في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أصدر مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركي تحذيرا جديدا يتعلق بوصول عاصفة شمسية إلى الأرض اليوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
العاصفة الشمسية (وتعرف كذلك بالعاصفة المغناطيسية) هي اضطراب كبير في المجال المغناطيسي للأرض يحدث عندما تضرب الأرض رياح شمسية قوية أو سحب من البلازما الشمسية تُسمّى الانبعاثات الكتلية الإكليلية.
G4 Levels Reached! Conditions met on 12 Nov at 0120 UTC. We anticipate continuing geomagnetic storm levels through the night to continue as long as conditions remain favorable (magnetic field of CME opposite Earth's). Stay aware at https://t.co/TV7Yw6Lq1Y pic.twitter.com/KC3QrQ0v91
— NOAA Space Weather Prediction Center (@NWSSWPC) November 12, 2025
على سطح الشمس توجد مناطق نشطة مليئة بالحقول المغناطيسية المتشابكة، وعندما تنفجر هذه الحقول فجأة، تطلق كمية هائلة من الجسيمات المشحونة بالطاقة، مثل البروتونات، والإلكترونات، بسرعة قد تتجاوز ألفي كيلومتر في الثانية.
وتندفع هذه السحب العملاقة عبر الفضاء، وإذا صادف أنها في اتجاه الأرض، تصل بعد نحو 1 إلى 3 أيام. وفي حالتنا هذه، انطلقت انبعاثات كتلية إكليلية من الشمس في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
وتُصنف هذه العاصفة المغناطيسية في الفئة "جي 4″، ويعني ذلك أنها "شديدة" على مقياس الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، الذي يتراوح بين "جي 1" (طفيفة) إلى "جي 5" (شديدة جدا)، وصنفها بعض الخبراء بأنها الأقوى هذا العام.
وعندما يتجه الانبعاث الكتلي الإكليلي نحو الأرض، يمكن أن يؤدي ذلك إلى رؤية الأضواء الشمالية أو الجنوبية (الشفق القطبي)، التي تنتج من تفاعل الجسيمات المشحونة مع الغلاف المغناطيسي للأرض، ولذلك فإن هواة التصوير الفلكي عادة ما ينتظرون أحداثا كهذه، لالتقاط صور للشفق القطبي.
هذا النوع من الأحداث يمكن أن يؤثر على عدة نطاقات أساسية توجه لها هذه التحذيرات المبكرة:
ولذلك تعمل منصات طقس الفضاء على إطلاق تحذيرات دورية، حتى تحتاط الجهات المسؤولة عن تلك النطاقات، وتتبع خططا أخرى جانبية في حال حدوث اضطرابات، ومن ثم لا تحدث أي توقفات في خط سير العمل المعتاد.
جدير بالذكر أن العواصف الجيومغناطيسية لا تُغيِّر ملامح الطقس اليومي، مثل درجات الحرارة أو هطول الأمطار، ولا تُشكِّل خطرا مباشرا على صحة البشر، وهي حوادث طبيعية تماما تتكرر من حين لآخر.
هذه الظواهر ترتبط بدورة النشاط الشمسي، التي تعرف بأنها فترة تتكرر كل 11 عاما تقريبا، تتغير خلالها مستويات النشاط الشمسي من أدنى حالاته إلى أقصى حالاته، وحاليا نمر بفترة أقصى نشاط في الدورة الشمسية الـ25، التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وخلال الحد الأقصى للنشاط الشمسي يزداد عدد البقع الشمسية والنشاط المغناطيسي، مما يؤدي إلى زيادة في الانبعاثات الكتلية الإكليلية والتوهجات الشمسية، ويتكرر ذلك تقريبا كل 11 سنة، ومن ثم يتوقع أن تُضرب الأرض بمثل هذه العواصف خلال العام الحالي.
وفي العاشر من مايو/أيار 2024، شهدت الأرض أقوى عاصفة جيومغناطيسية منذ أكثر من 20 عاما، عُرفت باسم " عاصفة غانون "، وتُعد هذه العاصفة من بين الأفضل توثيقا في التاريخ، وقد قدّمت لوكالة ناسا رؤى جديدة عن تأثيرات الشمس على الأرض والتكنولوجيا.
خلال العاصفة، شوهدت أضواء الشفق القطبي في مناطق جنوبية، مما يدل على قوة العاصفة وتأثيرها الواسع، وقد تسببت في تغييرات غير مسبوقة في طبقة الأيونوسفير، بما في ذلك تشكل فجوة مؤقتة بالقرب من خط الاستواء، مما أثر على الاتصالات والملاحة وقتها.
أدت العاصفة كذلك إلى زيادة سحب الأقمار الصناعية، مما أثر على مداراتها، وتأثرت شبكات الكهرباء وأنظمة الملاحة، ورصدت ناسا تشكل حزامين إشعاعيين مؤقتين بين أحزمة فان ألين، ويعتقد أن ذلك يشكل خطرا على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء، لكن جاء كل ذلك من دون تأثير على الطقس أو صحة البشر على الأرض.
المصدر:
الجزيرة