى معادٍ لإسرائيل وتدعم القضية الفلسطينية، تُدار من مواقع خارجية، مثل تركيا وباكستان.
واستدلت الصحيفة بأمثلة منها حساب "Silenced Sirs"، الذي يدّعي أنه لبناني، بينما تبين أن موقعه الفعلي هو جمهورية الكونغو.
كما كشفت أن حساب "Tiberius"، الذي يزعم أنه تابع لصحفي بريطاني يساري معادٍ لإسرائيل، يُدار من تايلاند وغيّر اسمه 24 مرة منذ عام 2018.
إضافة إلى ذلك، ادعت التقارير أن حساب الناشط الأمريكي المؤيد لإيران، جاكسون هينكل، وهو شخصية حقيقية، يُدار من بوركينا فاسو، بينما تبين أن حساب الناشطة ماريانا تايمز، التي تظهر دعمها لإسرائيل وفق ما تُظهره منشوراتها، يُدار من الهند وليس من أمريكا أو أوروبا كما قد يُفترض.
وبعد الضجة، أزالت الشركة بيانات حول مكان إنشاء بعض الحسابات، وقال بير إن المعلومات "لم تكن دقيقة بنسبة 100٪"، خصوصًا بالنسبة للحسابات القديمة، وأوضح أن الشركة تعتزم إعادة نشرها بحلول يوم الثلاثاء.
المصدر:
يورو نيوز