اكتشف علماء وراثة بريطانيون أدلة تشير إلى أن العوامل الجينية المسؤولة عن طول عمر الآباء وارتفاع مستوى الذكاء لدى الأبناء قد تكون مترابطة بدرجة كبيرة.
أشار بحث علمي نُشر في مجلة Psychiatry Genomics إلى وجود صلة وراثية محتملة بين طول العمر لدى الآباء ومستوى الذكاء لدى الأبناء.
وأوضح فريق من علماء الوراثة البريطانيين بقيادة الباحث ديفيد هيل من جامعة إدنبرة، أن العوامل الجينية المؤثرة في طول عمر الآباء والقدرات الإدراكية للأبناء قد تكون مترابطة بدرجة كبيرة.
وجاء في الدراسة: "قمنا بتحليل نتائج دراسات الجينوم الكامل، حيث تناولنا تأثير الاختلافات في بنية الجينات على ذكاء 12 ألف طفل، وعلى طول العمر لدى 389 ألف شخص بالغ. وأظهرت المقارنة للمرة الأولى وجود ارتباط وراثي كبير بلغت نسبته نحو 35% بين القدرات الإدراكية للأطفال وطول عمر آبائهم".
وأشار الباحثون إلى أنهم لاحظوا قبل عدة سنوات نمطا لافتا أثناء دراسة السكان في إسرائيل والسويد وبريطانيا والدنمارك، إذ تبين أن الأطفال ذوي معدلات الذكاء الأعلى يعيشون في المتوسط لفترات أطول، وتقل لديهم نسبة الوفيات بمختلف أسبابها بنسبة 24% مقارنة بأقرانهم ذوي معدلات الذكاء المنخفضة.
ويرى العلماء أن هذه الظاهرة قد تعود إلى عوامل وراثية مشتركة. ولتأكيد هذه الفرضية، أجرى الباحثون تحليلا موسعا لنتائج دراسات الجينوم الكامل التي استهدفت الكشف عن الخلفية الوراثية لكل من الذكاء وطول العمر، بمشاركة عشرات الآلاف من الأطفال ومئات الآلاف من البالغين.
وأظهر التحليل أن طول العمر ومستوى الذكاء يعتمدان بنسبة تتراوح بين 27 و29% على اختلافات في بنية الجينات. كما اكتُشف أن العديد من الطفرات الجينية المؤثرة في أحد المجالين (الذكاء أو طول العمر) تؤثر أيضا في الآخر، حتى بعد احتساب العوامل الثانوية والفروقات السكانية بين المشاركين في الدراسات المختلفة.
ويعتقد الباحثون أن الكشف عن هذا الارتباط الجيني قد يساهم في تطوير استراتيجيات جديدة تركز على تعزيز التطور الفكري للأطفال والحفاظ على القدرات الإدراكية في مراحل الشيخوخة. كما يأمل الفريق العلمي أن تساعد الدراسات المستقبلية للجينوم الكامل في تحديد الأجزاء الوراثية المسؤولة بدقة عن تأثير هذه العوامل على الدماغ والجسم البشري.
المصدر: تاس