آخر الأخبار

وحش قطبي منقرض: اكتشاف "وحيد قرن" عمره 23 مليون سنة

شارك

اكتشف باحثون نوعا جديدا من وحيد القرن المنقرض في أقصى شمال كندا، داخل ترسيبات بحيرة قديمة في فوهة "هوجتون" بجزيرة ديفون في إقليم نونافوت.

الهيكل العظمي شبه الكامل، الذي عثر عليه في موقع غني بالأحافير، يمثل أقدم وحيد قرن معروف في هذه المنطقة القطبية، ويجعل هذا النوع الأكثر وجودا شمالا بين وحيدات القرن المعروفة حتى الآن.

وتعد فوهة هوجتون، بعرض نحو 23 كيلومترا، أقصى موقع ميوسيني معروف شمالا. وبعد اصطدام نيزكي قديم امتلأت الفوهة بالماء لتشكل بحيرة حفظت بقايا النباتات والحيوانات المحلية.

مصدر الصورة الحفريات التي بحثها الفريق العلمي (المتحف الكندي للطبيعة)

عائلة مدهشة

يمتد تاريخ وحيدات القرن على أكثر من 40 مليون سنة، وقد سكنت معظم القارات باستثناء أميركا الجنوبية والقطب الجنوبي. أما وحيد القرن القطبي المكتشف حديثا فعاش قبل نحو 23 مليون سنة خلال العصر الميوسيني المبكر، ويظهر التحليل أنه أقرب إلى أنواع أوروبية ازدهرت قبل ملايين السنين.

أطلق الباحثون على هذا النوع الجديد "إيبيثيراسيريوم إيت جي لوك" حسب الدراسة التي نشرت يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول في مجلة "نيتشر-إيكولوجي وإيفولوشن".

وتقول دانييل فريزر -المؤلفة الرئيسية ورئيسة شعبة علم الأحياء القديمة في المتحف الكندي للطبيعة- في تصريحات للجزيرة نت: "اليوم لا نعرف إلا 5 أنواع حديثة في أفريقيا وآسيا، لكن السجل الأحفوري يظهر أكثر من 50 نوعا، بعضها في أوروبا وأميركا الشمالية. وإضافة هذا النوع القطبي إلى شجرة عائلة وحيدات القرن تمنحنا رؤى جديدة عن تاريخها".

وتقدم الدراسة أيضا شجرة عائلة محدثة لفصيلة وحيدات القرن، وتدعم فكرة أن أجداد هذا النوع وصل إلى أميركا الشمالية عبر جسر يابسة شمال الأطلسي (مرورا بجزيرة غرينلاند).

وتشير النتائج إلى أن هذا الممر ظل صالحا لهجرة الثدييات حتى زمن أحدث بكثير مما كان يعتقد، ربما حتى العصر الميوسيني، بعدما رجحت أبحاث سابقة أن دوره انتهى قبل نحو 56 مليون سنة.

إعلان

وتوضح فريزر أنه "من الناحية الشكلية، تظهر العظام أن "إيت جي لوك" كان صغيرا نسبيا ورشيقا، يقارب في الحجم وحيد القرن الهندي المعاصر، لكنه من دون قرن".

وتضيف: "ويوحي التآكل المتوسط في أضراس الخد بأن الفرد المكتشف كان في مطلع أو منتصف البلوغ. أما اسم النوع "إيت جي لوك" فمعناه "بارد/صقيعي" بلغة الإنكتيتوت (شعوب شمال غرب كندا)، وقد اختاره الفريق تكريما لبيئته القطبية".

مصدر الصورة جانب من الفريق البحثي (المتحف الكندي للطبيعة)

رسم خطوط الهجرة التاريخية

جُمع الهيكل العظمي في عام 1986 على يد العالمة ماري دوسون من متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي. وحددت دوسون الأجزاء التشخيصية الحاسمة، مثل الأسنان العلوية والسفلية، والفكين، وأجزاء من الجمجمة، التي أتاحت للفريق الحالي تأكيد انتمائه لفصيلة وحيدات القرن ووصفه كنوع جديد.

وتقول فريزر: "المذهل في هذا الاكتشاف أن نحو 75% من الهيكل العظمي محفوظ بحالة ثلاثية الأبعاد، مع استبدال معدني جزئي فقط. هذه درجة اكتمال نادرة في الأحافير".

وعلى صعيد الجغرافيا الحيوية، فحص الفريق ظهور 57 سلالة من فصيلة وحيدات القرن، معظمها منقرضة، من خلال زيارة مجموعات متحفية، ومراجعة الأدبيات، واستخدام قواعد بيانات، ثم وضع كل نوع جغرافيا ضمن 5 مناطق قارية.

واستخدم الفريق نموذجا رياضيا لاحتساب معدلات الانتشار بين القارات، وأعادت النتيجة رسم خطوط الهجرة التاريخية بين أوروبا وأميركا الشمالية عبر شمال الأطلسي، ومنحت شمال الأطلسي دورا أكبر في تطور هذه المجموعة مما كان متصورا.

وتعلق فريزر: "الأمر لا يقتصر على وصف نوع جديد، فإعادة بنائنا لمسار تطور وحيدات القرن تظهر أن شمال الأطلسي كان أكثر أهمية مما اعتقدنا. والأوسع من ذلك، يواصل القطب الشمالي تقديم اكتشافات توسع فهمنا لتنوع الثدييات عبر الزمن".

تكتسب أهمية "إيت جي لوك" بعدا إضافيا إذا تم ربط النتائج الجديدة بالدراسات السابقة التي نجحت في استخلاص بروتينات جزئية ذات قيمة علمية من مينا الأسنان العائدة للفرد نفسه.

"هذا الإنجاز يمدد الإطار الزمني الممكن لاستعادة سلاسل بروتينية مفيدة تطوريا بملايين السنين، ويفتح مسارات جديدة لاستخدام علم البروتينات القديمة في فهم تطور الثدييات حين لا يتوفر الحمض النووي" كما أشارت الباحثة.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار